محمود الوندي
بعد مضي اكثر من عشر سنوات ، ونحن نسمع ونقرأ عن قتلى بالعشرات وفي بعض الأيام بالمئات من العراقيين في عموم العراق ، التي دنسها الإرهاب .
، وما نشهده من تداعيات سياسية وأمنية من خلال رحى الحرب والقتل تديرها ايادي تعمل في الخفية أو العلن ابرزها بقايا النظام السابق والقوى المرتبطة به من الاحزاب الاسلامية المتطرفة .. هذه هي طبيعة المشهد العراقي منذ تغيير النظام في 2003 .
تتصاعد في الأوساط الاعلامية والسياسية حملات معادية للكورد ويحملونه مسؤولية هذه المأساة ، ويلفقون الكذب والتهم الباطلة بهم بعدم ردعهم للدواعش ، في حين لم يستطع الجيش مدرب ومجهز مثل الجيش العراقي وانهزم امامهم ، تاركا العديد من الدبابات والمدرعات واحدث انواع المدفعية في شوارع وساحات الموصل وتكريت والمدن الاخرى وسط خيبة عراقية ودهشة دول العالم ، لعدم مقدرته القتالية وتقاعسه في إداء واجبه المقدس للدفاع عن شرف العراقيين ويُحملْون الكورد سبب هزيمته لدعم وجهة نظر الحكومة وتبييض صحيفته مقابل حفنة من المال .
فألقاء التهم على الكورد لإخفاء الحقيقة عن العراقيين وتظليل الرأي العام ، يحاولون بقدر الإمكان التماهي على العدو الحقيقي للشعب العراقي وأبعاد نظره عن صمود وثبات البيشمركة ما يضمد بعض تلك الجراح ...! ، محاولين بعملهم تلك حجب شمس الحقيقة بواسطة الافتراء وتلفيق التهم الباطلة . عندما يخلطوا الأوراق ويثيروا الفوضى لأرباك الرأي العام العراقي وتشويه أفكارهم . ومن الطبيعي أخفاء الحقيقة تؤثر سلباً على نفسية المواطنين وتستفز مشاعرهم .
حين ينحاز المثقفون للشخص الحاكم و يتفننون في الدفاع عنه وتلميعه و تمهيد الطريق له للاستمرار في حكمه وأخفاء ظلمه وفشله ، يعتبر أسوأ خيانة لضميرهم وقلمهم قبل خيانة الشعب والوطن ، لأن أولئك المثقفين هم سبب كوارث شعوبهم و لولاهم لسقطت العديد من الأنظمة الفاشية والعنصرية في العالم منذ اللحظة الأولي .
انكشفت اكاذيب وملاعيب هولاء المثقفين ، عندما قامت عصابات داعش بمجزرة في قاعدة سبايكر وراح ضحيتها 1700 طالب من القوة الجوية ، إضافة الى ألاف من الجنود والمطوعين من الشباب الذين لبو نداء المرجعية لدفاع عن العراق ، وانكشفت الخيانة لبعض الضباط من قبل تصريحات الجنود الذين نجوا من الموت وكشفوا عن عورتهم . عندما تكلموا عن واقع الجريمة في الصحف والمواقع وبعض الفضائيات , واكتشفوا خيانة الضباط .
لكن الغريب ، بل المشين والمستفز حقاً ، تستمر هولاء الكُتاب باتهام الكورد واللعب على أوتار الطائفية الكريهة التي لم تنقطع حتى يومنا هذا ، ولكن لا تحرك وجدانهم او تستفز ضمائرهم حول تلك الجريمة النكرة ، ولم يؤشروا اليها نهائياً ، كأنها لم تكن ، ويدفنون رؤوسهم في الرمل " كالنعامة " كما إعتاد سيدهم إخفاء رأسه في الرمل مخافة مجابهة مستجدات الاحداث ومنها قاعدة سبايكر .
وبصريف النظر عن التشويش الطاغي في صخب الإعلام وابواقه العنصرية والشوفينية ، فأن كوردستان تقدم اليوم الضمان الحقيقي لحماية العراق والمنطقة من هيمنة الأرهاب وتهديده للأمن والسلم العالمي .
435 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع