صباح عطوان : شربت سموم الأفاعي فكنتُ أجرأ كاتب في تاريخ العراق!
بغداد/ جبار عيدان:بين يدي الكاتب الدرامي الكبير صباح عطوان كانت أسئلتنا ترفرف باحثة عن إجابات عفوية منه ، وجدته محبطا ومتأثرا وضجرا ، لكني حاولت ان أجعله يتنفس الصعداء فيبوح بما في نفسه ويقول ما عنده ، فكان ذلك وقد كان تلقائيا جدا .
هل أنت إنسان عاطفي بشكل عام في حياتك؟
- أنا عاطفي جدا جدا جدا جدا..ولا أظن أن هناك أحدا أكثر رومانسية وعاطفية مني ..برغم ما أنا فيه من اكتئاب.
هل أنت قلق في حياتك الاعتيادية والفنية ؟
- قلق جدا ، لأن هاجسي أن انجز شيئا والديمقرطيون الجدد وضعوا العصي في طريقي وحاولوا إبعادي. لكني سأكون خلفهم حتى نهايتهم .
متى تشعر بالرعب ؟
- لقد ولدت في عصور الرعب وتغذيت على المخاوف وشربت سموم الأفاعي حتى باتت مناعة في دمي.. فتصلب عودي وبت لا أباليا ،لذا كنت أجرأ كاتب في تاريخ العراق وأعمالي التي بالمئات أمامكم فاقرأوها لما تعيش عشرات السنين ولا تفارق الشاشات حتى الساعة فيما تموت الأعمال الأخرى وهي في عربات الإنعاش !!
هل شعرت مرة بأنك على وشك الانهيار ؟
- الآن..، لولا موقف الدولة الداعم في اليومين الأخيرين وقد وعدوني كل خير بعد الانتخابات ،وإن غدا لناظره قريب. "وانشوف" من هو أقلهم ناصرا وأكثرهم عددا .
متى تضحك أو ما الذي يضحكك؟
- أضحك وأحب النكتة وأتفاعل معها.. لكنهم سرقوا ضحكتي سامحهم الله !
ومتى تبكي أو ما الذي يبكيك ؟
- أنا عاطفي جدا ولا أمسك دمعتي لأي موقف، وأحيانا أنحب أمام مشهد دراماتيكي لفيلم ما، بأي لغة كانت.
هل يشغلك مظهرك بالدرجة الأولى ؟
- مظهري عادي ولا يشكل مشكلة ، شخصيتي تكمن في مهابة تاريخي الفني والفكري الذي أحمله.. فيهتز الكثير ممن أقابلهم ولكأنهم يقابلون شيئا لم يعتادوه ،وهذا أراه في كل مكان أحل فيه .. وربما يبعث الراحة في قلبي لاحترام الناس وتقديرهم. فذلك منهم يعني : كم ان ذلك التاريخ الجمعي لعطائي كان بعضا من رصيد ثقافتهم المتلقية عبر أجيال لما كنت احد المساهمين في إرساء قواعد الدراما فيها في العراق ،وشعبنا كريم، "أريحي" لا ينسى أبناءه ،من يفعلها الذي لم يخرج من صلب هذا الشعب..والذي لايجري دمه في عروقهم.
في الحياة .. هل تشعر بأنك تمثل أحيانا ؟
- يعرفني الناس اكثر واقعية ومنطقية في التعامل السلوكي فهل تنصحني ان امثل حين بات لا ينفع دوري الحقيقي في الحياة؟
هل تستفز بسهولة ؟
- نعم ، يجري استفزازي في العادة من قبل الجهلة احيانا فأنساق عصبيا بعض الشئ للرد، وهوما حصل لمرات قليلة جدا ، لذلك فأنا أحاذر جلسات ولقاءات ناس قد لا تكون ثمة مشتركات بيني وبينهم،.كأولئك الذين التفوا على حقي في العمل وفرصتي الشرعية في مشاركة الفنانين والمثقفين جهود عملهم.. وأقصد القائمين على شبكة الإعلام العر اقي بما ارتكبوه ضدي من امتهان وهضم للحقوق وتجاهل وتفريط بالعمل وتعطيل متعمد لمشروعي الذي تقدمت به شركتي إليهم.
ما الكتاب الذي قرأته وأثر فيك ؟
- الإنسان ذلك المجهول لتوماس كارليل..، كان انجيلي لأكثر من ثلاثين سنة فهو يمزج الفلسفة بالتحليل الفسلجي المخبري لخلايا الإنسان وصاحبه حائز على نوبل وهو فرنسي .
هل تحب ان تكون محور اهتمام الناس؟
- أبدا لا، فأنا لا أغادر البيت إلا لماما ، في الشهر مرة أو مرتين لدعوة عمل أو شغل رسمي ولا أحضر الندوات والاجتماعات ولا الحفلات، ولا هذا الهراء الذي يقال في القاعات .
بماذا تشعر إذا تجاهلك الآخرون ؟
- لا أهتم كثيرا ، لو كانوا لا يعرفونني ، أما إذا ما كانوا يعرفونني وبقصد يفعلونها فأقول وا أسفا ، فواعجبا كم يظهرالنقص فاضلا، وواعجبا كم يظهر الفضل ناقصا أو شيئا من هذا.
هل لديك القدرة على حل مشاكلك بنفسك ؟
- دائما أحلها بنفسي عدا المشاكل التي تأخذ موقفا مني كقيمة درامية وفنية وأدبية.. فهذه مبعثها الحسد وربما الغيرة فيتغلبون على أمري بالفساد والرشوة ليقدموا غيري ويجعلون لا مناص لي من الذهاب لمن هو أرفع منهم شأنا حتى في خلقه وأخلاقه .
ما الأغنية التي ترددها دائما ولماذا ؟
- (كل ده كان ليه) لمحمد عبد الوهاب و(للصبر حدود) لأم كلثوم، أشعر بالندم على كل ما ضيعت من فرص ، وأشعر بالإحباط من كل ماقابلته من ناس لذلك نفضت يدي من الجميع فقد( فاض بي ومليت)
ما العبارة التي تسمعها دائما وتكرهها ؟
- اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
ما الشيء الذي ندمت عليه ؟
- إني لم أعمل مخرجا ومنتجا لأعمالي، وبسبب ذلك سقطت عشرات الأعمال بيد مخرجين ومنتجين جهلة فضاع جهدي وعرقي وأنا اختصاصي أكاديمي بالإخراج ودراستي الأولية الإخراج وهوايتي كذلك.
هل تحب اسمك ؟ ما معناه ؟ ومن أطلقه عليك؟
اسمي صباح وأنا أحبه لمعناه.. أطلقه أبي..وهو دفق الحياة الجديدة واستيقاظ الوجود
770 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع