تأريخ مدينة السليمانية ..بائعي شربت الزبيب واللبن

  

 تاريخ مدينة السليمانيه.. بائعي شربت الزبيب واللبن

              

       

              

       

         السليمانية في الخمسينيات من القرن الماضيي

مدينة السليمانيه أحدى أهم مدن كوردستان ،أشتهرت بالكثير من الثقافات المتعدده ،وسبق أن قدمنا مواضيع متنوعة عن تاريخ واحداث المدينه ،ووجدنا من المناسب في هذه الحلقه ،أن نبين للقراء الأعزاء ،نبذة عن( شربت الزبيب واللبن ) الذي أشتهرت به مدن كوردستان والسليمانية خاصة ،وتعتبر الزراعة والرعي من أهم المصادر الاقتصاديه ،كون عموم مساحات المحافظه تتوفر فيها الموارد المائية ،والأعشاب ،لذا فهي اعتبرت من المهن الأساسيه لأيام زمان ولايزال الكثير يمتهن المهنة ذاتها والتي توارثوها عبر الأجيال التي سبقتهم . كما أن خصوبة الارض وملائمة الجو وتنوعه أدى الى ازدياد اهتمام ساكنيها في الزراعه ..

    

         

        سليمانية/ قرية سرگلو حيث كثرة مزارع الكروم / العنب

أدى ذلك الى الاهتمام بزراعة الكروم في سفوح الجبال لهطول الأمطار بغزارة وملائمة التربه ،وقد أخذت زراعة الكروم ( الأعناب ) منحى خاصا لدى الكثير من أبناء القرى للعوامل آنفة الذكر ،نتيجة كثرة زراعة الأعناب ابتكر التفنن في الحفاظ على مايزيد من بيعه او استخدامه ،

       

وذلك بأجراء مايسمى عملية التجفيف في اللغة العاميه ( التيبيس) وخاصة ذو اللون الأسود للاستفادة منه في عمل شربت الزبيب والابيض منه غالبا مايستعمل بما يسمى ( الكشمش )ويخلط في الكثير من الأحيان مع باقي المكسرات ( الكرزات ) ليعطي رونقا ونكهة خاصه ،

  

من هنا أكتسبت السليمانيه شهرة خاصه في عمل شربت الزبيب وصانعه يطلق عليه تسمية ( الشربتچيه ) ويكثر استخدامه والطلب عليه في فصلي الربيع والصيف بسبب ارتفاع درجات الحراره ،وجرى التفنن في ترتيبه بأقداح وأواني متعددة الأشكال لترغيب المارين في الطرق العامه ويعرض على طاولات كبيره ،أمام المحلات والواجهات ،فيما مضى لم تكن هناك معامل تصنع الثلج بل يستفاد من الثلج الطبيعي المخزون داخل الحفر العميقة ويحافظ عليه بتغطيته بمادة ( التبن ) مع كميات من الأملاح ويتم استخراج الثلج وفقا للحاجه ،أما الشربتچيه فهو المصنع الأساسي للماده..

      

ولديه بائعين متجولين يعملون تحت أمرته ويحمل البائع المتجول زجاجة خاصة مصنوعة لهذا الغرض تسمى في حينه ( الصراحيه ) مع عدد من الأقداح ،ويعلقها بشكل يجلب انتباه المارين في مقدمة جسمه ويجول الشوارع لكسب الرزق ، أضافة لبيع الشربت ايضا يقومون ببيع الثلج المقطع بقطع مربعة صغيره ويكون اجمالي السعر في حينه أربعة فلوس ( عانه ) وعموم الأسعار كانت في أربعينيات القرن الماضي ( سعر القدح الصغير فلسين ،والكبير باربعة فلوس ) وفي الخمسينات تضاعفت الأسعار ،وتتبدل مهنة الشربتچيه شتاءا ليتفرغوا لبيع ( الشلغم ،المحلبي ،اللبلبي ) ،

   

         احدى محلات بيع الشربت والعصائر في هذه الأيام

وكان من أشهر الأشخاص العاملين في هذا المجال هم:

( أحمد كرنو - قرب قيصرية النقيب )
( الحاج غفور -قرب ميدان البلديه )
( محمود سنيي - مقابل السراي )
( درويش رحيم - محلة صابونكران)
( مام سعيد - قرب حمام سورت )

  
أما بائعوا اللبن و ( الشنينه ) فهم مختصين وقت موسم الصيف  حصرا لرغبة المارين في تناوله ،ويوضع اللبن في وعاء خاص يسمى ( الزير ) واُخرى للشنينه ،وكانت تستخدم لتناولها أواني فخارية كبيرة مع ملعقة خشبية صنعت خصيصا لهذا الغرض ،وبذات الوقت ايضا يقوم بائعوا اللبن ببيع الثلج في نفس الوقت ،

  

كاتب المادة في احدى المحلات لبيع العسل ومن السما ودبس الرمان والكرزات في السليمانية

  

وبائعوا اللبن والشنينه ،يتركون عملهم شتاءا لبيع العسل ودبس الرمان والزبيب والمخللات ..وكان منظرا مألوفا لعشرات القرويات يجلبن اللبن ويعرضنها في سوق اللبن ...
،وأشهر بائعي اللبن هم
( ملا محي الدين -جنوب دائرة البلديه )
(درويش سعيد - مقابل خان الزبيب )
( حاج علي ابو اللبن - خلف جامع شيخ محمد )
( عثمان ابو اللبن - قرب ميدان البلديه )   
ونلتقيكم في حلقة آخرى
- المصدر:تأريخ مدينة السليمانية/ الجزء الأول 1987

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع