فريال الأعظمي ......تملأ قصر الشعر بكنوز الحرف
كتابة - إيمان البستاني
فريال الأعظمي ...تلك الأميرة البغدادية ( شهرزاد الحروف ) استغنت عن حكاياتها بلوحات عربية يتوسد فيها الحرف العربي المزدان بخيوط من نور يرقد على خامات متنوعة واستبدلت ديك الصباح بفاكهة الرمان المملؤة بالعشق وبهذا امتلكت كنوزاً آثرت بها قصر الشعر الذي يحكمه بلا منازع شاعر سوري اسمه لؤي طه
كلاهما الأعظمي و طه اجتمعا في عمل بهي فخم عنوانه ( لا ترفع وشاح ألواني , هناك ينام وطن ) , كتاب ب ( ١٣٣ ) صفحة كبيرة الحجم بطباعة فاخرة توشي بجمالية وقيمة وحضور الحرف العربي
الكتاب يأسر القلب والنظر للوحات تعكس قدسية هذا الحرف العربي الجميل مقرون بأشعار الشاعر المغترب , الذي سكب عصارة حنينه للوطن بشعر مدوزن بموسيقى الوجع
كل هذا الجمال وصلني هدية صباح أمس على يد ساعي البريد الذي كان اسرع من الأرنب البري الساكن في حديقتي , ليترك لي على مدخل الدار كنز ذهبي , وأنا اتصفح صفحاته التي تغني عن حضور معرض فني , مع اهداء من يد الفنانة الكريمة وهي تخصني بهديتها الثمينة
ومع الكنز كتاب اخر عنوانه ( أعيريني اصابعك لأكتب ) للشاعر نفسه , بغلاف تركوازي للوحة فريال الاعظمي وهي تبني من الحرف مدن من ضياء , الكتاب هو ديوان ل ( ١٠٠ ) قصيدة يحّول فيها الشاعر الكلمات الى حياة وجدانية وظل منعش كدغل سري يحلو فيه البكاء
الأعظمي بأنجازها الفريد هذا نثرت الحنين بشمولية الناطقين للحرف العربي وهم نفسهم المظهدين بعذابات الغربة حيث تقول
( حدود لوحتي وألوان حروفي من حيث يشرب الطائر ماء النيل , الى حيث اغصان الزيتون بالقدس العتيق , الى ان يلثم ثغر النخيل شطي دجلة والفرات , الى قبة الأموي والحمائم ترفرف لدمشق الياسمين , الى اشجار الآرز لحظة الاصيل , وعلى الخليج كألوان الفراشات تحوم تخطف اللؤلؤ المنثور على خدود البحرين )
بأختصار , يمكنني القول بأن الفنانة القديرة فريال الأعظمي نجحت في تحويل اللوحة الى مخطوطة فريدة للحرف العربي , أغنت بها تقحل حياتنا العصرية
في آمان الله
640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع