بين دجلة و لطفية الدليمي خيط سماوي

                                      

                          مصطفى العمري

بالوقت الذي يجلد فيه العراقيين على الاسم و ينحرون على الهوية و تقطع رؤوسهم على حساب الموقع الجغرافي , تنهمر فيه هالة من الصيحات تشبه الزعيق بلحن النعيق ,

ان كل من خالف هذا الفكر او هذه الطائفة او حتى جزئية لذلك المذهب فهو ضال , كافر , ملحد إقتلوه قربةً الى الله تعالى , فسال الدم دون إنقطاع , وتخضبت عتبات الديار و إنسانية أهل الدار باحمرار ذلك الدم المراق ظلماً ومن دون حق . في هذه المهزلة الحاصلة اليوم في بلاد المسلمين من قتل الناس و تشريدهم و سبيهم وبيعهم باسم الله , في هذه المهزلة و الدمار يتصدر أصحاب اللحى الركب فيقودوا المسيرة , مسيرة الله و ينصبوا أنفسهم خلفائه و أقرب أقارب الله و اعوانه و العارفين به أكثر  , أخذوا القيادة من الله  فعزلوه بوعي تام و جلسوا على عرشه ليحاسبوا كل من يعارضهم في رأي او يسألهم في أمر او يغايرهم في لبس أنها المهزلة .
في هذا الحالك من الزمن يخرج علينا بصيص أمل مكثف تحمل رايته سماوية (شيعية ) لتكتب إطروحة الدكتوراه عن دليمية (سنية ) إنها المعجزة في زمن قطع الرقاب و سيلان الدم .
 
قدمت الدكتورة دجلة السماوي أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه( دلالة المكان قصص لطفية الدليمي )  
فحركت الكثير من الثقافة المطمورة و الروح الإنسانية المنفتحة , فجسرت حالة من الوعي بين طائفتين يتلاعنون ليل نهار و يتقاتلون منذ امد الزمن الميت . مبادرة السيدة دجلة السماوي تحمل عناوين متعددة و رسالة واضحة و صورة أجمل من كل مخلوقات الله البشرية المفترسة . ما أجملك اختي أم نهار ما أجمل فكرك و ثقافتك , ما أجمل روحك المنجذبة الى كل ماهو إنساني نقي . ما أجمل مجتمعنا الذي قيم دورك في رفد الثقافة و الوعي .
شكراً لك من الأعماق..
مصطفى العمري
           

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

597 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع