(إن الحملة على الصحافة الكردية والصحفيين الكرد في تركيا،تثير مخاوف مهمة وجدية بشأن معاملة الأقليات وحرية الأقلية في التعبير عن الرأي)
هذا ما قالته ايما سنكلير الناشطة في منظمة هيومن رايتس ووج.
(نؤكد بأن استهداف الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم من اجل اظهار وتبيان حقيقة ما يجري على ارض الواقع وايصالها للراءي العام، يهدف الى طمس حقيقة مايعيشه "الشعب السوري عامة والكردي على وجه الخصوص من ارهاب وارتكاب مجازر بحقهم")
هذا ما جاء في بيان اتحاد الاعلام الحر في غرب كردستان.
لا تعد ملاحقة الصحفيين الكرد في تركيا واعتقالهم فإحالتهم الى المحاكم وسجنهم لفترات تتجاوز أحيانا العقدين من السنين، حالة نادرة أو شاذة في الحياة السياسية في تركيا. واللافت ان تضييق الخناق عليهم غالبا ما يأخذ شكل العقاب الجماعي، الأمر الذي لم يحصل في أي بلد في العالم ، ففي دول العالم، باستثناء تركيا، لا نجد مقاضاة عشرات الصحفيين دفعة واحدة . فقبل فترة بدأت محاكمة (44) صحفيا كرديا بتهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني pkk وهي تهمة جاهزة دوما.فقبل شهور من الان واجه عشرات من الصحفيين الكرد وبينهم قلة من الصحفيين الأتراك أيضا أحكاما بالسجن لمدد مختلفة.
والذي يؤسف له ان نقابات الصحفيين في العالم والاتحاد الدولي للصحفيين لم تتحرك بالشكل المطلوب للتضامن معهم، إن لم نقل لم تتحرك قط /إذ لم تصدر أية بيانات أو احتجاجات على اعتقالهم وسجنهم، وهم في الوقت ذاته سجناء ضمير. وهنا نرى (منظمة هيومن رايتس ووج) ومنظمات دولية أخرى تعنى بحقوق الإنسان تتقدم على نقابات الصحفيين، فعند بدء محاكمة ال 44 صحفيا المشار إليهم قالت (ايما سنكلير ويب) الباحثة المختصة بشؤون تركيا وهي من الناشاطات في (هيومن رايتس ووج) والمختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا:
(إن الحملة على الصحافة الكردية والصحفيين الكرد في تركيا،تثير مخاوف مهمة وجدية بشأن معاملة الأقليات وحرية الأقلية في التعبير عن الرأي) وأضافت: ( حتى لو كانت تلك الاراء جارحة يجب حمايتها).
وورد في بيان لها،ان هنالك 17 صحفيا كرديا يواجهون أحكاما بالسجن لمدة (20) عاما وان 36 صحفيا منهم في السجون منذ عام 2011 من دون أن يحالوا الى القضاء، في حين ينتظر 46 منهم إحالتهم الى القضاء بعد أولئك ال36.
وإذ نصحح معلومة للباحثة في الشؤون التركية، بشأن حجم الكرد في تركيا والذي يقدر بنحو25 مليون نسمة، ما يعني أنهم لا يشكلون أقلية وفي هذه الحالة فإن الحكومة التركية تضطهد شعبا كبيرا تعداده الملايين. عليه وجب التصحيح وعدم ذكر الكرد أقلية، ليس في تركيا فحسب، بل في الدول الاخرى: أيران والعراق وسوريا.
ومع ذلك لا يسعنا إلا أن نسدي جزيل الشكر الى الباحثة (ايما سنكلير) المحترمة ومنظمتها المدافعة عن حقوق الإنسان،على موقفها المساند والمنتصر للصحفيين الكرد في تركيا، والرافض في أن لاجراءات الحكومة التركية التعسفية بحق الصحفيين الكرد.
لاشك،ان موقف (هيومن رايتس ووج) لا بد وان يشجع نقابات الصحفيين وفي مقدمتها نقابة صحفيي كردستان على التحرك والتدخل لصالح الصحفيين الكرد في تركيا، الذين يعيشون محنة كبيرة، وعلى الاتحاد الدولي للصحفيين أن يقوم بدوره ويفضح الانتهاكات والاعتداءات ضد الأسرة الصحفية الكردية في شمال كردستان،وكذلك ضد الصحفيين الأتراك أيضا .
أن العقاب الجماعي للصحفيين الكرد في تركيا، يدل على ممارسة عقاب جماعي ضد الملايين الكردية في هذا البلد، الامر الذي لم يعد معه الصمت ممكنا. والانكى من هذا ان المعتقلين لا يعاملون كسجناء راي وضمير، إنما تلصق بهم تهمة الارهاب التي هم بعيدا عنها جدا والتي تلصق بكل كردي يتجرا على المطالبة بحقوق شعبه القومية والديمقراطية العادلة, ويشجع على ذلك تصنيف حزب العمال الكردستاني ظلما على الارهاب من جانب الولايات المتحدة الامريكية .
وبالرغم من اختلاف النظامين التركي والسوري فيما بينهما وتوتر العلاقات بينهما الى اقصى الحدود، لكنهما يلتقيان في معاداة الشعب الكردي والصحفيين والاعلاميين الكرد. اتحاد الاعلام الحر لغرب كردستان استنكر في بيان له وجهه الى الرأي العام في داخل سوريا وخارجها شجب فيه المذبحة الرهيبة للجيش السوري في حي الاشرفية وجاء في البيان : ( ارتكبت القوات السورية اليوم الخميس 25-10-2012 مجزرة في حي الاشرفية راح ضحيتها 15 مواطناً مدنياً معظمهم من الكرد المقيمين في الحي، كما جرح في ذلك القصف مراسل قناة روناهي كندال ولات ومراسل وكالة فرات للانباء جود روناهي) وقال البيان: ( إننا في اتحاد الاعلام الحر في غرب كردستان ندين ونستنكر هذه المجزرة والمجازر التي يرتكبها النظام الاستبدادي السوري والتي حصدت ارواح الاف الضحايا من المدنيين حتى الان، وازهقت ارواح العشرات من الصحفيين الذي قاموا بتغطية تلك المجازر، التي ارتكبتها القوات السورية)
وأضاف: (إننا في اتحاد الاعلام الحر لغرب كردستان نحمل النظام السوري مسؤولية " الحفاظ على أمن وسلامة كل العاملين في الحقل الاعلامي) وناشد البيان الاتحاد الدولي للصحفيين "بضرورة تبني كافة العاملين في وسائل "الاعلام السوري"
فالى متى وفي عصر الحرية والديمقراطية يعاقب الصحفيون الكرد والاتراك في تركيا عقابا جماعيا، والصحفيون الكرد والعرب في سوريا يضطهدون ويهانون على يد الجيش والشبيحة السوريين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
371 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع