ليلى الصافي .. فتاة أشنونية فرشاتها تحاكي الافق البعيد
ما ان تدخل مدينة بهرز جنوب قضاء بعقوبة عن طريق مدخلها الشمالي وهو المدخل الرئيس للمدينة ستحظى بدليل ورفيق اسمه نهر خريسان وعلى مسافة ذلك الطريق بجانبيك البساتين وذلك النسيم النقي سيتكلم لك عن حكايات ليس لها اول وليس لها اخر وعن نهر ديالى الذي يحتضنها مثل عاشق لحبيبته وكرسمة الهلال من السماء وعن معالمها التاريخية منها ما اندثر ومنها مازال قائما فهي بني فيها اول مسجد مع الفتح الاسلامي وعن جامع بهرز الكبير والخشالي والمنتريس وعن التكيات كتكية الشيخ ثابت وتكية بكر الشيخلي والسيد يوسف المرسومي ومن الشواهد التاريخية القنطرة العباسية والقلعة وخان النقيب وعن مواقعها الاثرية والحضارية كاتل اسمر وتل العبارة وأم الخنازير وقد يصل الى خمسين تلا اثريأ وليس ببعيد فهي نشأت بها مملكة أشنونا الامورية في العصر البابلي القديم . واليوم وصلنا الى فتاة أشنونية ابنة 22 عامأ ارادت ان تمتد الى حضارة واصالة اشنونا عرفت كيف توضب نفسها وبفرشاتها رسمت الوان زاهية للحياة بعد ذلك الدخان الذي لوثها وعبث بجمالها . عندما ترى لوحاتها تذهب بك الى الجمال والهدوء والى زمن نفتقده الان . انها الفنانة التكشيلية ليلى الصافي وبدء الحوار معها من هنا ..
من هي الصافي ؟ انسانة . تشكيلية ؟
ولدت ببعقوبة . بهرز 10/6/1993 ليلى الصافي .. خريجة جامعة ديالى كلية تربية قسم علوم الكيمياء ..
أنا كأنسانة هدفي الوحيد في الحياة هو الرسم طموحي العالمية .. ك تشكيلة احب رسم البورترية واللوحات الغامضة التي تخبأ ورائها قصة او احساس يترجم على شكل لوحة .
حدثيني عن نشأتك وكيف كانت طفولتك مع الرسم
نشأت في عائلة محبة ومناضلة للفكر والقراءة ولا سيما انتمي الى عائلة عرفها النضال في ناحية بهرز .. كانت طفولتي مع الرسم ليست قوية كما الان بسبب عدم امتلاكي ادوات الرسم انذاك مجرد اقلام خشب واوراق ولم تكن تستهويني كثيرا كنت كأية طفلة عادية احب اللعب كنت ارسم شخصيات كارتونية كنت احبها في ذلك الوقت ك شخصية بيكاتشو و ساندي بيل و اوسكار .. واذكر اني اشتريت اول مجموعة فرشاة كانت فرحتي بها عارمة رغم نوعيتها الرديئة الا انني فرحت بها كثيرا من ذلك الوقت بدأ شغفي بالرسم .. اذكر انني كنت في مدرستي الابتدائية متفوقة على زميلاتي في الرسم وكانت معلمة المدرسة تأخذ رسوماتي وتريها للجميع .. مما جعلني افخر برسمي وانشد له اكثر فشجعني ذلك .. الا انني تركت الرسم لفترات طويلة بعدها لا اعلم السبب!
بعد مشاهدتي لكثير من لوحاتك ارى ضربات فرشاتك حادة جدا من تعلمتِ وبمن تاثرتِ ؟
تعلمت الرسم من تمعني لكثير من اللوحات وبعد الممارسة الكثيرة التي نقلتني نقلة كبيرة في الرسم عندما كنت مرحلة اولى في الكلية من هنا بدأ شغفي الاكبر بالرسم .. في ذلك الوقت كانت هناك ورشة للرسم الحر في الجامعة فتوجهت لها و فيها اساتذة لتدريس الرسم فأصبحت اذهب كل يوم للورشة وارسم مع كثير من الرسامين استفدت من النصائخ والملاحظات من الاساتذة وفي ذلك الوقت حقأ تطور رسمي واستفدت منهم الكثير حيث اشتركت معهم في معرض على مستوى الجامعة شجعني ذلك كثيرا .. كذلك لا انسى العم ابو فاتن صاحب المكتبة التي اتزود منها بأدوات الرسم كان يرشدني كأبنتة وشجعني على الرسم وتطوير موهبتي وله الفضل الاكبر في تطور رسمي الان
كيف توفقين بين دراستك والرسم ولاسيما تخصص دراستك (علوم كيمياء) بعيد عن مجال الفن التشكيلي؟؟
لم اكن اوفق بينهما .. لم تكن رغبتي في دراسة الكيمياء لم اكن احبها اطلاقا وكانت كابوس بالنسبة لي .. كنت اهمل دراستي والتجأ للرسم لانني لم استطع دخول كلية الفنون فكرهت كليتي كثيرا بذلك الوقت .. وتكآبت كثيرا بسببها كان حلمي وقتها ان انهي هذه الكلية لاكمل بعدها الفنون .. وتخرجت من كليتي " الكابوس " الا أنني لم استطع التقديم لكلية " الحلم " هكذا اسميهن بسبب الظروف التي مررت بها من عائلية وتحديات الظروف الامنية
كيف وجدت ليلى نفسها بالفن التشكيلي وما الصعوبات التي واجهتها بهذا المجال؟؟
فعلا وجدت نفسي .. وجدت حياتي .. وجدت الهدف الذي من اجله خلقت والذي من اجله اعيش .. فالفن اصبح لي كل شيء وهو متنفسي الوحيد في حياتي لكوني اعيش في مجتمع منغلق نسبيا .. والفن هو ترجمة لاحاسيسي و هروب احيانا من الواقع المرير لذلك ألجأ اليه عندما افرح وغالبا عندما احزن فأترجم به ما يجول في عقلي
من الصعوبات التي واجهتها في مجال الرسم .. كانت الدراسة فقط من تبعدني عن الرسم .. واجهت صعوبة في تلبية طلبات الرسم واخشى ارفض لكون معظم الناس لا تتقبل الرفض و الظرف الذي مررت به واحسست بضغط شديد لدرجة اني تركت الرسم لفترة من الزمن احسستها لوهلة ما انها نقمة علي وليست نعمة !!
أين تجدين نفسك عدا الفن التشكيلي وما اكثر الاشياء المحببه لكِ؟؟
- اجد نفسي احيانا في الموسيقى احب تعلم العزف على ألة ما .. املك كيتار إلا انني لست اتقنه .. احب العزف على البيانو .. اخذت درسين في البيانو وقال لي استاذي انني أملك القدرة على تعلمه والابداع فيه .. إلا انني لم استطع الاستمرار في تعلمه لكونه لا يوجد هنا معهد لتعلم الموسيقى وكنت اتعلم العزف في ورشة الرسم في جامعتي .. بالاضافة لذلك كنت احب كتابة الشعر وبدأت بكتابه الشعر عندما كان عمري 12 سنة إلا انني تركته عندما دخلت الجامعة ،من أكثر الاشياء المحببة لي .. وجودي بين فوضى اللوحات وادوات الرسم ورائحة الأصباغ وموسيقى كلاسيكية
هل تاثرت ليلى بشخصيات عالمية من الفن التشكيلي والرسم ؟ ومن مثلكِ والاقرب لك؟؟
تأثرت بشخصية عراقية . مثل ليلى العطار . لا اعرف ان كان اسمها كأسمي إلا انني احببت وقع اسمها في أرجاء بلدي فأصبح حلمي هو وصول اسمي في كل ارجاء بلدي. ثم الوطن العربي .. ثم العالم لم لا؟
كما انني تأثرت برسم الفنان دولار الذي شدتني كثيرا تأثير فرشاته الغريبه في اللوحة
ماجديد ليلى ومالذي تضيفه للوحاتك من ضربات جديدة؟؟
جديدي هو التركيز على لوحات بورترية وتسليط الضوء على شخصيات عراقية مؤثرة كثيرمن الناس يجهلونها . ما سأضيفه للرسم ليس الان لانني لا اعتقد وصلت مرحلة الابتكار الذي سيذهل .. اعتبر نفسي مازلت في بدايتي .. إلا انني احلم في ابتكار نقلة جديدة في الفن .
ارى كثير من لوحاتكِ لشخصيات ادبية وشعرية مثل محمود درويش ومظفر النواب متاثرة بالشعر بالفصيح والشعبي وعالمية منها مثل كارل ماركس ولينين هل للنظرية الماركسية والنضال والاشتراكية لها دور بفرشاتكِ ؟
نعم تأثرت كثيرا بالشعر الفصيح والشعبي لبعض من الكتاب المعروفين واعتبر الشعر مربوط بالرسم إلا إنني اقتصرت على شخصيات عربية وعالمية ككارلس ماركس ولينين كوني من عائلة عرفت بتاريخها المشرف وانتماها الى المد الاحمر
للموسيقى شي اخر وثانوي مع الرسم ماهي تلك الموسيقى التي تسمعها ليلى عند البدء بلوحة ما؟؟
الموسيقى اهم شي ابتدء به لوحاتي بدون موسيقى اجد لوحتي ناقصة ولا استمتع بأجواء الرسم ..
كذلك احب الاستماع الى الموسيقى التركية وخصوصا لمغنيتي المفضلة سيلا . كذلك الى الموسيقى المنفردة والعالمية منها بحيرة البجع اعشقها حقأ واستمع الى الى الطرب العراقي واغانيه القديمة مثل صوت الراحل والرائع فواد سالم واغاني عراقية بصوت المطربة الاردنية مكادي نحاس
من هي اللوحة الاقرب لقلبك والذي رسمتها ليلى ولم تفارقها الى هذة اللحظة؟؟
رسمة لعين دامعة .. اذكر انني رسمتها بالالوان المائية قبل سنتين واهيتها .. الا انني عدت ورسمتها قبل ايام بالالوان الزيتية وبطريقة افضل من قبل .. احبها جدا لانها معبرة وتحكي قصص معاناة كثيرة واحاسيس تفسر حسب نفسية المشاهد لها .
في ختام حواري معك اتقدم لك بالشكر الجزيل واتنى لك كل التوفيق والتقدم ..
*الزميل /حسين عبدالحكيم مدير مكتب الگاردينيا في محافظة ديالى
الگاردينيا:أهلا وسهلاً بالزميل (حسين عبدالحكيم) بتواجده في حدائقنا ..سررنا بوجودك أبوعلي ننتظر منكم المزيد عن مدينة برتقال العزيزة..تحياتنا الخالصة لأبنتنا الغالية / ليلى مع تمنياتنا بالمزيد من التفوق والأبداع وتحقيق الأماني..
611 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع