ها هي وثائق موقع ويكيليكسس تدين الولايات المتحدة مجددا فيما يتعلق بحقوق الانسان والمعاملة غير الانسانية التي تتعامل بها مع المعتقلين لديها،خاصة في معسكر دلتا بسجن جوانتانامو الشهير الذي اعتقلت فيها الآلاف بعد حربها في أفغانستان.
لا أدري على أي أساس تعقد لنا الولايات المتحدة المحاكمات وتصفنا بما ليس فينا لأسباب لا ترقى بأي شكل لما تقوم به من انتهاك للقانون الدولي وللأعراف الدولية المترسخة منذ سنوات طويلة؟
إذا أصيب مواطن بحريني بكدمة في ركبته أثناء إحدى المظاهرات غير المرخصة أو بسبب التدافع وأعلن بالحق أو بالباطل أن رجال الأمن هم الذين سببوا له هذه الكدمة،تقوم الولايات المتحدة بالاعراب عن قلقها لما يحدث في البحرين وطالبت الحكومة البحرينية باحترام حقوق الانسان.
وإذا قلنا أن أمننا القومي معرض للخطر بسبب التسخين الطائفي الذي يمارسه غير الموالين لوطنهم،لا يستمع إلينا أحد وكأن أمننا القومي شيء تافه ولا قيمة له وليس من حقنا أن نتعرض بسوء لمن يريدون إطلاق الفوضي في أرجاء وطننا.
كم من معتقلي هذا المعسكر الأمريكي المشئوم تعرض لوسيلة “الايهام بالغرق” الجهنمية؟ وكم منهم تعرض للتعذيب بوسائل أخرى كالاغتصاب؟
كم من البشر تم احتجازهم سرا وعدم إدراج أسمائهم في السجلات العسكرية الأمريكية؟ كم من العسكرين الأمريكيين جرت محاكمتهم على التعامل غير الانساني مع هؤلاء المعتقلين؟وكم منهم أفلت من العقوبة؟ وكيف صيغت الأوامر و صدرت من وزارة الدفاع الأمريكية لاتباع وسائل غبر إنسانية ضد السجناء دون ان يثبت ذلك على رامسفيلد ورجاله؟
لماذا استثنت الولايات المتحدة نفسها من القواعد الراسخة للقانون الدولي الانساني،وفعلت كل ما تريد ضد غيرها من الشعوب وظلت مع كل هذا تعتبر نفسها الراعي الأول والأخير لحقوق الانسان في العالم؟
هذه الأسئلة نوجهها إلى السفير الأمريكي في البحرين ونريد منه الاجابة عليها على وجه السرعة،ولن نقبل له أي عذر في عدم الاجابة عليها،ولن نقتنع بأي عبارات دبلوماسية تتهرب من الرد الصريح مثل قول السفيرة الأمريكية في لندن أنها لا تملك تعقيبا على هذا البيان في الوقت الحالي،لأننا سنقول له لماذا تملك دوما الحديث في الشأن الداخلي البحريني وتعطينا دروسا ليس من حقك أن تعطيها لنا ولسنا مجبرين على تعلمها.
سيظل الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا العرب والمسلمين هو أكثر ما يسيء للولايات المتحدة ويقضي على مصداقيتها،مهما كانت شعاراتها حول حقوق الإنسان والاصطلاح الديمقراطي.
582 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع