تأريخ مدينة السليمانية .. ضباط الجيش العثماني
الجيش مؤسسة عسكرية ، لها دور بارز في الحفاظ على الوطن وسلامته ،دوما يبحث قادتها عن الأفراد الذين يمتازون بالصفات الوطنيه ،الإخلاص ،النزاهه ،السمعة الاجتماعيه ،والكثير من الصفات التي تؤهلهم للعمل في هذا الجانب ،كونه أحد الأركان الأساسية للدوله والمجتمع ،منذ بداية دخولهم المؤسسة حيث يتم وضع الخطط التدريبية ،التعليمية ،بكافة جوانبها ،كي يكونوا قادة المستقبل وفقا للتسلسل المهني .وعلى أيادي أمينة وذات السمعة القياديه في الميدان والأداره ،فقد أنتجت الجيوش في معظم دول العالم قادة ،سجلوا تواريخ مهمة في بلدانهم .
في العهد العثماني ،تم أفتتاح (المدرسه الرشدية العسكرية) في مدينة السليمانيه،مكملة للمدارس الآخرى آن ذاك ،هدفها رفد الجيش بأعداد من الضباط ،وتعتبر المدرسة الرشدية العسكرية من المدارس التأهيلية تمهيدا لأبتعاثهم الى المؤسسة الرئيسية في اسطنبول لغرض أتمام المهمة التدريبيه باعدادهم ضباطا في الجيش العثماني ،وهنا أودّ الأشاره الى أن قسما منهم ،مكث في تركيا لظروف متعدده ولم يعودوا للعراق ،وانسجموا مع المجتمع التركي وتداخلوا معه ،وأصبحت لديهم عوائل ،والبعض أتخذا الألقاب التركيه ،ولكل منهم حالته الخاصه ، كما أنهم أستمروا بالخدمة العسكرية ورفعوا لرتب متعدده .
ولغرض التوضيح للقراء الكرام لابد لنا من بيان التسلسل التدريبي للمدرسة الرشدية ليكون القارئ على اطلاع متكامل لسير التعليم والترقيه أيام زمان .
بعد أن يجتاز الطبله الدراسة الأبتدائيه ،يحق للطالب التقديم للمدرسة الرشدية العسكرية،بعد أن يجتاز عدة فحوصات منها الفحص الاساس(الفحص الطبي) .
وبعد اجراءات القبول يلتحق الطلبه للمدرسه ،وتتكون من ثلاث مراحل ،كل مرحلة مدتها سنة كامله ،أي مامجموعه ثلاث سنوات يكون الطالب قد أجتاز ( المدرسة الرشدية العسكريه) ،ثم بعدها يرسل الطلبه الناجحون الى ( المدرسة الإعدادية العسكريه) في بغداد لأكمال الدارسة العسكرية اللاحقة ،ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ،وباللغة التركيه ،ولحد هذه المرحله يكون مجموع مادرسه الطالب في المدرستين أنفة الذكر ستة سنوات .
وبعد نجاح الطالب يبتعث الى تركيا (المدرسة الحربيه ) ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ،حيث يمنح المتخرج من هناك رتبة ملازم ثان ،بعد أن قضى دراسة وتدريبا لمدة تسع سنوات كامله .
كانت في حينه( المدرسة الرشدية العسكريه ) في السليمانيه التي شيدت من قبل الأتراك ،تطل على ( شارع كاوه ) مقابل ( سوق زانكو ) ،حاليا مشيد عليها عمارة حديثه .
تخرج من المؤسسات العسكرية العثمانية ،الكثير من شباب السليمانيه ،وتقلدوا رتب مختلفة ،وأشغلوا مناصب عسكرية وأدارية ،وكما ذكرنا آنفا فمن بقي في تركيا ومن عاد منهم لينظم الى الجيش العراقي في عهد الملك فيصل الاول
والتحق آخرون مع حكومة الشيخ محمود الحفيد في السليمانيه أبان تلك الفتره .
ونذكر بعضا من ضباط مدينة السليمانيه الذين تخرجوا ضمن التسلسل اعلاه وهم :
*عزت بيك حسين باشا خندان - أصبح فيما بعد وزيرا للداخليه .
*فؤاد باشا سعيد باشا / اخر رتبه له فريق اول .
*شريف باشا سعيد باشا /اخر رتبه له فريق .
*سليمان بيك حسين باشا / اخر رتبه له لواء .
* حاج مصطفى باشا ياملكي / لواء ،وتم تعينه في أنقره رئيس أركان حرب وثم قائد فرقه ٢١ في بغداد،وقائد فرقه ٢٧ في بيروت ،وآخرها رئيس محكمة .
*عبدالله حلمي باشا / لواء قائد فرقة مدفعيه .
*حاج عبدالرحمن بيك حاج محمد / لواء - قائد فرقه في السليمانيه .
*صديق باشا القادري /لواء -تم أسره في روسيا .
*أمين فيضي بيك / لواء قائد فيلق مدفعيه ١٢ في الموصل .
*أحمد كمال محمد بيك / لواء - من مجموعة الباقين مع كمال اتاتورك .
*زهدي رستم بيك / لواء - أستشهد في حينه في منطقة القفقاس .
*محمد أمين زكي بيك / عمل في رئاسة الاركان التركيه والتحق بالحكومة العراقيه واشغل منصب وزير الأشغال والمعارف ،ووزير الدفاع والاقتصاد .
*الفريق / بكر صدقي (يوز باشي) رئيس أركان الجيش العراقي وقائد حركة 1936.
*ماجد مصطفى(يوزباشي) قائد قوات الخيالة في حكومة الشيخ محمود.
أن قائمة الاسماء طويلة ولكن وجدنا من المناسب ذكر ماورد اعلاه الذين هم في الذاكره القريبه ،وهناك ايضا الكثير من الضباط عملوا بنفس المستوى او اعلى من ذلك من محافظات اخرى في العراق ،ولكون الكتاب ( تاريخ مدينة السليمانيه ) تم ذكر الواردين اعلاه .
ولغرض بيان الرتب العسكريه آن ذاك نود القول انها لاتختلف عن الرتب العسكريه في الجيش العراقي سابقا حيث تبدأ من رتبة ملازم - مشير او مايسمى مهيب ،لكن كانت تمتاز بألقاب أخرى حسب تسلسل الرتب منها :
*لواء فما فوق ( باشا ).
*عميد- مقدم (بيك).
*رائد وحتى رتبة نائب ضابط ( أفندي ).
*المراتب ،رئيس عرفات، عريف ،نائب عريف ،جندي اول ،جندي ( برنجي نَفَر ).
*آمر الانضباط ( مركز قومانداي ).
*أنضباط ( قانون ضابطي).
*مدير أمن الولايه اوالمدينه (جندرمه قومانداي).
*مدير شرطه (سر قوميسر).
أن نجاح الجيوش في مهماتها العسكرية والاداريه لابد أن ،تعد ،وتدرب عسكريا،وإداريا ،وما له علاقة بمهام القياده الاخرى كي تنتج قادة أكفاء ،ليكونوا قادرين على حماية الوطن ومؤسساته ضمن الاستراتيجية والعقيدة العسكرية المخطط لها من قبل القيادة العليا .
- المصدر:تأريخ مدينة السليمانية/ الجزء الأول 1987
4744 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع