سرجل يونس: أعتبر عهد الملك فيصل الثاني العصر الذهبي للعراق في التأريخ الحديث
سرجل يونس
حاوره من بون / نزار جاف:على الرغم من إنه لايزال في مقتبل عمره وإن مجال إختصاصه ودراسته لم يکن في مجال التأريخ، إلا إن سرجل يونس الذي إختصاصه تدريس اللغة الانکليزية قد تعلق بالتأريخ وشرع بسبر أغواره والبحث في أسراره ومآلاته فيما يخص العراق بصورة عامة وإقليم کوردستان بصورة خاصة.
إضافة الى کونه مدرسا للغة الانکليزية في مدينة خورمال*، فقد عمل لعامين کمعد ومقدم لبرنامج"لقاء العمر" في قناة تلفزيون حلبجة، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال التأريخ، وإلتقته مجلة"الگاردينيا" ودخلت معه في حوار بشأن نشاطاته وأمور أخرى وفيما يلي نصه:
ـ أنت خريج کلية الاداب فرع اللغة الانکليزية، لکنك مغرم بالتأريخ، ماسبب ذلك؟
سرجل يونس: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية أشکر مجلة"الگاردينيا" على إتاحته هذه الفرصة لي. نعم صحيح أنا خريج اللغة الانکليزية لکن السبب يعود الى فترة طفولتي عندما کنت في مرحلة الابتدائية حيث کان في بيتنا کتاب"حياة الرسول" لمٶلفه الشيخ عزيز الپارزاني(ليس له علاقة بعشيرة البارزاني)، وکنت أقرأه بصوت مرتفع لأهلي وأقربائي وضيوفنا وبشکل خاص في شهر رمضان، وهذا دفعني لکي أغرم بالتأريخ ولاسيما وإنني خلال مرحلتي الاعدادية والدراسة الجامعية قد طالع الکثير من الکتب والمصادر التأريخية.
ـ منذ کم سنة وأنت تهتم بالمسائل والمواضيع التأريخية؟
سرجل يونس: يمتد إهتمامي لقرابة 20 عاما، وقد کتبت أول موضوع في مجال التأريخ في عام 2005، وهو مدرج في کتاب"عائلات الذوات في حلبجة" من تأليف الاستاذ سيف الدين محمد نانوا.
عادلة خاتون زوجة عثمان باشا الجاف مع ميجرسون
ـ المجالات التأريخية التي تهتم بها تتعلق بسهل شهرزور أم تجاوز ذلك؟
سرجل يونس: في کتاباتي إمتدت إهتماماتي الى سائر مناطق کوردستان وحتى إنني تناولت کوردستان إيران وکوردستان ترکيا.
ـ هل إهتمت وسائل الاعلام في إقليم کوردستان بنشاطاتك هذه؟
سرجل يونس: نعم هناك إهتمام في المواقع الکردية الرسمية التي تنشر کتاباتي وتتابع نشاطاتي.
ـ تولي في نشاطاتك إهتماما خاصا لمدينة خورمال، مالسبب؟
سرجل يونس: بخصوص خورمال فإنه بحکم کوني من أهالي هذه المنطقة وأحد أعضاء اللجنة التي کانت تتابع جعل مدينة خورمال قضاءا ولحسن الحظ فقد صار مرة أخرى قضاءا، فإن ذلك دفعني للإهتمام بماضيها.
ـ خلال فترة تأريخية کانت کانت خورمال تمتلك اسما ومکانة خاصة ومميزة، لکن رويدا رويدا فقدت هذه المکانة، هل من الممکن أن تحدثنا عن ذلك؟
سرجل يونس: لعهود کانت خورمال مرکز حکم هذه المنطقة. خلال العهد العثماني کانت عاصمة لولاية شهرزور، وحتى حدود کرکوك کانت تابعة لخورمال. وبعد ذك تم تصغيرها وجعلها قضاءا ولأعوام عديدة کانت مدن وقصبات شهرزور تابعة لقضاء خورمال مثل ناحية قزلجة و ناحيـة برزنجة مثلا. لکن تم تصغيرها أکثر فيما بعد ولأعوام طويلة صارت ناحية ولکن لحسن الحظ فإنه وإعتبارا من 30. 07. 2023، صدر قرار بإعتبار خورمال قضاءا وبذلك عادت إليها مکانتها السابقة.
ـ لمنطقة شهرزور أهمية خاصة عندك وتسلط الاضواء عليها دائما، ممکن أن تحدثنا عن سبب ذلك؟
سرجل يونس: بالنسبة لي فإن لمنطقة شهرزور أهميتها الخاصة بسبب خصوبة تربتها وعراقة تأريخها، حيث لديها العديد من المواقع الاثرية بالاضافة الى أن حدود شهرزور واسعة وتشمل حدود محافظة حلبجة وشرق محافظة السليمانية وذلك مايحتضن العديد من المدن والقصبات.
ـ برأيك هل هناك إهتمام بالصورة المطلوبة بالمجال التأريخي في العراق عامة وإقليم کوردستان خاصة؟
سرجل يونس: بقناعتي الاهتمام بالمجال التأريخي فيما يتعلق بالعراق وکوردستان شأن خاص مرتبط بنشاطات فردية وليس من قبل مٶسسات حکومية، ومن الافضل أن تکون هناك لجان مختصة بالمواضيع والامور التأريخية لکن للأسف لايوجد ذلك.
ـ في العراق عامة وإقليم کوردستان خاصة الکثير من المواقع الاثرية، هل تمت الاستفادة منها في مجال السياحة الاثرية؟
سرجل يونس: حقيقة أرغب بالتحدث عن المناطق الاثرية ضمن حدود حبجة وشهرزور حيث تحتوي على العديد من المواقع الاثرية، لکن للأسف لم يتم الاهتمام بها وتسير معظمها بإتجاه الاندثار. لو تم الاهتمام بهذه المناطق فإن السياحة الاثرية کانت ستنتعش. وبخصوص المناطق الاثرية فهناك جامع خورمال الکبير الذي يعود الى عهد الفتوحات الاسلامية. هذا الجامع تم العبث به لأعوام بحجة إعادة بنائه لکنه لحد الان بقي على ماهو عليه. علما بأن أحد الخيرين من أهالي المنطقة قد قرر إعادة بنائه ولکن لحد الان لم يتم تنفيذ ذلك.
قلعة "أحمد خان" بالقرب من قرية زلم، قاموا فقط ببناء بضعة سلالم لها وهي في طريقها للإندثار.
سجن"الضحاك" في قرية نوي في سفح جبل سورين، وکذلك دار"عثمان باشا الجاف" في حلبجة والتي کانت في الماضي منطقة حضارية لحلبجة، لکنها صارت مجرد خرابة والان لحسن الحظ فإن أحد أثرياء المدينة قد قرر إعادة إعماره.
الملك فيصل الاول مع الشيخ عثمان حسام الدين عند زيارته لجامع خورمال الکبير عام 1923
ـ الاهتمام بتأريخ العراق خلال العهد الملکي وحتى الوقت الحاضر، يمکن ملاحظته في متابعاتك، کيف تنظر لتأريخ العراق وأي عهد منذ قيام الدولة العراقية في عام 1921، کان الافضل والاکثر أمنا للشعب العراقي؟
سرجل يونس: شخصيا أعتبر العهد الملکي عموما وعهد الملك فيصل الثاني خاصة من عام 1953 الى عام 1958، هو العصر الذهبي للعراق الحديث، ولاسيما إن المشاريع الاستراتيجية الحالية تعود الى ذلك العهد.
*أحدى اقضية حلبجة.
992 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع