قبل اشهر من الان قصدت احد فروع مصرف Deutsce Bank الالماني بعد ان اتصلت مسبقا بالموظف المختص لغرض تحديد موعد لذلك...وبعد ان جاء دوري ابلغت موظف الاستقبال ان لدي موعد مع السيد Müller فطلب مني الجلوس في باحة الانتظار وانه سيبلغه بحضوري ..
دقائق قليلة مرت حتى جائني السيد ميلر وصافحني بحرارة ثم طلب مني الانتقال الى غرفته الخاصة للتحدث بالشان الذي جئت من اجله..اخذت مكاني وخيرني بتقديم مشروب ساخن او بارد فابديت امتناني له واعتذاري عن قبول الطلب ...فجلس قبالتي على الجهة الثانية من الطاولة وبادرني
*هل استطيع ان اعرف السبب الذي طلبت مقابلتي لاجله
** نعم..كنت قد اقترضت من البنك في فترة سابقة مبلغا من المال مقابل الدفع بالتقسيط الشهري والان لم اعد بحاجته واود اعادة باقي المبلغ وهو حوالي 3250 يورو فورا اذا امكن
* انا اسف ولكن يجب ان اذكرك بانك لايجب ان تتعجل بذلك فلربما تحتاج بعض المال لشراء شيئا ما او قد تتعرض لطاريء ما او تحتاجه للقيام بجولة سياحية او ماشابه ذلك
** وهل تعتقد ياسيدي انني هنا لاستمع لنصائحك ..انا جئت لامر واحد هو دفع باقي المبلغ دفعة واحدة فهل ذلك ممكن ام لا
* فورا لايمكن....لكن تقدر ان تكتب تحريريا رغبتك بسداد كامل المبلغ وذلك سياخذ فترة 3 اشهر حتى يتم غلق حسابك
** ولكنني مستعد لدفع فوائد الاشهر الثلاثة للمبلغ مقدما فاين المشكلة
* لا اعتقد ان ذلك قانوني !!
** لكني سالت موظفا اخر وقال ان ذلك ممكن ويبدوا ان عندك غير ممكن لان واجبك او من مصلحتك ان تسوق القروض للناس حتى تستفاد لنفسك اولا ...واعادة مبالغ القروض لاتدر عليك شيئا لذلك سوف تحاول التملص
على اية حال كما تشاء ..فقط جئت ابلغكم لتسوية الامر لانني بعد ايام سانتقل للعيش في الولايات المتحدة فاذا لاتريدون فلوسكم انتم احرار
نهضت وهممت بالخروج ولكنني كما كنت متوقعا تماما انتفض كالسهم وامسك بيدي راجيا مني ان انتظر قليلا ومتوسلا ان امنحه بضعة دقائق لاخبار مديره الذي جاء بسرعة وسلم بحرارة واستفسر مني عن ما اذا هناك شيئا ليس على مايرام..فاعدت شرح الامر..وعندما وصلت لفقرة دفع الفوائد للاشهر الثلاثة القادمة مقدما...هز راسه موافقا وقال ذلك ممكن جدا
فقلت له اخشى ان ذلك امر غير قانوني ..فقال ومن قال ذلك...اشرت بيدي الى الموظف قلت له.....هذا
فطلب من الموظف الجلوس وتابع معه العملية عبر الكومبيوتر الى النهاية..ثم سلمني وصلا وطلب مني ان ادفع المبلغ لموظف الخزنة
وانا استذكر هذه الحكاية ...جالت في خاطري حكايات اخرى تصب في ذات المصب.... قول الحقيقة لاينفع احيانا مع هؤلاء البشر...عندما قلت الحقيقة لموظف البنك انني اود تسديد المبلغ لان بحوزتي مايغطيه ولست بحاجة له رفض ذلك وحاول التملص والتاخير..ولكن عندما كذبت وقلت له انني ساغادر المانيا الى غير رجعة تحول الامر عنده راسا على عقب...
الغالبية العظمى من المغتربين لهم حكايا وقصص متنوعة اغلبها اسطوري من وحي الخيال تلوها على المحقق المختص الذي يجري التحقيق معهم حول سبب طلبهم اللجوء في ذلك البلد....كثيرون كانت عندهم اسبابا حقيقية وموجبة لكنهم حصدوا الخيبة والرفض لانهم قالوا الحقيقة التي لم تقنع المحقق .ومن كان ينسج لهم الاكاذيب من وحي الخيال كان ينول المنال ويفوز باللذات .... بل ان بعض المحققين حين كان يسال اللاجيء القادم للبلد كيف وصلت الى هنا كان على اللاجيء ان يكذب ويقول انني صعدت بشاحنة مقفلة باحكام من اسطنبول وحطت بي هنا بعد مسير 5 ايام دون ان اعرف انني نزلت في هذا البلد تحديدا !! وبعض المحققين يذهب ابعد من ذلك فيقول لك انت جئت بشاحنة من اسطنبول الى هنا استغرقت كذا يوم في المسير اليس كذلك !! ومن المفارقات الاخرى انني وصديقي من نفس منطقتي وصلنا الى المانيا في نفس اليوم وحدد لنا يوم المحكمة في نفس اليوم ودخلنا على محققين مختلفين ...بعد ان سمع المحقق قضيتي قال لي انه مقتنع تماما باستحقاقي الحصول على اللجوء ولكن علي ان انتظر قليلا حتى يبت بالامر...اما صديقي فكانت قصته مضحكة وغير مترابطة وفيها ثغرات كثيرة حتى ان المحقق قال له انت لست طرفا في القصة التي ذكرتها اصلا ولاتحتاج ان تترك عملك وتذهب الى البيت لاجلها لكني اراك قدمت لالمانيا...انا لست مقتنعا بها ولاتنتظر مني جوابا ايجابيا...وبينما كان يعد العدة للمغادرة الى الولايات المتحدة....جاءه البريد ببشرى قبول لجوئه بعد 29 يوما فقط !!!!!! اما انا فققد انتظرت 9 اشهر الى ان تذكرني المحقق وبت بامري ومنحني القبول !!
واذكر احد اصدقائي العراقيين وهو مهندس وعمل في مديرا للمشاريع في التصنيع العسكري ...وهو من المهجرين من قبل تنظيم القاعدة في منطقة الدورة واستباحوا منزليه...ومع ذلك فقد رفض طلبه في حين حصلت زوجته واولاده على اللجوء !! مع ان قصتهم هي ذاتها ولكنهم جاءوا في فترتين مختلفتين وحقق معهم محقق اخر...وبعد فترة افترقنا حيث انتقلت الى مدينة اخرى ولكن بقينا على اتصال....وفي احدى المرات قال لي انهم ارسلوا بطلبه لاعادة المحكمة مع شقيقته الصغرى التي لم يحدثني عنها سابقا وعمرها 17 او 18 عاما وقتذاك..واستشارني بالامر كونه من عائلة محافظة وانه لم يعد يعرف كيف يقنع المحقق مع ان لديه كل الاثباتات انه مسؤول سابق بالتصنيع وكونه شيعي في منطقة تنشط فيها القاعدة وتلقى تهديدات عديدة ...فقلت له هل تقبل نصيحتي وتتقبلها ...فقال يمعود بلحيتك اني اخويا سلام
قلت له بعد ان سالته عن عمر شقيقته وماذا تعمل الان ....
ما عليك انت وشقيقتك الا ان تخترعوا قصة كونها طالبة الان في مدرسة المانية وانها ارتبطت بعلاقة حب وربما زواج مستقبلا مع طالب معها في الدراسة ولكنه ليس مسلما ...والقصة سمع بها اعمامك وافراد عشيرتك فاهدروا دمك ودمها وارجاعكم للعراق معناه الموت المحتم......بعد اسابيع حصلوا على القبول ونجحت الخطة
الا توافقوني الراي انهم يجبروننا على الكذب...حتى يصدقونا !!!
989 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع