ايلاف/ يوسف يلدا/سيدني:بعد وفاة الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيّا ماركيز في 17 نيسان / أبريل 2014، راجت كتبه بشكلٍ واسع لتبلغ مبيعاتها 450 ألف نسخة، وفقاً لدار النشر بلانيتا، التي تملك حقوق بيع أعماله في كلٍ من المكسيك، وأمريكا الوسطى، ومنطقة البحر الكاريبي.
إرتفعت نسبة مبيعات كتب غابو، بمجرد وفاته، لتبلغ %43، وفقاً لدار النشر بلانيتا، بزيادة شملت 25 مؤلفاً، ليس فقط الكتب المعروفة بسعة إنتشارها ورواج مبيعاتها مثل: مائة عام من العزلة في المرتبة الأولى، وحب في زمن الكوليرا، وقصة موت معلن، عن الحب وشياطين أخرى، ومذكرات عاهراتي الحزينات، بل كذلك أعماله الأخرى. وتشير أرقام مبيعات مكتبة غاندي في المكسيك إلى هذه الزيادة أيضاً. ففي الثلاثة أشهر التي تلت وفاة الروائي والصحفي الحاصل على جائزة نوبل للآداب في 1982، كان الإقبال على كتبه شديداً، حيث إرتفعت نسبة المبيعات لتصل %45.
وفي ديسمبر / كانون الأول 2014، كانت دار نشر بلانيتا قد جددت عقدها حول حقوق النشر مع دار كارمن بالسيلس الأدبية، والتي تملك الحقوق الكاملة لأعمال غارسيّا ماركيز في المكسيك، وأمريكا الوسطى، ومنطقة البحر الكاريبي، مثلما تشير مديرة الإتصالات والتسويق ميريام فيدرياليس.
وتتراوح ال 25 عملاً أدبياً ما بين روايات، وقصص، ومواد صحفية، ومحاضراتٍ، ومذكرات. وقد قامت دار نشر ديانا، ومنذ العام 1986 بنشر أعمال الكاتب الكولومبي في المكسيك، وفي العام 2005 كانت بلانيتا إقتنت دار ديانا للنشر. ولكن، في الدول الأخرى، الناطقة باللغة الإسبانية، تعود حقوق نشر أعمال الكاتب إلى دار بنجوين راندوم هاوس للنشر.
يقول ألبرتو آشار، مدير مبيعات مكتبة غاندي المكسيكية، أن الكتب الأكثر مبيعاً لغارسيّا ماركيز هي : مائة عام من العزلة، والحب في زمن الكوليرا، وقصة حب معلن، وعن الحب وشياطين أخرى، و12 قصة قصيرة مهاجرة، وقصة بحّار غريق. وتزداد مبيعات هذه الكتب، على وجه الخصوص، خلال الموسم الدراسي.
وتعد رواية غارسيّا ماركيز الشهيرة "مائة عامن العزلة" الأكثر مبيعاً على الإطلاق، حيث لا تتوقف مكائن الطبع عن رفد الأسواق بها، بشكلٍ دائم ومستمر، حسب ما يقوله فيدرياليس، ولكن من دون أن يحدد رقم المبيعات. ويضيف فيدرياليس قائلاً" لو قمنا بمقارنة مبيعات كتب غارسيّا ماركيز بغيره من الكتّاب، فأنه يقف في مقدمة الجميع وبدون منازع. ويصنّف الكاتب بأنه الأكثر رواجاً عندما تبلغ أرقام مبيعات كتبه 30 أو 40 ألف نسخة، بينما غارسيّا ماركيز تجاوز هذه الأرقام بكثير. غارسيّا ماركيز ظاهرة أدبية نادراً ما تتكرر".
وبغية الترويج لكتب الأديب الراحل، شرعت دار نشر بلانيتا بإطلاق طبعات خاصة لأعماله، بحيث يتميّز الكتاب بشكله الصغير مما يعمل على تسهيل مهمة حمله، وبأغلفة جديدة، إضافة إلى توفرها إلكترونياً.
وعما يقال من وجود رواية جديدة للكاتب الراحل تنتظر الطبع، يوضح فيدرياليس " لو كان هناك جديداً، فسيتم مناقشته مع دار بالسيلس للنشر".
ومن المعروف أن الكثير من الموضوعات التي طرق غارسيّا ماركيز أبوابها في أعماله، مثل السينما، والموسيقى، والطب، والعدالة، واللغة، والنفوذ السياسي، وحضارة واييو(مجموعة عرقية من الناس من الهنود الحمر تعيش في شبه جزيرة كواخيرا التي تقع بين شمال كولومبيا وشمال غرب فنزويلا)، لا تزال تخضع لدراسات وبحوث العديد من الأكاديميين والباحيثين في كولومبيا.
ويروي الناشر والكاتب كونرادو زولواغا، مؤلف كتاب "غابرييل غارسيّا ماركيز. مرض السرد الذي لا علاج له"، في لقاء بكولومبيا، والذي يعمل منذ نحو أربعة أعوام، وبرفقة الباحثة الألمانية مرغريت دي أوليفيرا صاحبة كتاب (لغة غارسيّا ماركيز اللادينية)، في كتاب حول كيفية تعامل الكاتب مع اللغة، يروي قائلاً "أنه كان مغرماً بالقواميس، لأمكانيته في إختيار الكلمة المناسبة، لكن، لا أحد يقول كيف كان يربط بين الكلمات. كان لا يستعين بأكثر من 80 كلمة غريبة، ليكتب رواية. إننا نعمل على إنجاز العمل التالي: كيف كان غارسيّا ماركيز يصيغ النص؟، كيف كان يجمع ما بين الجمل؟. أن ما كان يقوم به هو إدخال كلمات قديمة، لغة المايا، والكيشوا (لغة نشأت في وسط جبال الأنديز)، والناهوا (تستخدم في وسط المكسيك)، واللغة الأمريكية المطعمة بالإسبانية، والمصطلحات الجديدة، ويضعها في المكان المناسب".
حياة غابرييل غارسيّا ماركيز في سطور:
1927- يولد في 6 مارس/ آذار في أراكاتاكا (كولومبيا).
1940- يُبعث للدراسة في بوغوتا.
1947- ينشر قصته الاولى "الاستقالة الثالثة" في صحيفة "الاسبكتادور" اليومية.
1948- يبدأ بالتعاون مع الصحيفة اليومية "الأونيفرسال"، في مدينة كارتاخينا دي إندياس.
1954- يباشر العمل في "الاسبكتادور".
1955- ينشر أولى رواياته: "الأوراق الذابلة". بالإضافة إلى سلسلة من المقالات عن الغريق الوحيد الباقي على قيد الحياة في الكاريبي، والتي أطلق عليها لاحقاً "قصة بحّار غريق". يسافر إلى باريس بصفة مراسل.
1958- يتزوج من ميرسيدس بارجا.
1961- يصل مع أسرته إلى مدينة مكسيكو.
1967- يصدر روايته "مائة عام من العزلة".
1982- ينال جائزة نوبل للآداب.
1994- ينشأ مؤسسة الصحافة الإيبروأمريكية الجديدة.
2002- ينشر مذكراته المعنونة "عشت لأروي".
2014- يتوفى في مدينة مكسيكو في 17 أبريل/ نيسان، عن عمر 87 عاماً.
599 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع