فكتوريا نعمان .. أول مذيعة عراقية أسرها حب العراق.. وأوصت بأن تدفن فيهِ

        

فكتوريا نعمان .. أول مذيعة عراقية أسرها حب العراق.. وأوصت بأن تدفن فيهِ

      
    
ولدت فكتوريا نعمان في عام 1921 في مدينة البصرة بعدها انتقلت عائلتها إلى بغداد دخلت المدرسة الثانوية هناك ، وفي عام 1941 دخلت كلية الحقوق مع زميلتها نزيهة فرج ، وسمية الزهاوي فكن الطالبات الثلاث الوحيدات في الدفعة من مجموع مائتي طالب.

     

أول مذيعة
وحدث أن فكتوريا وهي تلقي بكلمة في حفل بالكلية أستمع إليها مدير أذاعه بغداد آنذاك حسين الرحال فأعجب بلقائها مما جعله يدعوها للعمل في أذاعه بغداد.
وكان صوتها القوي العذب يصل إلى مستمعيها مرتين كل يوم في نشرتي الثانية بعد الظهر والرابعة عصراً وبهذا أصبحت أول مذيعة عراقية عام 1943.
كانت فكتوريا نعمان إضافة إلى عملها كمحامية ومذيعة من النساء الناشطات أنذاك في العمل الثقافي والاجتماعي منذ كانت في البصرة ، قامت بتأسيس فرع نسائي كجمعية بيوت الأمة وهي دون الخامسة عشرة ، وكان هدف وشعار الجمعية مكافحة الفقر والمرض والجهل ، ومن نشاطاتها الثقافية نشر مواضيع ومقالات أدبية ، في جريدة الناس البصرية.

                         

*انتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي وهي طالبة في الحقوق ، وشاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية ، حيث تعد أول رابطة نسويه تشارك فيها أشهر مثقفات العراق أنذاك ، أذ برزت كظاهرة اجتماعية في الوطن العربي بداية القرن العشرين ، وأن معظم الجمعيات عملت على زيادة فاعلية المرأة من خلال عمل الجمعيات الذي أعطى للمرأة ثقة بنفسها وحريتها ، ونذكر على سبيل المثال رائدات عراقيات في جميع مجالات الحياة ، نزيهة جودت الدليمي وزيرة البلديات العراقية وعضو مؤسس في الرابطة العراقية ، جمعية الشيخ داود ، بولينا حسون…… الخ.

                  

بعد تخرج فكتوريا نعمان من الكلية مباشرة سجلت في نقابة المحاميين ثم سافرت إلى دمشق مع وفد المحامين العراقيين لحضور مؤتمر المحامين العرب ، فكانت المشاركة الوحيدة بين الوفود الحاضرين في المؤتمر ،بعد إن لاحظت فكتوريا أن الحزب الشيوعي في دمشق يواصل نشاطه بنحو علني وإن الحركة الوطنية مزدهرة تحمست للبقاء هناك فعملت في تدريس اللغة الإنكليزية والأدب العربي إضافة إلى نشاطاتها السياسية ، لكن بعد ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان إذ تم اعتقالها مع رفاقها بعد اعتراف الإتحاد السوفيتي بقرار تقسيم فلسطين ، أصابها الإحباط والكاَبة وأضربت عن الطعام في سجن القلعة في دمشق.
ولما أطلق سراحها عادت إلى بغداد لتفاجأ بأن السلطات العراقية تعتقلها مرة ثانية وتودعها في سجن النساء وبعد مرور مدة تم عقد قرانها برفيقها الطبيب اللبناني قصدي الشهال وحاول زوجها طلب الجنسية اللبنانية لزوجته فكتوريا لغرض تخليصها من العقوبة ، ثم أعطت جواز عبور إلى الشام ثم لبنان.
أنجبت فكتوريا ثلاثة أبناء هم الكاتبة نهلة ، والمخرجة رندة ، وابنها الوحيد تميم.
وانتقلت إلى طرابلس للعيش هناك وعينت في التدريس وكانت ناظرة لأول مدرسة ثانوية حكومية للبنات واستمرت حتى تقاعدت عام 1987.
وفاتها
توفيت فكتوريا نعمان عام 2004 في مدينة طرابلس في لبنان مذيعة العراق الاولى عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
وقالت نعمان في اثناء زيارة لها إلى باريس لرؤية ابنتيها، انها لم تكن سعيدة خارج وطنها، واضافت انها لم تنس البصرة ولا بغداد طيلة سنوات الغربة، واوصت بأن تدفن هناك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1054 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع