ما الذي يجري لسنّة العراق؟؟!

                                  

                  د. محمد عياش الكبيسي

تتسارع الأحداث بطريقة لا تمكن المراقبين من التقاط أنفاسهم خاصة بعد هروب ما يزيد على ثلاثين ألف من قوات المالكي في ليلة واحدة بدون اشتباك فعلي، بل حتى المعسكرات تركت نهبا للمسلحين بما فيها من أسلحة ثقيلة وآليات وعتاد، وهناك معلومات عن ترك ما تزيد قيمته على 400مليون دولار في بنوك الموصل، وقد ذهبت إلى رصيد (الغنائم)

أما المجاميع المسلحة فبالرغم من كل التوصيفات المسيسة مثل (الثوار والعشائر والمجاهدين والوطنيين) لكن الذي على الأرض راية واحدة فقط وهي راية الدولة الإسلامية في العر اق والشام المعروفة باسم (داعش)
هذا التنظيم تمكن بسرعة من اختطاف الأرض والسلاح وربما سيتمكن سريعا من استيعاب الطاقات الشبابية الغاضبة والمستنفرة بسبب استفزازات المالكي ومليشياته الطائفية المجرمة..وبناء على كل هذا فإن التمدد باتجاه محافظات أخرى سيصبح أسهل بكثير مما هو متوقع.
السؤال المحوري هنا هو من يقف خلف كل هذا الذي حصل ويحصل؟
الأقرب-والله أعلم- ووفق كثير من المؤشرات التي يطول سردها ..أن هروب الجيش بهذا الشكل جاء بعد هروب القادة الكبار بدون اشتباك ولا قتال..مما شجع القيادات الوسطى والمراتب على ترك مواقعهم أيضا..وهذا لا يمكن تفسيره إلا بوجود التزام ما وفق خطة أوسع وأكبر من الواقع المنظور الآن.
ربما تسعى إيران بالفعل لتحويل المناطق السنّية إلى (هلال إرهابي) يمتد من حلب والدير إلى الأنبار والموصل، وهي الكتلة السنّية الكبيرة التي تمثل العقبة الأخيرة أمام المشروع الإيراني، وبهذا تضرب إيران أكثر من عصفور بحجر :
1-تأليب المجتمع الدولي والإقليمي وحتى العربي ضد هذه المنطقة ومحاصرتها سياسيا واقتصاديا ولوجستيا، وحتى تركيا ستجد نفسها مضطرة لتشكيل هذا الحلف الدولي ضد السنّة بعدما تتم شيطنتهم بهذه الطريقة.
2-تحسين الوضع التفاوضي للإيرانيين مع الغرب، فإيران ستقدم نفسها كجزء أساس من الحل، بمعنى أنها تصنع المشكلة ثم تقدم الحل بالثمن الذي تريد.
3-إنهاء الثورة السورية، حيث أن الغنائم الكبيرة والدماء الشبابية الجديدة حتما ستكون سببا في ترجيح كفة داعش في صراعها مع فصائل الثورة السورية بأكملها.
4-الضغط على إقليم كردستان وإجبار القادة الكرد على تقديم تنازلات لحكومة بغداد بما يمهد لتكوين حلف أمني ضد الخطر المشترك الذي يمثله (السنة العرب) بعد هيمنة داعش على منطقتهم ومقدراتهم.

أما السبب الداخلي لكل هذا فهو غياب المشروع السنّي، والفراغ الخطير في موقع القيادة السنية والذي من شأنه أن يفتح الباب لكل مبادرة أو مشروع قادم مهما كان شكله ولونه..

هذه أفكار أولية يمكن تطويرها والإضافة عليها ..وتبقى قلوبنا معلقة بخالق الخلق ومالك الملك فهو وحده الذي يعلم الغيب ولا يقف أمام إرادته وقدرته شيء..اللهم فالطف بعبادك يا كريم..

د محمد عياش الكبيسي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

919 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع