لم يدر بخلد أحد أن الخميني الذي أقام نظام دينيا على أنقاض نظام الشاه الذي سقط على أثر الثورة الايرانية في اواخر العقد السابع من الالفية الماضية، ستدور الايام بنظامه و تجعله في مواجهة نفس المصير الذي لاقاه نظام الشاه، أي السقوط بثورة شعبية عارمة.
الکلام عن الاوضاع الوخيمة التي يمر به النظام الديني المتطرف في إيران، ليس مجرد کلام عادي او تحليل سياسي او مجرد تنظير و تخمين لمستقبل هذا البلد، وانما هو أمر واقع ملموس و متجسد على أرض الواقع، وان النظام يقر و يعترف به على لسان مرشد النظام ذاته قبل غيره، لکن قادة النظام الايراني و کعادتهم يحاولون التمويه على أصل القضية و الالتفاف عليها من خلال إيجاد مبررات و مسوغات واهية للاوضاع الوخيمة التي يمرون بها و التي هي اساسا من ثمار و نتائج سياساتهم الطائشة و اللامسؤولة، الي أوصلت إيران الى هذا المفترق الحساس و الخطير.
مجالس الحرف و السوق الموالية للنظام قالت في بيان لها سبق لمرشد النظام الايراني الاشارة إليه في خطابه الاخير بمدينة بجنورد، أن النظام الايراني سيوجه ماأسماه(لطمة قوية)الى الذين يريدون الوقوف بوجه نظامه، أجابه زعيم المقاومة و مفکرها الکبير مسعود رجوي في خطابه الذي وجهه الى الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في 12 من أکتوبر/تشرين الاول الجاري بقوله: أن جواب اللطمة کما قلنا قبل أکثر من ثلاثين عاما، هي اللطمة من جانب الشعب البطل!
خطاب مسعود رجوي الذي يعتبر الغريم و المنافس و الند الاکبر للنظام الديني و الذي يسعى هذا النظام و بمختلف الطرق و منذ أکثر من ثلاثة عقود الى التخلص منه و تصفيته بأي طريقة لکن من دون جدوى، يحدد و بکل براعة و دقة الاوضاع الصعبة و المعقدة التي يعاني منها النظام و التي لم يعد بوسعه أبدا إيجاد الحلول اللازمة و الکافية لها بل وحتى لم يعد بإمکانه أيضا أن يقوم بترقيع تلك الازمات التي يعاني منها و إجراء عمليات تجميل لها، فقد اسقط في يديه و بات محاصرا و مضيقا عليه من کل الجهات.
زعيم المقاومة أعلن في خطابه أنه و بعد عقد کامل من الصمود و الصبر في إشارة له للمواجهة غير المتکافئة و المتوازنة بين سکان معسکر أشرف و القوات العراقية المدفوعة و المحرضة من جانب حکومة نوري المالکي، فإنه لابد من العودة الى مسألة اسقاط النظام"والذي أوقف العمل به من جانب المقاومة بعد الظروف الصعبة و المعقدة التي مرت بها خلال العقد المنصرم"، وهو مايؤکد بأن الارضية قد باتت مهيأة تماما للعمل من أجل إزاحة هذا النظام الکابوس من على صدر الشعب الايراني و رميه في مزبلة التأريخ غير مأسوفا عليه.
الظروف و الاوضاع الحالية التي تمر بها إيران و الحالة المزرية التي يعاني منها النظام الحاکم، تکاد أن تکون نفس الظروف التي کانت تمر بالنظام الملکي السابق، ويکاد أن يکون عام 2012، هو نفس عام 1978، أي سنة واحدة قبل سقوط نظام الشاه، وان تأکيد زعيم المقاومة على العودة الى مسألة إسقاط النظام و شرحه الاسباب الموجبة لذلك، يبين للمتتبع لسياق الاوضاع في إيران، أن المناخ الايراني قد بات مناسبا تماما لإندلاع الثورة التي ستطيح بزمرة الملالي و ترميهم الى مزبلة التأريخ، انه التأريخ الذي يعيد نفسه، لکن مع فارق مهم و حيوي وهو إجراء تصحيح في المشهد الايراني و إعطاء کل ذي حق حقه.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
949 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع