جسر الصرافية.. جسر الحديد الذي لم ينقطع من دوس رجلينا!
حين تسمع الاغنية الشعبية الشهيرة التي غناها كثيرون ومن اشهرهم الفنانة سميرة توفيق (جسر الحديد إنكطع من دوس رجلية) يأتي فوراً للذاكرة جسر الصرافية الحديدي الشهير الذي يربط بين كرخ بغداد ورصافتها وتحديدا بين منطقتي العطيفية بالكرخ والعيواضية بالرصافة، اما يحمله من ذكريات لا تنسى.
موطن الذكريات:
الله يا جسر الصرافية ياموطن الذكريات.. كم لدينا من الذكريات عشناها معك؟
كم عبرنا عليك سيراً على الاقدام او بالدراجة او بالسيارة؟
كم كتبنا عليك وعلى ممشاك من ذكريات؟
كم وقفنا تحتك ننتظر مرور القطار البخاري لنلسع بالماء الساخن النازل منه على رؤوسنا، وهو يختال عابراً جسر الحديد ذهابا واياباً..
كورنيش العطيفية كما يرى من جسر الصرافية
نتذكر كيف ان بيوتنا بالعطيفية القريبة من الجسر كانت تهتز بسبب مرور القطار، وهو يصدح بصافرته التي توقظنا أو تنبهنا للوقت، لأن القطار كان يمر في وقت محدد لا يتغير لا يتقدم ولا يتأخر؟ فكان البيت يهتز مع سماع صوت صافرة القطار بالساعة السابعة صباحا فننهض لنستعد للذهاب للعمل او للدرسة او الجامعة؟
القاطرة البخارية تعبر جسر الصرافية
منذ انتقلنا الى العطيفية صار القطار معلما من معالم العطيفية، حيث يمر القطار مع صافرته المتميزة في أوقات ثابتة تهتز بيوتنا لمروره، وكان مروره توقيتا ثابتا لايخطئ بحيث كنا نوقت ساعاتنا على مرور القطار لدقة مواعيده ايام الخمسينات والستينات
جسر الصرافية كما يشاهد من ساحة حماد شهاب وللاسف تم هدم بناية محطة كهرباء الصرافية التي كانت معلما جميلا علة نهر دجلة تحت جسر الصرافية
جسر الصرافية من جهة الرصافة العيواضية
اتذكر حين كنا اطفالا قبل 1958 ننتظر صباحا بوقت محدد مرور موكب الملك فيصل الثاني قادماً من قصر الرحاب باتجاه البلاط الملكي في الكسرة، دون اي تاخير ولا تقديم، ويعود الى قصر الرحاب عبر جسر الصرافية الساعة الواحدة ظهرا، وكنا نحرص انتظار مرور الملك في ذهابه للبلاط وعودته منه، ونحن نهتف له ونردد دون وعي منا او ادراك (نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانه؟؟) والملك يبتسم ... ويلوح لنا بيديه محيياً؟
أسماء الجسر:
اشتهر جسر الصرّافيّة شعبياً بتسمية جسر الحديد أو الجسر الحديدي، أو جسر القطار، كما سمي جسر العيواضية أو جسر العلوازية ولكن تسمية جسر الصرافية، هي الأشهر والمعتمدة رسميا وجغرافيا.
هو ثالث جسور بغداد بعد جسري (المأمون) الشهداء و (مود) الأحرار، تم تشييده في أواخر الأربعينيات يربط منطقة الوزيرية من جهة الرصافة بالعطيفية من جهة الكرخ، وكان الجسر سببا في شطر العطيفية الى عطيفيتين أولى وثانية!!!.
رحلة الجسر من سيدني الى بغداد:
كان جسر الصرافية معداً للإنشاء في مدينة سدني في أستراليا قبل أن تقرر وزارة الاشغال والمواصلات العراقية شراء هيكله الحديدي وتعهد إلى شركة كوبربلايزرد بادخال التحويرات المقتضية على هيكله وبدأ العمل بتنفيذه اواخر سنة 1946 من قبل شركة (هولو) البريطانية. وقد استغرق تشييده عدة سنوات حيث تلكأت عملية الانشاء اكثر من مرة لاسباب مختلفة، وقد افتتح رسميا عام 1952 حيث جرى احتفال رسمي كبير حيث شاهد البغداديون لاول مرة قطاراً يسير على جسر حديدي يعبر فوق دجلة.
أطول جسر في العالم
بلغ طوال الجسر مع مقترباته 2166 متراً بينما بلغ طول القسم الواقع على النهر (450) متراً وكان بذلك أطول جسر في العالم في حينه. لان الجسر الحيديدي المقام على نهر الراين بالمانيا كان يحمل الرقم القياسي بين الجسور الحديدية ولم يكن يتجاوز طوله 1500 متر مما ادى إلى ان يحطم جسر الصرافية الرقم القياسي المذكور سيما إذا علمنا انه يتكون من سبعة قضاءات خمسة منها بطول 58 مترا وفضاءان اخران بطول 80 مترا كما يبلغ عرض ممر السيارات 6 أمتار وعرض ممر السكة الحديدية 4 امتار وقد روعي في تصميمه وتنفيذه احتواؤه ممرين للسيارات مع إمكانية جعل خط السكة المتري خطا قياسيا من دون اجراء اية تحويرات عليه باستثناء تبديل قضبان السكة والعوارض الخشبية وملحقاتها ومن الجدير بالذكر ان سقف الجسر يتكون من الهياكل الحديدية الجاهزة حيث كانت مديرية السكك الحديدية تعتمد على استعمال الهياكل الحديدية الجاهزة لسقوف الجسور التي انشئت في تلك الحقبة وما قبلها.
قامت الشركة البريطانية (كوردبلايزرد) الهندسية بوضع تصاميمه لمدة استغرقت عامين، في حين قامت الشركة البريطانية (هولو) في اواخر عام 1946 بتنفيذه وقد دفعت الحكومة العراقية تكاليفه
انتفاضة الوثبة تعيق انشاء الجسر:-
تعثر بناء الجسر بسبب انتفاضة الوثبة سنة 1948 واعتبره من احتجوا وقاوموا عقد معاهدة بورت سموث بين العراق وبريطانيا جسراً يتم انشاؤه لخدمة الاغراض الاستعمارية البريطانية فقاموا بمهاجمة المهندسين الانكليز والعمال الهنود الذين يعملون فيه ورموهم بالحجارة والقطع الحديدية كما تم رمي بعض قطع الجسر الحديدية في النهر فتوقف العمل فيه لفترة من الوقت.
العودة للعمل بالجسر:
وقد تمت العودة الى العمل بالجسر خلال وزارة السيد محمد الصدر واستمر حتى عام 1952 حيث جرى احتفال رسمي كبير حضره السيد جميل المدفعي رئيس الوزراء نيابة عن الملك الذ كان حينها خارج العراق إذ شاهد البغداديون لاول مرة قطاراً يسير على جسر حديدي على نهر دجلة قاده المرحوم سائق القطار الاقدم السيد عبد عباس المفرجي وكان يشرف على سيره السيد ياس علي الناصر باعتباره فنياً متخصصاً بسير القطارات الحديثة.
مجلس الاعمار
وعند تأسيس وزارة الاعمار ومجلس الاعمار رصد له مبلغ الا انه لم يكن كافيا لتنفيذه بالصورة المتفق عليها وفق الخارطة الاصلية التي كانت قد رسمته على صورة ممرين للسيارات واحدة ذهابا والأخرى ايابا وبينهما سكة الحديد لسير القطار الا انه انجز بممر واحد للسيارات وممر سكة الحديد، تمت العودة إلى العمل خلال وزارة السيد محمد الصدر واستمر حتى عام 1952 حيث جرى احتفال رسمي كبير حضره السيد جميل المدفعي رئيس الوزراء (نيابة عن الملك الموجود خارج العراق) حيث شاهد البغداديون لاول مرة قطاراً يسير على جسر حديدي على دجلة قاده سائق القطار الأقدم السيد عبد عباس المفرجي وكان يشرف على سيره الفنان ياس علي الناصر باعتباره فنياً متخصصاً بسير القطارات الحديثة. الجسر وحسب مواصفاته الاصلية كانت السيارات تعبر من فوقه في اتجاه واحد, لكن في التسعينيات قامت الحكومة العراقية بتحوير الجسر كي يتناسب مع ازياد حركة المرور في الشوارع ليستوعب اتجاهين في أن واحد وليحد من الاختناقات المرورية التي كانت تحدث قرب جسور أخرى واستخدم الحديد الموجود في سكة القطار الملحقة في نفس الجسر لعملية التحوير كي يحتفظ الجسر برونقه وعراقته..
في البداية انجز الجسر بممرين للسيارات ذهاباً واياباً، ولكن فيما بعد تقرر جعله بممر واحد من الكرخ باتجاه الرصافة لضيق عرض الجسر، وبعد ان تم رفع خط سكة القطار المتري تم توسعة الجسر وجعله بممرين.
قطار الثورة
جسر الصرافية الحديدي الذي انشئ اواخر الاربعينات وافتتح عام 1952، كان يمر عليه خط سكك الحديد القادم من المحطة العالمية والمتجه الى محطة شرقي بغداد ومن ثم الى كركوك، وكان ينقل صهاريج النفط من كركوك الى بغداد، فضلا عن قطارات المسافرين، وبعد الغاء الخط المترى في سكك حديد العراق وتحويل خط قطار كركوك بعقوبة الى محطة شرقي بغداد، تم تحويل خط السكة ايام المرحوم احمد حسن البكر الى قطار لنقل الطلاب من المحطة العالمية بالكرخ الى منطقة مجمع الكليات بمنطقة الباب المعظم (سمي وقتها قطار الثورة) وكان ينقل الطلبة مجانا أو بسعر رمزي مخفض جدا
ذكرياتنا الشخصية مع جسر الصرافية:
في مرحلة الدراسة كنت اعبر الجسر يوميا اكثر من مرة، سيرا على الاقدام او على دراجتي الهوائية حيث كنت اعبر الجسر بدراجتي وانا ذاهب وعائد من مدرستي (ثانوية الاعظمية) وكذلك عند ذهابي اليومي الى (سوق السراي) و(شارع المتنبي).
وبعد تخرجي من الكلية صار انتقالي بسيارتي الفولكسواكن 1957 التي امتلكتها بعد التخرج، وكان جسر الصرافية وقتها وما زال موقع غير رسمي لإختبار السواق المتدربين حديثا، فمن ينجح في اجتياز الجسر بامان، يكون قد حاز شهادة جدارة (معنوية) بالسياقة.
كما ان لنا مع ممشى المشاة على جسر الصرافية ذكريات مضحكة، وخاصة حين كان يصادفك قطيع من الجاموس العابر من خلال ممر المشاة بالعشرات، فنضطر العودة القهقرى والانتظار عند كشك الحراسة نهاية الجسر لحين مرور قطيع الجاموس المرعب؟؟
ذكريات عبور جسر الصرافية
كان الجسر وما زال طريق عبور الموظفين والطلبة باتجاه الرصافة حيث مدينة الطب ومستشفياتها وحيث منطقة الكليات وكان كثير من الناس مع بداية الدوام يتاظرون على جانبي الجسر لتلتقطهم مركبات الناس العابرين في مشهد تعاون اجتماعي وانساني، ومن دون تناول اي اجر عن ذلك، وكنت غالبا ما اقف بسيارتي وانا اعبر من بيتي بالعطيفية الى محل عملي في الرصافة فالتقط معي من ينتظر من المواطنين لتوصيلهم الى الجهة الاخرى من الجسر واعتقد ما زالت هذه العادة موجودة الا اذا كانت اندثرت بفعل عوامل امنية؟
ذكرياتنا تحت الجسر والسباحة في دجلة:
ومن اجمل ذكرياتنا الجميلة عليه.. وسباحتنا في نهر دجلة مستظلين بظل الجسر من اشعة شمس الصيف؟ حيث تعلمت السباحة قرب جسر الصرافية.
وجود العطيفية على نهر دجلة جعلنا نتمتع في فصل الصيف بالسباحة في النهر وجميع شبان العطيفية تقريبا يتقنون السباحة بسبب قرب النهر ووجود مسابح تعلم السباحة منها رسمية كمسبح التربية ومنها اهلية او شخصية تقوم بتعليم الصغار السباحة وانا شخصيا تعلمت السباحة على يد الرياضي المعروف حينها (المرحوم ياسين الصدر) الذي كان له جرداغ بالعطيفية لتعليم الصغار السباحة وهذا كان عام 1958
كورنيش العطيفية أحد معالم المنطقة المهمة، افتتحه عبدالكريم قاسم في العيد الأول للثورة وشهدتُ شخصيا افتتاحه ورأيت قاسم حين افتتح الكورنيش المبتدئ من ساحة الربيع (ملعب الزوراء حاليا) والذي ينتهي مع انعطافة جسر الصرافية ويلتقي مع خط السيارات النازل من جسر الصرافية باتجاه الكرخ
تحت جسر الصرافية نسبح في دجلة ومعي صديقي المرحوم القاضي ابراهيم سهيل
يوم ذبحوا جسر الصرافية واسقطوه:
تعرض جسر الصرافية في 2007 الى تفجير هائل وقد كتبت حينها مقالة اعزي فيها الذبيح جسر الصرافية
لا ندري من هو الإرهابي (المجرم) الذي إرتكب جريمة نسف جسر الصرافية، هذه الجريمة البشعة المنكرة، جريمة اغتيال جسر موطن أجمل الذكريات البغدادية والعراقية، فبعد أن إغتالوا ذاكرتنا، وحاولوا تشويه علاقاتنا وأواصرنا، هاهم يجربون اليوم تدمير مواطن ذكريات المحبة والوئام.. وليفصموا العرى بين جوانبنا الجميلة.. إنه جسر الصرافية .. أو كما سماه البغداديون: الجسر الحديدي.. أو جسر القطار.. أو جسر العطيفية، أو الجسر الجديد تمييزا له عن الجسرين الأقدم منه (الشهداء والأحرار) .. أو.. أو .. سمّه ما شئت.. فقد تعددت الأسماء.. والمسمى الحبيب الفقيد واحد.. (جسر الصرافية)، الذي عنده فتحنا عيوننا للحياة... وعلى (حديده).. طبعنا أجمل الآثار وعلى ركائزه كتبنا أجمل الأشعار.. منذ افتتاحه عام 1952 كان قطعة جمالية رائعة من معالم بغداد الجميلة.. يمر القطار العابر من سكك الشالجية ببغداد بإتجاه محطة باب المعظم ثم بإتجاه بعقوبة وكركوك.. وكنا نعرف مواعيد مروره بالضبط، بل كان مروره وصافرته المتميزة، المتعبة، تؤشر لنا الوقت الصحيح فنصحح ساعات بيوتنا عليها!!...
كبُرْنا.. وإستهلك الزمان ما فينا وما عندنا.. لكن حديد الجسر كان أقوى من الزمان!.. وكلما عبرنا على الجسر الحديدي إسترجعنا ذكريات عقود من الزمن الجميل..كان الجسر ... وحتى يوم جريمة نسفه الشنعاء، رابطة للمودة والمحبة بين أرجاء وأطراف مناطق ومحلات الكرخ كافة وبين مناطق ومحلات جانب الرصافة.. تتهاوى عليه المركبات بانسياب ... تنقل مئات الألوف - كل يوم - من الطلبة والموظفين والعمال ومن كل الأعمار.. وعلى ممره الحديدي الرائع (ممر المشاة) سارت أقدام الملايين.. تطبع عليه ذكرياتها.. ولكن الحديد وجسر الحديد كان أقوى من كل مؤثرات وعوامل الزمن..
حين أفتتح الجسر عام 1952 كان جسرا لعبور القطارات والعربات والمشاة، ثم في السبعينات بعد إلغاء الخط القديم (المتري) للقطار ألغيت سكة القطار وبقيت بمكانها, وبعد حرب 1991 تم تفكيك جسر القطار (المتروك) وإستخدام حديده في مشاريع أخرى، وتم توسيع الممر الخاص لعبور السيارات فصار الجسر لعبور المركبات وبقي ممر المشاة كما هو...
إنه جسر الذكريات الجميلة..فعند الجسر كان النهر الخالد، يتلوى بدلال رائع.. من كَسْرَة النهر، فإنعطافة العطيفية، بإتجاه كرخ المنصور.. وتحت الجسر كان الناس يتجمعون.. وعلى ركائز الجسر الجميل ترك عشاق الجسر كتابات خالدة محفورة لم تستطع السنون القاسية التي مرت بالبلاد، وبالجسر العتيد، أن تمحوها.. هناك تحت الجسر تعلمنا السباحة، والتجديف، والسهر.. وكانت الكرخ كلها تجتمع عند ضفاف دجلة الخالد تحت الجسر الحبيب، شيبا وشبابا يتلمسون عطر دجلة ونسيم العطيفية والكسرة والصرافية..عند الجسر تلاقينا، وعليه فتحنا عيوننا، وعلى حديده خططنا أجمل ذكريات العمر.. تبا للمجرمين!!!
اختلفت الروايات في من الذي نسف الجسر، البعض قالوا شاحنة متفجرة، ويقول آخرون بل إنها عملية تفخيخ مؤقتة، وقال آخرون إنه كان قصف بطائرة امريكية، وكل له رواية وتفسير .... كنت قد كتبت مقالة "من يفخخ الشوارع والأسواق في بغداد؟"، واليوم مازال السؤال المحير يكبر بدون جواب.. من الذي فخخ وفجر جسر الصرافية، وكيف إجتازت الشاحنة الضخمة المحملة بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات كل هذه السيطرات المنصوبة في خطة أمن بغداد؟ أو كيف تسلل المفخخون وشدوا المتفجرات تحت جسر الذكريات؟
عمليات البحث تحت اشلاء الجسر الذبيح
البغداديون يبكون جسر الصرافية ويتحسرون: فقدنا جزءا من تاريخ مدينتنا.... رووا ذكرياتهم مع المَعلم الذي دمرته شاحنة ملغومة.. كما قيل.. وقف الجميع ليشاهدوا الدمار والخراب الذي لحق بالجسر الذي يربط جانبي العاصمة (الرصافة والكرخ)، وتعود بعضهم على السير فيه وعبوره يوميا بحكم عملهم، وسالت الدموع من أعينهم كلما رفعوا رؤوسهم ونظروا الى الجسر المدمر.
قال المواطن العزاوي، 72 عاما، بلهجة بطيئة «ان هذا العمل لا يدل إلا على شيء وحيد وقاطع ان العراق وشعبه وحضارته وتاريخه وثقافته هو المستهدف الرئيسي من وراء مثل هذه العمليات وليست جهة او طرف معين، كذلك فهو دليل آخر على ان من يقوم بعمليات التفجير واستهداف البنى التحتية للعراق ومؤسساته، هو عدوا لهذا الوطن وشعبه مهما كانت جنسيته او الاسباب التي دفعته للقيام بهذه الأعمال الاجرامية غير البشرية».
وأضاف الحاج حسين الذي تملكته حالة من الغضب «الغاية من تفجير الجسور ووضع الخطوط الحمراء أمام المواطنين ومنعهم من دخول بعض الأحياء في مدينة بغداد، هو رسالة واضحة يريد الإرهابيون إيصالها الى العالم بأن هناك تمزقا في النسيج الاجتماعي بين سكان العاصمة وحالة من التحارب الطائفي ونوعا من عدم التعايش بين المذاهب والأقليات المتعايشة منذ مئات السنيين؛ وهي رسالة خاطئة وغير صحيحة، وعلى الجميع الانتباه لها ووضع حدود لكل من يريد خلق هذه الحالة والوقوف بكل قوة بوجه هؤلاء المرتزقة الغرباء عن العراق وأهله».
وأوضح العزاوي أن جسر الصرافية له ذكريات جميلة مع البغداديين وخصوصا أهالي مناطق العطيفية والكسرة والصرافية والكرنتينة والرحمانية، وهي مناطق تقع بعضها بمحاذاة الجسر او قريبة منه؛ ففي السابق كان أهالي هذه المناطق وجلهم من الفقراء والبسطاء يعبرون الجسر مشيا على الاقدام لزيارة أقاربهم أو ذويهم الذين يسكنون في المناطق في الطرف الآخر من الجسر، كما هو الحال بالنسبة لأهالي منطقة الكسرة التي تقع بجانب الرصافة وأهالي منطقة العطيفية الأولى التي تقع في الطرف الآخر من الجسر بجانب الكرخ، والأمر نفسه ينطبق على أهالي الكرنتينة والصرافية من جهة وأهالي الرحمانية والعطيفية الثانية من جهة اخرى، كما انهم تعودوا على السير فيه ايام الصيف الحار وبالتحديد في أوقات المساء للتخفيف من معاناتهم من جراء الحر الشديد الذي يعانون منه في هذه الايام الحارة من خلال الاستمتاع بالمرور فوق نهر دجلة الذي تكون فيه نسمات الهواء باردة نوعا ما، كما وانه يربط بين منطقتين تكثر فيها البساتين والأشجار والمتنزهات والمقاهي والكازينوهات التي تقع على نهر دجلة مباشرة.
ذكريات طلبة الكلية العسكرية مع قفزة النهر عند الصرافية:
أن لهذا الجسر ذكريات جميلة تربط شباب المنطقة به من خلال السباحة تحت ظله والاختباء من شمس الصيف الحارقة في وقت الظهيرة، وكذلك سير العائلات عليه للترفيه وقضاء الأوقات الجميلة بعد مشاهدة لنهر دجلة والمناظر الجميلة التي تنتشر على ضفاف النهر من فوق الجسر.
ومن الذكريات التي لا ينساها طلبة الكلية العسكرية والشرطة هي التمرين الالزامي للطلبة بالقفز من على الجسر الى نهر دجلة في عز البرد، وهو جزء من التدريب العسكري لتقوية مؤهلات العسكري وبخاصة الجراة والاقدام وعدم التردد.
717 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع