عبيد الله نظام الدين الزاكاني الخفاجي

                                    


                      ترجمة وإعداد عادل حبه

             

 

            

                          عبيد الله نظام الدين الزاكاني الخفاجي

                       شاعر وناثر ساخر

يعتبر الأدب الساخر أحد مظاهر الابداع الأدبي الذي ينطوي على نقد الأوضاع السلبية في أي مجتمع، مما يجذب إليه القراء والجمهور والأدباء على حد سواء. ويعتبر عبيد الله الزاكاني أول شاعر وناثر ساخر وناقد اجتماعي في تاريخ الأدب الفارسي، ولذا فقد احتل مكانة متميزة في هذا الوجه من الإبداع الأدبي. ينحدر الشاعر من أصول عراقية تعود إلى قبائل بني خفاجة التي توطنت في مدينة الكوفة. وقد هاجر فرع من هذه القبيلة إلى بلاد فارس واستقر في مدينة قزوين، حيث ولد فيها عبيدالله. ولكن ما أن بلغ سن الرشد حتى غادر هذه المدينة ليستقر في مدينة شيراز حاضنة الأدب والفن في بلاد فارس بعد استيلاء الشاه الشيخ أبو اسحاق على هذه المدينة. وبادر عبيد الله مبكراً في تلقي المعارف من أدب وفن وأبدع في كل فن وشرع بالتأليف بحيث أصبح أحد فضلاء وأدباء عصره.  وبعد حين غادر شيراز ليعود من جديد الى مدينة قزوين ليتولى التعليم فيها في مجال الادب والفن والعلوم.
إن الجوانب المهمة والملموسة في آثاره التي تركها بعد وفاته هو الأدب الساخر والنقد الاجتماعي للأوضاع السلبية السائدة آنذاك في ظل سلطة المغول، والتي ألبسها بلباس الهزل والسخرية. فالفوضى التي فرضها حكام المغول أدت إلى تشرذم المجتمع بشكل واسع، وسادت الأمية وتراجعت القيم الأخلاقية وتوالت الفتن والظلم والجور واستشرى الفقر. وقد أجبرت كل هذه المظاهر السلبية عبيد الله إلى التوجه نحو هذا المنهج الساخر من أجل توجيه الانتقادات للظواهر السلبية التي شاعت في البلاد.
لقد ترك هذا الشاعر العديد من المؤلفات ومنها منظومته الشهيرة "لعبة الفأر والقط" و "رسالة أخلاق الاشراف" و "الرباعيات" و منظومة "النحات"، ودوّن البعض منها باللغة العربية. ولعل أكثر ما يجلب اهتمام القارئ هي "رسائل التعريفات" التي يسخر فيها من المظاهر والقيم التي سادت في ذلك العهد، ويسخر من الشخوص والقيم والعناوين فيها. ونورد طياً بعضاً من هذه التعاريف:
مقتطفات من مقال التعاريف
الدنيا: هو المكان الذي لايرى أي مخلوق الراحة فيه
العاقل: هو الشخص الذي لا علاقة له بهذه الدنيا وأهلها
الكريم: هو الشخص الذي لا يطمع في مال ومقام
الخيّر: هو الشخص الذي يبغي الخير للناس
الرجل: هو ذلك الذي يتحدث بلسانه
العَالِم: هو الذي لا يحسن ممارسة التجارة والكسب
الوهاب: هو الانسان الفقير
البخيل: صاحب المال
الجنة: هو المكان الذي لا تراه غالبية البشر
الحلال: هو الشيء الذي لا يحصل عليه الكثير من الناس
مال اليتيم: هو المال الذي يسطو عليه الكثير وبراحة بال
عين الطمع: هي الحاوية التي لا يمكن ملؤها
الناصح: هو من لا يعمل بما يقول
البائس: هو الذي يشكل مصروفه أكثر من مدخوله
مقتطفات من الملحقات
القسم : هو شهادة الزور
المبتسم: هو الفقير المسرف
البريء: هو الشخص الذي يقع تحت موس حلاق فاشل
الدِق: جليس السوء
الخياط: هو الشخص الذي لا يخيط رداءً على مقاس صاحبه
ملك الموت: الصديق الغبي
الغبي: هو الذي يستطيع قراءة الشعر وكتابته دون أن يعرف معناه
الأمانة: هو الشىء الذي لا يسترد
الخناق: الضيف الدائم
حامل الجشع الخام: هو الشخص الذي يستعين بالأفيون
نزول البلاء: قدوم المعارضين
الأحلام: وسيلة ترفيه البؤساء
الحيوان: هو من يجيء بدون سابق انذار
دعاء الخير: الاحسان الرخيص
الصديق: هو من نعتقد أنه من أهل الخير
الأمل :رأسمال الفقير
العين: بوابة القلب
المجّلِد: خياط الكتاب
الندى: دموع لليل
مقتطفات من تعريفات الملا
الشاه: من يتطاول بلسانه على الناس
العَالِم: محفظة المسائل
الغلو في التواضع: علامة الغرور
كاتب التقارير: القطة التي تنتظر عند جحر الفأر
الطبيب: رسول الأجل
المريض: مكتب ممارسة الأطباء
المفكر: الوحيد
بلا طعم: المجاملة الزائدة
الأطفال: راحة للقلب وايذاء للروح
المنبوذ: الضيف بعد ثلاث أيام
غضب الله: ايذاء الناس
الشتاء: ترشح السوائل من الأنف
القسم: مرق الكذابين
المنصب: النفور من المألوف القديم
الانسان البسيط: الذي لا يخجل من الحديث عن أي شيء

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

585 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع