المرأة لا تهدف من هذه الزيجات سوى العيش في طمأنينة وراحة
تتعرض المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سنا إلى الكثير من الشائعات التي ترفض تلك العلاقة وتلصق بها العديد من السلبيات، حيث توصف تلك المرأة بأنها مولعة بالشباب الأصغر منها أو قد تتعلق برغبتها في التدلل كثيرا، أو أن ثمة مشاكل عقلية توجد لديها تدفعها لاتخاذ قرارات غير صائبة. ويتهم الشاب بأنه مولع بالنساء الأكبر سنا، عندما يفضلهن عن الفتيات الصغيرات، أو أن هذا الزواج لأسباب مادية، إلا أن ذلك يظل في أعين الأجيال القديمة فقط، وبعيدا كل البعد عن أذهان وتفكير الشريكين من الجيل الحديث، حيث يرى أن السن ليس عاملا هاما يمنعه من العيش مع من يحب ويتوافق معه.
العرب سمية عبدالهادي/القاهرة - أكد خبراء العلاقات الزوجية أن الشاب يرى في الزواج من امرأة تكبره سنا ليس أمرا مستهجنا كما يُشاع، وإنما هو رغبة داخلية نحو الطرف الآخر بغض النظر عن كونه أكبر أو أصغر، إذ أن الأمر يتعلق بالمكنون الداخلي للفرد، وليس بأشياء مادية تدفعه لاتخاذ مثل هذا القرار، حيث يدرك الشاب جيدا أن ذلك مصير يمكن أن يحدد طبيعة حياته المستقبلية، لذلك لا يمكنه التضحية بشيء دون إدراك عواقبه جيدا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة التي تتردد كثيرا قبل اتخاذ خطوة الزواج برجل يصغرها، ولكنها تلجأ في النهاية إلى ميولها العاطفية، وتقيس مدى قدرتها على تحمل ومواجهة تبعات ذلك، وتراه في العموم شيئا يجوز لها رغم وضعها في الاعتبار تعليقات الآخرين والموروث القديم من الأفكار التقليدية التي تمركزت في أذهان الوالدين والأجداد.
وتأتي نظرة الشباب للمرأة الأكبر سنا باعتبارها الأصلح للزواج، بأنها أكثر عقلانية من غيرها اللواتي لا يفكرن سوى في أن يعشن حياتهن دون مشاكل، كما أن الزوجة الأكبر سنا تستطيع فهم الزوج بصورة أفضل بحكم تجاربها وخبراتها الحياتية المختلفة، وهذا أيضا من أهم القدرات العقلية التي يبحث عنها الرجل في زوجته، فضلا عن أنها تعرف كيف تدير حياتها داخل وخارج المنزل وتزن الأمور بميزان المنطق وليس بموازين غيرها من الزوجات، أي يمكن الاعتماد عليها لاستقلالية تفكيرها بعيدا عن المقارنات التي تجريها الأخريات بغيرهن.
يشار إلى أن دراسة برازيلية سابقة أكدت أنه كان صعبًا في السابق أن تبدأ المرأة علاقة زواج مع رجل يصغُرها سنًّا، لكن الأمر أصبح ممكنًا، ويكاد يكون عاديًّا في وقتنا الراهن، ومما هو متعارف عليه أن المرأة التي تتزوج من رجل يصغُرها سنًّا تواجه جملة من المشاكل، وعلى رأسها القصور العاطفي للرجل الأصغر سنًّا، والسبب هنا لا يكمن فقط في فارق السن، بل في حقيقة أن المرأة تنضج عاطفيًّا قبل الرجل.
وأوضحت الدراسة أن عدم النضوج العاطفي للرجل الصغير سنًّا، يُتعب المرأة الناضجة الأكبر سنًّا، فهي مستقرة في عواطفها ولكنه غير مستقر، وهذا بالتحديد ما يُدخل القلق في نفس المرأة الأكبر سنًّا، لأنه قد يجلب الخيانة الزوجية. وقالت الدراسة إن الميزة الوحيدة للمرأة المتزوجة من رجل يصغرها سنًّا هي المعاشرة الحميمية بالرغم من أنها ليست كل شيء بالنسبة إلى المرأة.
وأضافت أن المرأة لا تبالي إن كان الرجل أصغر أو أكبر منها سنًّا أو في نفس سنها، لأن ما يهمّها هو الدخول في المؤسسة الزوجية وتشكيل أسرة بعكس تفكير كثير من الرجال.
المرأة لا تبالي إن كان الرجل أصغر أو أكبر منها سنا أو في نفس سنها، لأن ما يهمها هو الدخول في المؤسسة الزوجية وتشكيل أسرة بعكس تفكير كثير من الرجال، بأن ما يهم المرأة هو أن تقبل عاطفتها الرجل بغض النظر عن سنه
كما أشارت الدراسات إلى أن المتعة الجنسية التي تخلقها المرأة أثناء العلاقة الحميمية، من الأسباب التي تدفع الشاب إلى الزواج بمن تكبره، حيث يراها ذات نضوج جسدي وروحي وفكري أيضا خلال هذه الأوقات، الأمر الذي يؤدي إلى شعوره بالراحة والسعادة، ويعزز من رغبته في تكرار تلك اللقاءات الخاصة، كما أن قمّة الرغبة لدى النساء في هذا الشأن تختلف بصورة كلية عن الرجل من حيث العمر، حيث يصل الرجل إلى قمة رغبته منذ بداية العشرينات من عمره وحتى منتصفها، بينما تبدأ قمة الرغبة لدى المرأة منذ بداية سن الـ35 وتصل إلى الـ45 عاما، مما يعني أن نشاط الرجل يقل مع زيادة عمره بعكس المرأة التي يزيد نشاطها بزيادة العمر. ويرجع العلماء ذلك إلى التداعيات الصحية التي تصيب الرجل مع تقدم العمر والتي تختلف عنه المرأة فيها نظرا لاهتمامها بجمالها وصحتها.
ويفضل الشاب الزواج من امرأة تكبره وإن لم تكن هناك أسباب عاطفية أو مادية ملموسة، ولكن فقط من أجل رفض موروث قديم عاشت على وقعه الأجيال السابقة دون مبررات واضحة بخلاف أن المرأة تهرم سريعا مقارنة بالرجل، وهو ما يمكن تعويضه إن صح علميا بأشياء أخرى تتميز بها المرأة عن الرجل.
وفي المقابل، ترى المرأة في زواجها من شاب يصغرها عمرا متعة بجاذبيته الجسدية التي تميزه عن غيره، حيث يصير جسم الشاب في بداية العشرينات من عمره وحتى منتصف الثلاثينات ذا طبيعة خاصة، فتظهر عليه ملامح القوة الملازمة لعامل الرشاقة، بالمقارنة بغيره من رجال العمر المتقدم الذين تبدو عليهم عوامل السن وسوء الكبر التابعة للتغيرات الفسيولوجية، كما يتميز بتفتح الذهن وانطلاق الفكر، وهو ما تحبذه المرأة في الرجل.
وتقول منى عبدالجواد، استشارية الطب النفسي في مصر، عن تفضيل الشاب للزواج من امرأة تكبره سنا "إنه أمر طبيعي بشرط ألا يتعدى فرق السن حد السبع سنوات، لما لذلك من تأثيرات نفسية سيئة على الطرفين، حيث يكون لكل طرف من طرفي العلاقة ميول وأفكار وآراء مختلفة، تسهم في تعزيز ثغرات العلاقة، والتي تؤدي بدورها إلى الطلاق أحيانا، وبالتالي لا تمنح الزوجين السعادة وحالة الرضا التي ينتظرانها من الزيجة".
وأضافت “لذلك يرفض المجتمع والأهل هذا النوع من الزيجات، رغم وجود فارق سن متقارب إلى حد جيد بين نماذج عديدة، ولكنهم لا يضعون ذلك بالاعتبار بقدر ما ينظرون إلى النتائج السلبية التي ترتبت على ذلك، فهم يرون الزوجة الأكبر سنا هي المتحكم الرئيسي في العلاقة، وأنها تمسك بزمام الأمور، وتتحمل العديد من المسؤوليات، كما ستكون دفة القيادة بيدها، مما يجعل الرجل في نظرها عبارة عن دمية تحركها كيف ومتى شاءت، وهذه النظرة تظلم المرأة كثيرا، لأنها لا تهدف من الزيجات هذه سوى العيش في طمأنينة وراحة وتوافق فكري وعاطفي".
1137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع