أعزائي القراء :
وددت ان أشارك الأستاذ ماجد عزيزه في مقالته(مشكلة خاصة جداً) وكما ذكر في مقالته ،جميعنا يعرف الموقف المحرج ،نقابل شخصا ما نتعرف عليه ولكن لانهتدي إلى اسمه ..
يجيب العلماء بان لدى الذاكرة صعوبة في تذكر الأسماء لان المخ يجد صعوبة في تذكر الأسماء لكن يمكن تدريبه على ذلك،فمشكلة نسيان الأسماء معروفة لدى معظم الناس ،ولكن لماذا ننسى الأسماء حتى بعد فترة قصيرة من سماعها؟ الباحث في علم نفس الأعصاب (يوزيف كيسلر)من جامعة كولونيا يقول:
ان الأسماء مجردة جداً ..أما الوجوه فيمكن تذكرهـا بسهولة ويوجد في المخ منطقة مختصة بتذكر الوجوه أما الأسماء فلا يوجد لها منطقة خاصة بها ،ويرى كيسلر ان نسيان الأسماء مرتبط بتطور الإنسان ،ففي البداية كان الوجه وبعد ذلك بفترة طويلة جاءت الأسماء،وبرهـن العلماء على ان قردة الشمبانزي تتذكر الوجوه وتتعرف عليها،كما وان اهـمية الشخص بالنسبة لنا تلعب دورا في قدرتنا على تذكر اسمه لاحقا مثلا:
لو تعرفنا على شخص ما في حفلة أو ماشابه فإننا ننسى اسمه بسهولة..أما إذا كان الشخص يعني شيئا لنا مثل مدير جديد أو شخصية هـامة في المجتمع او(إمرأة جميلة وهـذه الفقرة خاصة بالرجال فقط) فإننا لا ننسى اسمه ،ولكن قوة الذاكرة المتعلقة بالأسماء تختلف من شخص إلى آخر.
ويذكر العلماء ان الجينات وتمرين الذاكرة في الصغر تلعب دورا هـاما حيث يقول كيسلر( كلنا نولد بنفس القدرات الذهـنية تقريبا) لكن حين يهتم الوالدين بتدريب طفلهم على تذكر الأسماء فإن الطفل سيطور هـذه القدرة لاحقا(هـاي فاتتنا وفاتت اهـالينا) ويستنتج من ذلك انه يمكن تدريب الذاكرة على تذكر الأسماء..
ففي مدينة (إيسن الألمانية) مستشفى إليزابيث متخصصة في تدريب الذاكرة وتجري تمارين للمرضى لتقوية ذاكرتهم وبإشراف الدكتور(كارستن براندينبيرغ) حيث يقول لاعجب إذا لم نتذكر أسماء من نقابلهم في المؤتمرات والمنتديات الاجتماعية (فروؤسنا تكون أحيانا مملوءة بالمعنى الحرفي للكلمة ولا تتسع لمعلومات جديدة )ويقدم نصيحتين لتمرين الذاكرة وعدم نسيان الأسماء ...بالدرجة الأولى يعمل المخ بالصور ، ولكي نتذكر الأسماء فيما بعد علينا ربطها بالصورة ،فإذا تعرفنا على شخص من بيت النجار مثلا علينا تخزين الصورة التالية في ذهـننا (( السيد النجار يحمل منشارا بيده)) والتمرين الثاني هـو ان نصافح الشخص الذي تعرفنا عليه للتو وان نردد اسمه بصوت مسموع وبذلك يسهل علينا تذكر اسمه ،وفي عام 1995 اقترح الباحث الكندي E.TULVING من جامعة تورنتو وجود خمسة أنظمة رئيسية للذاكرة ، الأربعة الأولى منها تتلخص بالذاكرة البعيدة والخامس مختص بالذاكرة القريبة :
ذاكرة الوقائع EPISODIC , ذاكرة الاستدلال SEMANTIC, ذاكرة الإجراءات PROCEDURAL ذاكرة أنظمة التمثيل الحسي PRS:PERCEPTIVE REPRESENTATION SYSTEMS وأخيرا ذاكرة العمل القريبة WORKING MEMORY ..ذاكرة الوقائع تقوم بإدراك وخزن مشهد او واقعة من الحياة الشخصية وتشكل هـذه الذاكرة أساس حياتنا الشخصية وتؤدي إصابتها إلى النسيان العميق ..ذاكرة الاستدلال تفيد في اكتساب المعارف العامة مثل عواصم الدول او شخصيات مهمة في التأريخ مثل ان غاندي هـو زعيم الحركة السلمية في الهند ..وهـذا الذاكرة تتضمن خارطة إدراكية للأماكن المعروفة من مدن وإحياء وبيوت الخ...
أما الذاكرة الإجرائية فهي تختزن المعلومات المكتسبة بالتدريب ولا يمكن إظهارهـا إلا بالقيام بفعل مثل ركوب الدراجة او الكتابة على الآلة الكاتبة وكذلك القيام بعمليات ذهـنية حسابية بسيطة مثلا الموسيقيون يدركون ما يفعلون ولكن لا يدركون كيف يفعلون ...
الجزء الرابع من مركب الذاكرة المعقد هـو ما يسمى أنظمة تمثيل الإدراك الحسية وتتعلق وظيفتها بتخزين شكل وقوام الأجسام المحسوسة وكذلك الوجوه والكلمات بغض النظر عما تعني ، أما ذاكرة العمل القريبة تقوم بالاحتفاظ بكمية قليلة من المعلومات بشكل مؤقت سهل التناول أثناء تنفيذ العمليات الفكرية المختلفة ،إذ يستحيل بدونها متابعة محادثة او إجراء عمليات الحساب الذهـني مثلا: عندما نجمع رقمين ذهـنيا نحتاج إلى إبقائهما حاضرين في الذهـن أثناء استخدام العمليات الإدراكية المناسبة للحساب الجاري.
هـنا استحضرت حادثة مرت بي في بداية التسعينات كنا في جلسة عائلية في مزرعة أخانا المرحوم عدنان عبد الحمزة وعقيلته السيدة سميره فدخلت انت وعائلتك الكريمة وكنت مرتديا(الدشداشة والعگال ) فهمست في إذن زوجي : منو هـذا أبو الدشداشة والعگال ؟
قال لي زوجي هـذا ماجد عزيزه ،صحفي مختص بالاخبار الرياضية .
ومرت الايام والسنين وتفرق الكل إلى ان صادف ورأيت صورتك على صفحة الگاردينيا فقلت لزوجي انظر أنظر هـذا ماجد عزيزه أبو الدشداشة والعگال . تذكرت شكلك وتذكرت اسمك من الصورة وليس شخصيا .. ( الله يخليك دگ عالخشب) تحياتي لك و للعائلة الكريمة وكل عام وانت وعائلتك بألف خير .
* كاتبة وصحفية عراقية مقيمة في سويسرا.
443 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع