جولة في شوارع لندن / الجزء الأول

 

       جولة في شوارع لندن /الجزء الاول

  

      إعداد وتحقيق/ المهندس احمد فخري

  

خاص مجلة الگاردينيا:في مطلع شهر شباط من هذا العام قررت زيارة لندن عاصمة بريطانيا، المدينة التي عشت فيها عشر سنوات في السبعينات من القرن المنصرم ولي فيها طناً من الذكريات.

في اليوم الثالث من وصولي هناك قررت الخروج بجولة في المدينة الجميلة كي استرجع ذكريات الماضي البعيد والذي كان يبدو قريباً جداً من ذاكرتي. فسنين الدراسة وشقاوة المراهقة لم تزل عالقة في ذهني وكأنها حدثت بالامس.

  

انطلقت بي حافلة لندن الحمراء ذات الطابقين من مكان اقامتي بمنطقة ميداڨيل متجهة نحو محطة ڨكتوريا، وعندما بلغتها اطلقت العنان لساقية العجوزتين كي تأخذاني الى (قصر بكنگهام) القصر الملكي.

  

المسافة لم تزد عن بضع مئات من الامتار لكني قطعتها بعشر دقائق. وعندما وصلت هناك شاهدت ذلك القصر الكبير الذي ملأت شهرته جميع ارجاء العالم. نظرت الى بنيانه الذي ضل محافضاً على جماله ورونقه بالرغم من انه بني قبل اكثر من ثلاثة قرون إذ بناه اللورد بكنگهام ليكون مسكناً له. البنيان يبدو وكأنه بني بالامس وذلك بفضل الصيانة والعناية المستدامة.

  

تمكنت عدسة هاتفي من رصد الحرس الملكي وهم يقف بكامل استعداده امام بوابة القصر.
امام القصر هناك ميدان كبير وضع فيه تمثال للملكة ڨكتوريا وفوقه نصب ذهبي يمجد عصر تلك الملكة كونها اول ملكة سكنت القصر بعد اخذه من اللورد بكنگهام.
مشيت بالشارع المطل على القصر والذي يدعى ذي مول، هذا الشارع الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا او ما يزيد قليلا وفي نهايته يوجد قوس الادميرالية. توقعته قريباً الا ان عيني خدعتني واذا بالمسافة اطول مما توقعت.

                            

وحالما بلغت القوس وجدت مظهر ساحة الطرف الاغر قد بان امام عيني، هذه الساحة تناديك من بعيد لان فيها عاموداً كونكريتيا شامخاً يعتليه نصب الادميرال البريطاني نيلسون، وهو الذي هزم نابليون بمعركة الطرف الاغر. هذه المعركة التي تحالفت فيها البحرية الفرنسية والبحرية الاسبانية للهجوم على الاسطول البريطاني في منطقة كاموس دي ميكا حيث فقد الحلف الفرنسي-الاسباني 22 سفينة بينما لم يخسر الاسطول البريطاني ولا حتى سفينة واحدة.

       

هناك في قلب الساحة، طلب مني الكثير من السواح ان اصورهم بالات تصويرهم فلبيت طلباتهم، لذا وجدتها فرصة كي اطلب من احد السواح ان يصورني امام النافورة.
تجولت بتلك الساحة وصرت اهيء نفسي للعودة الى المنزل فقد بدأ التعب يدب بجسدي. الا اني شاهدت من مسافة بعيدة ساعة بگـ بن وهي الساعة التي تعتلي بيت البرلمان البريطاني، لذا قررت ان اتحامل على نفسي قليلا وأسير الى تلك الساعة كي التقط بعض الصور هناك. الا اني اخطأت ثانية في تقدير المسافة فقد اخذت مني اكثر من ثلاثة ارباع الساعة كي اصل هناك. في الطريق مررت بمبنى كتب عليه موقع اجتماع الوزراء بحالة الحرب. ثم سرت قليلا فوجدت شارع داوننگ ستريت الشارع الذي يقطن فيه رئيس الوزراء.

            

لكن الشارع مغلق وامامه بعض الحرس. وبينما اسير نحو الساعة وجدت هاتف عمومي تقليدي يرمز الى بريطانيا، فوقفت فيه وطلبت من فتاتين ايطاليتين ان يصورانني.

  


عندما وصلت الى ساحة البرلمان وجدت نصب تشرشل رئيس وزراء بريطانيا السابق الذي ترأس الوزارة اثناء الحرب العالمية الثانية. وبالجوار قصر البرلمان وساعة بگ بن.

  


عبرت الشارع الى الطرف المقابل حيث يقع جسر وست منستر كي اخذ موقع مناسباً يسمح لي بتصوير الجسر وعين لندن. عين لندن وتسمى ايضا عجلة الالفية هي عبارة عن دولاب هواء كبير يقع في الجانب الجنوبي لنهر التايمز ويحتوي على 32 عربة تتسع كل واحدة منها الى 25 راكباً وترتفع في الهواء لارتفاع 135 متراً.
اما جسر وست منستر الشهير فهو يربط ضفتي نهر التايمز عند قصر البرلمان.
بعد الانتهاء من هذه النقطة الجميلة، علمت انني اصبحت اتوق لقسط من الراحة فقد نظرت الى هاتفي وعلمت باني سرت ما يقارب من ثمان كيلومترات وربع.

     

فتوجهت حينها الى موقف الحافلات كي يعيدني من حيث اتى بي. الا ان قسطاً قليلاً من الراحة دفع بي لان استمر قليلاً فبقيت بالحافلة حتى اخذتني الى منطقة كامدن تاون، وهي المنطقة التي سبق وان سكنت فيها اربع سنوات ونصف. لكني صدمت حين وصلت هناك فقد تغيرت تغيراً جذرياً ولم يبقى من المنطقة التي عرفتها سوى اثنان او ثلاث من المحال التجارية القديمة واحدى حانات الخمر وصيدلية واحدة!!.
بعد جولة قصيرة بهذه المدينة انذرت نفسة انذاراً شديد اللهجة وقررت الرجوع ادراجي كي لا اندم على الخروج.
في الجزء الثاني ساقوم بجولة ثانية بمدينة لندن وساقوم باسداء النصائح لزائري لندن للمرة الاولى.


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع