«القنابل فوق بغداد».. مجموعة أزياء تجسد صدام الحضارات بعد الحرب
لندن: رنيم حنوش:في الوقت الذي كانت فيه أوساط الموضة العالمية تتابع عروض ميلانو وباريس ولندن لتعرف آخر مستجداتها وخطوطها لربيع وصيف 2014، كانت المصممة الشابة دنيا البغدادي تقدم أول مجموعة لها بعنوان «القنابل فوق بغداد» في أسبوع خاص بخريجي الأزياء في العاصمة البريطانية.
المجموعة لم تكن عادية، بل كانت تحمل رسالة إنسانية وسياسة بكل المقاييس.
«الشرق الأوسط» التقت المصممة العراقية - البريطانية في حوار خاص تحدثت فيه عن تصاميمها وهويتها وآمالها المستقبلية. تقول: «أردت أن تكون أول مجموعة أطرحها تمثلني وتحمل هويتي العربية، وأن تكون واقعية وتبتعد عن الجماليات الفنية التي لا داعي لها. من هذا المنطلق، قررت أن أعمل على تصاميم سياسة برسالة إنسانية تمثل صدام حضارات فرض خلال حرب العراق، والتأثيرات النفسية التي ترتبت عليه» في إشارة إلى حرب العراق عام 2003.
خلال زيارة لها للعاصمة الأردنية عمان، وقعت البغدادي تحت سحر الشرق الأوسط وجماله، وهو ما كادت أن تنساه بسبب غيابها الطويل عنه. بمجرد عودتها عكفت على تحضير مجموعة جسدت فيها واقع الحرب الأليم، خصوصا أنها زارت دكاكين وسط البلد القديمة التراثية لتجمع، حسب تعبيرها، شيئا فشيئا، «ترسانة» عربية من أقمشة وتطريزات وكوفيات. ولتلتزم بدقة الحالة، ومصداقية الرسالة، أصرت على شراء القماش العسكري «الكاكي» لدى عودتها إلى العاصمة البريطانية، لكي تعبر عن نحيب بغداد بشكل واضح.
ردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول مصدر الإلهام الرئيس، أجابت البغدادي: «ألهمني أطفال شوارع بغداد.. إذا مشى المرء هناك، يلاحظ وجود أطفال في الشوارع يرتدون الجلابيات مع سترات (الميكي ماوس) فوقها. وجدت ذلك أكبر مثال لصدام الحضارات نتيجة للحرب، أي ارتداء الجلابية العربية التراثية مع السترة الغربية». ولا شك أن أكثر قطعة روت قصة بغداد بوضوح كانت حقيبة مصنوعة من القماش العسكري، تحمل العلمين العراقي والأميركي ومقبضها أنبوب نرجيلة.
وعن ردود الفعل على عرضها، قالت المصممة: «التصاميم سببت الكثير من الدهشة. البعض فهمها وقدرها والبعض الآخر استنكرها ووجدها مهينة، لكنني سعيدة لأن الجدل أمر جيد ويدل على قوة المعروضات، كما أني أراها انعكاسا لواقعنا، وهو ما كان همي منذ البداية. أن أنقل رسالة محايدة إنسانية من دون مهاجمة أي طرف».
المثير للانتباه أيضا في هذه المجموعة اختيار البغدادي الأقمشة والتطريزات الفلسطينية، وعن سبب ذلك شرحت أن الأمر يعود إلى جذورها المختلفة؛ فهي عراقية لها أصول لبنانية، كما عاشت بضع سنوات في الأردن قبل استقرارها في بريطانيا. وأضافت: «لهذا كله حرصت على استخدام أقمشة وتطريزات فلسطينية اشتريتها من عمان؛ إذ لا ننسى أن فلسطين قضية العرب الأولى، وهي قضية توحدنا دوما». وتشير إلى أن جميع أعمالها المقبلة ستتضمن قصة أو رسالة ذات طابع عربي: «إذ من الجميل ارتداء ملابس تعزز الهوية العربية وتجذب الغرب لتميزها.. كل قطعة يجب أن تحكي قصة، وهذا الذي أحاول تحقيقه».
1166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع