وفاة الطبيبة النفسية "بان زياد" تتحول لقضية رأي عام في العراق

 الطبيبة النفسية بان زياد

وكالات الانباء:تحولت وفاة الطبيبة العراقية الشابة والمعروفة، بان زياد طارق، لقضية رأي عام في مدينتها البصرة، سرعان ما انضم إليها عراقيون من مختلف أنحاء البلاد، للتشكيك في رواية انتحارها والمطالبة بتحقيق مستقل في تهمة قتل.

وبعد نحو عشرة أيام على وفاة أخصائية الطب النفسي، شهد العراق احتجاجًا ميدانيًّا، بينما يتابع نائب في البرلمان التحقيقات، وينظم متضامنون حملات ضغط في مواقع التواصل الاجتماعي، للتشكيك في رواية الانتحار وإبراز ضعفها.

وفارقت الدكتورة بان، والتي كانت تقدم محتوىً طبيًّا في مواقع التواصل الاجتماعي، الحياة في منزل أسرتها في البصرة يوم الاثنين قبل الماضي، لكن التحقيقات لم تؤكد حتى الآن صحة رواية العائلة عن انتحار ابنتهم.

ومما زاد من غموض وفاة "بان"، هو روايات زملائها بكونها لم تكن تعاني أيَّ مشاكل نفسية، بينما زادت تسريبات من تقرير الطب الشرعي للوفاة من تلك الشكوك بسبب طبيعة الجروح في جثة الراحلة.

وفي أحدث تطورات القضية، شهد كورنيش شط العرب، وسط البصرة، مساء أمس الأربعاء، احتجاجًا شارك فيه العشرات، وبينهم أطباء ومحامون ومتعاطفون للمطالبة بتحقيقات دقيقة في الحادثة وعدم تبني رواية الانتحار.

ورفع المحتجون، وبينهم طبيبات عملنَ مع الراحلة بان، صورها، ولافتات صغيرة تعبر عن التضامن وتطالب بكشف السبب الحقيقي لوفاة الشابة العشرينية.

ونقلت شبكة "964" الإخبارية العراقية، عن الطبيبة لينا العاشمي، قولها من مكان الاحتجاج، إن زميلتها بان "لو أرادت الانتحار فعلًا لأخذت بعض العقاقير المعينة لتنهي حياتها بيدها دون أن تعذب نفسها".

وشككت العاشمي في رواية الانتحار، وقالت إن طريقة الانتحار بشق اليدين بطريقة طولية ليست طريقة الانتحار المعتادة، فالانتحار عن طريق الشخص نفسه تكون عادة بشق أفقي عند المعصم، وليس عبر شق طولي يصل إلى عظام اليد.

وكانت العاشمي تقيّم مقطع فيديو وصورًا صادمة تناقلتها وسائل إعلام عراقية، تقول إنها لجثمان الطبيبة "بان "في المستشفى بعد نقلها إليه عقب وفاتها.

وأطلق متعاطفون في القضية، صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لعرض تلك الصور ومقطع الفيديو، وسط تحليلات يستند أصحابها لكون الطبيبة ماتت مقتولة، ويستشهدون بتفاصيل الجروح في جثة "بان".

وفي سياق القضية ذاتها، كشف النائب عدي عواد التميمي، عن متابعته لحادثة الوفاة، ونشر صورة وثيقة رسمية تحمل اسمه، وتطالب الادعاء العام في العراق، بتشكيل لجنة من خبراء الطب العدلي لإعادة الكشف عن الجثة بسبب وجود غموض وشبهات في وفاتها.

وتتصدر القضية اهتمامات وسائل الإعلام المحلية، حيث ظهر زملاء للطبيبة بان ومتعاطفون مع الراحلة، في محطات التلفزة العراقية للرد على رواية العائلة التي تتمسك بكون ابنهم ماتت منتحرة.

وقال الدكتور وليد كاطع، في مقابلة عبر قناة "الرابعة" المحلية، إن زميلته كانت شغوفة بعملها وبمزاج جيد، مشككًا بكونها انتحرت كما تزعم والدتها.

واكتفت وزارة الصحة ونقابة الأطباء في العراق حتى الآن، بنعي الطبيبة الراحلة، وتنظيم تأبين لها، فيما قالت شرطة محافظة البصرة إنها ستعلن نتائج التحقيق في حال اكتمالها.

وأوضحت الشرطة في بيان، أن ذوي الطبيبة المتوفاة، لم يتقدموا بشكوى رسمية، وأنهم أشاروا إلى أن الحادث "انتحار" ناتج عن معاناة "بان" من اضطرابات نفسية.

وأضافت الشرطة، أنها باشرت إجراءات التحقيق، ونفذت كشفًا فنيًّا دقيقًا على مسرح الحادث من قبل مفارز الأدلة الجنائية، شمل جمع الأدلة المادية وتحريز الأداة المستخدمة لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، ونقل الجثة إلى دائرة الطبابة العدلية لاستكمال الإجراءات الفنية اللازمة.

يُشار إلى أن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، يتابع القضية أيضًا، ويطالب بتحقيقات شفافة وتبديد الشكوك في الوفاة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع