د.مؤيد عبد الستار
الدخول الى الجنة كما ورد في القرآن الكريم فيه امتيازات لا يمكن الحصول عليها في الدنيا الفانية ، أول تلك المغانم قطوف دانية ، وجنات تجري من تحتها الانهار،انهار من خمر وعسل ، وعدد من الحوريات يقضي الانسان معهن حياة رغيدة هانئة مثل اي سلطان من سلاطين الامبراطوريات العثمانية او الصفوية او المغولية او البيزنطية ... الخ .
ومن بين اهم تلك الامتيازات مكافأة الحوريات اللواتي يدفع البعض حياتهم ثمنا لها ، فالملايين من الشباب الذين يعيشون في مجتمعات انعزالية ، تفصل بين الذكور والاناث ، وتنعدم فيها فرص لقاء الشباب والشابات ، تصبح المرأة امنية بعيدة المنال ، فكم فقد العشاق عقولهم من اجلها ، وقصص عشاق ومجانين ليلى وبثينة ولبنى ليست دون مغزى في التراث الثقافي العربي والاسلامي .
استغل رجال الدين والسياسة حوريات الجنة افضل استغلال لتحقيق مآربهم في تجنيد الشباب في حروب وغزوات واعمال تخريب في جميع ارجاء المعمورة ، فمن اجل حوريات الجنة رحل الشباب السعودي واليمني والليبي والمغربي والصومالي والباكستاني والجزائري وغيرهم الى افغانستان ، حيث قتلوا هناك ، ومن لم يقتل وجد نفسه في زنزانات غوانتنامو او في كهوف تورا بورا او في مجاهل اليمن السعيد تصطاده طائرات بلا طيار لديها ( دي .ان .اي ) جميع المشاركين في تلك الحروب والمسجلين في قوائم طلب الحوريات التي اعدها ائمة المساجد الذين ارسلوهم وجندوهم في تلك الحروب القذرة .
وجد كل من يبحث عن جيش ومرتزقة عقائديين يضحون بحياتهم ضالتهم في هؤلاء الراغبين في حوريات الجنة ، وجدوا فيهم صيدا سهلا ، فالامر بسيط جدا لايحتاج اكثر من شيخ معمم جاهل لا يعرف سوى بضع عبارات يبسمل ويحوقل بها صباح مساء ، يجمع حوله ما تيسر له من شباب مدينته او قريته النائية ليملأ رؤوسهم باحلام واضغاث احلام حول حوريات الجنة العاريات البضات الناعمات الملبيات لانواع الرغبات دون اعتراض ، حوريات يزيد عددهن عن الاربعين حورية لكل راغب ومنهم من يقول سبعين حورية او اكثر والله اعلم ينتظرن هؤلاء الشباب على ابواب الجنة، ولا غرابة ان نجد بعض هؤلاء الجند الميامين يحملون معهم حبوب الفياغرا بغية استخدامها هناك كما اوردت الانباء من البلدان التي زودت جبهات الحروب بمجموعات كبيرة من الشباب والفتيات الملبيات لجهاد النكاح ، حتى اشتكى وزيرهم من عودة الفتيات حوامل الى البلاد ما تسبب في مشكلة اجتماعية جديدة تضاف الى مشاكلهم الكثيرة.
توالت الطلبات على هؤلاء الشيوخ لتجنيد المزيد لجبهات القتال الممتدة من الشيشان الى الجزائر مرورا بسوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس ... الخ فزادت المساجد ، وشيد العديد منها في البلدان العربية والاسلامية وحتى الاوربية كي ترفد تلك الجيوش بالوقود اللازم من الشباب الجاهل المغيب عن الوعي الذي لا يعرف من الدنيا شيئا سوى الجهاد والموت في سبيل الوصول الى الجنة لمعانقة اول حورية يلتقيها ، فاغتنى نهر المجاهدين بدماء جديدة من شباب بريطانيا وفرنسا وهولندا والسويد وغيرها ، يرحلون للقتال بدلا من التعلم في هذه البلدان المتقدمة ، والحصول على العلوم والعودة الى بلدانهم لخدمتها لحاجة تلك البلدان المتخلفة الى الجديد من العلوم والمزيد من التقدم .
حوريات الجنة ستصبحن عاجلا او آجلا مقتل الاسلام والمسلمين مالم يجدوا تفسيرا جديدا لايات القرآن الكريم يتناسب والوعي الانساني الجديد كي تتعلم اجيال الشباب علوما تنفعهم ، وتتطور مجتمعاتهم لتصبح هي الجنة على الارض، ويعيش الانسان حياة طبيعية مثل البشر لايقضي عمره مصابا بفوبيا الجنس .
629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع