اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قرار نقل بطولة الخليج العربي لكرة القدم بدورتها 22 من مدينة البصرة إلى جدة سياسي، وأبدى أسفه لاتخاذه، داعيًا إلى إعادة النظر فيه، وواعدًا باتخاذ كل الإجراءات، التي تكفل تنظيمها في العراق وإنجاحها.. فيما طالب بأن تكون الانتخابات العامة في نيسان/إبريل المقبل وفق القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة، معتبرًا أنه أفضل من أي تأجيل لها.
أسامة مهدي: قال المالكي في كلمته الأسبوعية اليوم إنه يشعر بأن الشعب العراقي عمومًا والوسط الرياضي خصوصًا، قد أصيب بصدمة من القرار، الذي اتخذ بخصوص مباريات خليجي 22، التي كان من المفترض أن تقام في البصرة، والاستعدادات قائمة على قدم وساق، وكل البنى التحتية والمطلوبة لإقامة هذه البطولة قد وفرتها وزارة الشباب والحكومة العراقية، كما إن الشباب العراقي والوسط الرياضي يتطلع إلى أن يشهد هذا الاستحقاق على أرضه، بعد انحسار طويل للرياضة العراقية، في ظل الحصار والعقوبات الدولية وعقوبات الفيفا وعقوبات اتحاد الكرة.
عابرة للسياسات
وأضاف إن هذه كلها انتهت، وانتهت عملية العقوبات على العراق بخروجه من الفصل السابع، نتمنى أن يخرج العراق أيضًا في الجانب الرياضي من طائلة العقوبات أو محاولات التضييق على الكرة العراقية، التي تريد أن تكون إلى جنب الكرة العربية والكرة الدولية بكفاءة، "والحمدلله أبناؤنا قد سجلوا مواقف إيجابية كبيرة، ولكن هذا القرار في الحقيقة يعتبر إجحافًا بحق الشعب العراقي وبحق الشباب بشكل عام، وبحق الرياضة والكرة العراقية بشكل خاص، ولايسعنا أن نفهم هذه الدواعي إلاّ أن تكون من منطلقات سياسية، وإلاّ الكرة ينبغي أن تكون عابرة للسياسة والخلافات، حتى إن وجدت ينبغي أن لا تنعكس الخلافات السياسية والحسابات على مسألة الرياضة، لأن الرياضة هي التي توحّد، وهي المساحة التي نقف عليها جميعًا، في المساحة الوطنية يقف جميع العراقيين من دون تمييز بين قومية وقومية، ومذهب ومذهب، ودين ودين، الكل مع الرياضة ومع الرياضيين.
وأشار إلى أنه من الناحية العربية أيضًا، ومن الناحية العالمية، الكرة ينبغي أن لا تقيد بقيود السياسة وبقيود الحسابات الاقتصادية وما إلى ذلك من قيود. وقال "لذلك نتمنى على إخواننا في اتحادات الكرة لهذه الدورة (دورة خليجي 22) أن يعيدوا النظر بهذا القرار، وما يريدونه أن يكون جاهزًا لاستضافة هذه البطولة، الحكومة العراقية ووزارة الشباب واتحاد الكرة كلها على أتم الاستعداد لتهيأتها بشكل مناسب، ومن أجل أن لا يصدم الشعب العراقي، وربما تؤثر وتعطي رسالة خاطئة إلى العراقيين جميعًا بأنكم محاربون من قبل دولة أو دول معينة في المنطقة هي دول شقيقة وصديقة، نتمنى أن ترتفع في طريقة التعامل إلى المستويات التي يمكن أن توحّد الشعوب وتقرّب في ما بينها، لا أن تصنع من هذه القضية (قضية الكرة والرياضة) التي يتعاطاها ويتفاعل معها ويعيشها الملايين من أبناء الشعب العراقي فرقة وصدمات".
واضاف "انا بلغني بان الكثير من اخواننا في الدول العربية وحتى الاتحادات صوّتت ضد وجودها واقامتها في العراق، الوسط الرياضي في هذه الدول غير مرتاح لهذا التصويت، لانه لاينسجم مع روحية وتوجهات ماينبغي ان تكون في ما بيننا من علاقات ودية واخوية. مرة اخرى اكرر وأتمنى ان يعاد النظر في هذا القرار، لحفظ ود العلاقات الشعبية على الأقل بين الشعب العراقي وبين شعوب الدول الصديقة والشقيقة التي تقام فيها هذه البطولة.
حلم يتبدد
يذكر انه بعد انتظار دام ست سنوات لكي تستقبل مدينة البصرة الجنوبية بطولة كأس الخليج لكرة القدم، وتعيد هذا الحدث الخليجي الكروي الى احضان العراق مجددًا بعد غياب قسري طويل، فوجئت مدينة البصرة بانهيار حلم استضافة "خليجي 22" التي ذهبت إلى أحضان مدينة جدة السعودية.
فمنذ عام 2007 والبصرة تنتظر الحدث الخليجي، بعدما تقرر في "خليجي 18" في ابوظبي منح العراق حق استضافة "خليجي 20"، التي ارغمت الاوضاع السياسية في البلاد وعدم جاهزية الاستضافة اللجنة المنظمة للبطولة الى نقلها الى اليمن، على امل ان تستضيف البصرة النسخة اللاحقة، وللأسباب عينها ذهبت تلك النسخة الى البحرين، التي نظمت واحدة من اكثر البطولات اثارة ومتعة في "خليجي 21"، على امل ان يحتضن العراق النسخة اللاحقة في كانون الاول/ديسمبر 2014، والتي قرر رؤساء الاتحادات الخليجية أول أمس نقلها مجددا، وهذه المرة الى السعودية.
شكل قرار المنامة الثلاثاء صدمة كبيرة للأوساط الرياضية والكروية العراقية، التي كانت تمني النفس بان تعيش اجواء البطولة هذه المرة على ارض البصرة، التي شهدت انشاء واحدة من اكبر المدن الرياضية خلال السنوات الماضية استعدادا لهذا الحدث، وانفقت الحكومة العراقية من اجلها اكثر من 600 مليون دولار.
الانسحاب لرد الاعتبار
واذا كان الشارع الكروي العراقي اكتفى باستيائه لقرار نقل البطولة، فان وزارة الشباب والرياضة العراقية، وعبر بيان ساخن اصدرته فور اعلان القرار، هاجمت فيه الاتحادات الخليجية، وذهب البيان الى ابعد من ذلك، متهمة عبره جهات خليجية بعرقلة تحقيق الحلم العراقي. واكد البيان رسميًا انسحاب العراق، وبناء على توجيهات الحكومة العراقية، من بطولة الخليج احتجاجا على قرار نقل البطولة، الذي اعتبرته وزارة الشباب في بيانها استهانة بالعراق، والانسحاب هو رد اعتبار للكرة العراقية.
يذكر ان العراق، وعلى امتداد تاريخ مشاركاته في بطولات كأس الخليج، منذ اول تواجد له فيها عبر النسخة الرابعة في قطر 1976، انسحب مرتين من هذه البطولة، الاولى كانت في خليجي ابو ظبي 1982، والثانية اثناء في الدورة العاشرة في الكويت 1990، وغاب عنها بعد ذلك 14 عامًا، بسبب غزو الكويت، ليعود اليها في خليجي 17 في قطر 2004، بفضل جهود رئيس اللجنة الاولمبية العراقية السابق احمد السامرائي، وكذلك رئيس الاتحاد العراقي السابق حسين سعيد.
ويتوقع ان تشهد تداعيات سحب "خليجي 22" ونقلها من البصرة خلال الايام المقبلة توترًا في الاحداث في ما يتعلق بقرار الانسحاب، في ظل توجه حكومي واضح مدعوم من الشارع الكروي، ومعارض، كما يظهر من قبل مسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم.
547 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع