عبدالرضا غالي الخياط / خاص – الگاردينيا
نص مسرحي يخاطب الفتيان، ينطلق في معالجته السردية من خلال العلاقة الوطيدة بين السلطة والشعب، كما ينبغي لها ان تكون. وفيه نوع من الإسقاط الفكري والتربوي، متخذاً من مملكة الغابة وفضائها الواسع، مجتمع متكامل مسرحاً للأحداث، حيث نجد الأسد وهو الملك الشرعي للمملكة يتصف بالحكمة والكياسة في إدارة أمور المملكة الحيوانية، محققاً بذلك روح العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين رعيته، بأبهى صورها وتجلياتها الإنسانية. وبالرغم من ذلك نجد هناك من تسول له نفسه بالغدر والخيانة والتآمر على الملك والخروج عن طبيعة نظام المملكة، من قبل القرد والحية، في محاولة منهما استلاب السلطة والانفراد بها. وتدور الدوائر بعدما تحاك المؤامرة بخبث بين طرفي القرد والحية، يتعرض ملكة الغابة الأسد وكثير من رعيته إلى الحبس في الحفرة التي حفرها القرد بإيعاز وتوجيه من الحية، ونتيجة وعي وفطنة البومة وشجاعة النمر يتم تخليص الملك الأسد وباقي رعيته من الحيوانات من الآسر. ومن ثم تقام المحكمة بناء على طلب تقدم به جميع من يعيش في الغابة وبصوت واحد مطالبين القصاص من القرد. إلا أن الأسد وبقرار منه يعلن الصفح والعفو عن القرد، مقابل ان يقوم القرد بردم الحفرة التي حفرها لوحده. وتعود المملكة إلى سابق عهدها مما كانت عليه تعيش ثانية في آمن وسلام..وقد اشتمل النص على معالجات نقدية تجذب القارئ وتجعله يتماه معه في صياغاته الأسلوبية وبناءه القصصي بمتعة كبيرة. والنص يتخطى حدود الواقع المتشظي على مخيلته ومن دون إقحام مفاجئ حتى لكأن المتلقي يشعر بدراما الأمل فيها روحاً مغايرة من التفاؤل. وقد جاء النص بواقع 66 صفحة مصورة بالألوان وبقطع متوسط 21×23. والنص جدير بالقراءة، يستفز الروح ويبعث على العودة إلى الذات الإنسانية وقرأتها من منظار إنساني بحت، حيث أن الفرد لايستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين، وهناك من يشاركنا في العيش والحياة والحضارة.. ونجد الكاتب، يشتغل في مشروعة البنيوي على ترسيخ قيم المحبة وإشاعة مبادئ السلام ورفع من روح التسامي عند الجيل الناشئ. إذا تشكل عنده الطفولة روح الحياة وعين المستقبل المنشود، لذا نجده مجداً ومجتهداً في بناء وتحصين الطفولة، ويعد طالب كاظم واحد من أبرز كتّاب أدب الأطفال ليس في العراق فحسب، بل على مستوى الوطن العربي على الإطلاق.
*كاتب مسرحي وروائي وشاعر وقاص، تخصص عن رغبة واكتساب بأدب الأطفال. وقد شغل مدير مسرح دار ثقافة الأطفال للفترة من 2007 – 2010.
صدر له :
1-الذئب وحكاية البنت ذات الرداء الأحمر- مسرحية للناشئة، فازت بجائزة عبد الحميد شومان، عام 2009، عمان.
2- في الطريق إلى شجرة الخلود " حازت على جائزة أدب الأطفال لعام 2009- 2010.
3- جبل الدب - حلقات مصورة في مجلة صديقي للأطفال عام 2011.
4- تراتيل أوروك - ملحمة جلجامش " رواية عن دار الشؤون الثقافية عام 2012.
5- البطريق الذي أنقذ الجليد " قصة للفتيان، عن دار ثقافة الأطفال عام 2012.
6- حكاية القط الأسود " قصة للناشئة .
7- ملحمة جلجامش العظيم " قصة للناشئة.
إنا الملك " مسرحية للفتيان، الفائزة بالجائزة الأولى عن مسابقة النور عام 2010، وقد صدرت بطبعة خاصة عن دار ثقافة الأطفال عام 2015.
بالإضافة إلى عشرات النصوص الشعرية والقصصية المنشورة في الصحف المحلية والعربية وبعض المواقع أللالكترونية.
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع