"الرجل الثاني" في حزب الله .. من هو الطبطبائي الذي استهدفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

 صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي على أنها للطبطبائي

العربي الجديد:أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، أنها استهدفت عنصرا قيادياً في حزب الله خلال عدوان على العاصمة اللبنانية، وتحديدا على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية، ضمنها إذاعة جيش الاحتلال، أن القيادي المستهدف هو هيثم علي الطبطبائي، المعروف باسم (أبو علي الطبطبائي)، مؤكدة أنه يمثل "رئيس أركان حزب الله" حاليا، والرجل الثاني في الحزب بعد أمينه العام نعيم قاسم.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي استهدف رئيس أركان حزب الله، والذي كان يقود جهودا لتعزيز الحزب وإعادة تسليحه. وحسب البيان، فقد أمر نتنياهو بتنفيذ الهجوم بناء على توصية وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير. في حين نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع أن "التصفية نجحت".

من قيادة قوة الرضوان إلى رئاسة أركان الحزب
وُلِد أبو علي الطبطبائي عام 1968 في بيروت، وتدرّج داخل البنية العسكرية لحزب الله حتى أصبح من أعمدتها الرئيسية. وشغل سابقًا قيادة قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة التي يعتمد عليها الحزب في العمليات المعقّدة، كما تولى قيادة الوحدة 3800 المسؤولة عن نشاطات حزب الله خارج لبنان، خاصة في سورية واليمن، قبل أن يصبح رئيس أركان الحزب، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وبحسب مراكز بحثية إسرائيلية، وبينها مركز"ألما"، تولّى الطبطبائي لاحقًا قيادة الجبهة الجنوبية في الحزب خلفًا لعلي كركي الذي اغتالته إسرائيل عام 2024، وهي الجبهة التي تشرف على وحدات نصر وعزيز وبدر الممتدة من صيدا وصولًا إلى الحدود مع فلسطين المحتلة. كما لعب الطبطبائي دورا أساسيا في إدارة حرب الإسناد التي دخلها حزب الله لدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السنة الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية وعربية.

الطبطبائي.. عقوبات أميركية وملاحقة دولية
يعد الطبطبائي من أكثر الشخصيات التي أثارت اهتمام الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، صنّفته وزارة الخارجية الأميركية "إرهابيًا عالميًا مُحددًا بشكل خاص" بموجب الأمر التنفيذي 13224، ورصد برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه. واعتبرت الولايات المتحدة أنّ الطبطبائي من القادة الذين لعبوا أدوارًا محورية في تعزيز قدرات حزب الله العسكرية داخل لبنان وخارجه.

محاولات اغتيال متكررة
وفقا لوسائل إعلام عبرية، لاحقت إسرائيل الطبطبائي في أكثر من مناسبة محاولة اغتياله، وكانت أبرز تلك المحاولات:

يناير/كانون الثاني 2015: نجا من عملية اغتيال في القنيطرة جنوبي سورية، في هجوم قُتل فيه ضابط رفيع في الحرس الثوري الإيراني، وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية.
يناير 2022: تحدّثت تقارير عن اغتياله في صنعاء، قبل أن يتبيّن لاحقًا عدم صحتها.
نوفمبر/تشرين الثاني 2024: استهدف قصف إسرائيلي منطقة السيدة زينب قرب دمشق، ورُجّح حينها أن يكون الهدف هو الطبطبائي.
غموض وظهور شبه معدوم
لأعوام طويلة بقي الطبطبائي شخصية ظلّ داخل حزب الله، وكان ظهوره الإعلامي شبه معدوم، والصورة الأولى المنسوبة إليه كانت رسوماً تقريبية نشرتها وزارة الخارجية الأميركية. ومع ذلك، تقول تقديرات إسرائيلية إنه أصبح خلال السنوات الأخيرة "القائد العام الفعلي" للقوة العسكرية في حزب الله، خاصة مع تصاعد دوره في إعادة تأهيل البنية العسكرية للحزب إلى جانب القيادي محمد حيدر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع