هادي جلو مرعي
وهذا ليس وصفا لمانعانيه في بلد عربي بعينه بل هو توصيف لحال الصحافة والصحفيين في كل بلدان العرب، سواء تلك التي تحكم بعقلية البعير، أو تلك التي يحكمها الحمير، أو المحكومة بإكذوبة الديمقراطية بينما ينهبها سراق نسميهم سياسيين بلا حق لهم في ذلك الوصف الذي هو أكبر منهم حتما.
عديد الشبان والشابات يحلمون بالعمل الصحفي وأن يكونوا جزءا من فريق عمل في فضائية، أو صحيفة، أو إذاعة، فمنهم من تستهويه القنوات الخاصة بالأخبار، وآخرون يهتمون بالدين، وبعضهم يتمنى الحصول على فرصة في قناة دعارة خاصة وإن أغلب الفضائيات العربية هي فضائيات داعرة ممولة من دول تدعم الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى تدعم إعلام الغناء والرقص والعهر، مع أن لافرق كبيرا بين عهر السياسة وعهر النوادي الليلية والغرف الحمراء وتلك التي تجمع اللصوص من السياسيين والمتآمرين على مستقبل الشعوب العربية التي تقاد بسياسة القطيع بمعنى السير في مجموعة خراف والراعي واحد لايتغير.
يجهل هولاء الشبان إنهم ربما سيحظون بفرصة تافهة كان يكونوا مراسلين يتنقلون من مكان لآخر تهينهم الشمس ويذلهم الزحام والطريق الشائك، وبرواتب لاتليق بحجم الخطر ومايقدمونه من تضحية وغالب هولاء يجري خلف الشهرة ظنا منه إنه سينالها بمجرد دخوله في مبنى أحدى الفضائيات، أو حين يكون محررا في جريدة، أو بوظيفة ما في إذاعة، بينما الحقيقة غير ذلك، فغالب الصحفيين والإعلاميين يعيشون في مستوى مادي متدن للغاية، وحين تعجز الإدارات في المؤسسات التي يعملون فيها عن تمويلهم فإنها تقوم وبسرعة بتسريحهم دون تعويض ولو بمبلغ بسيط فيعودوا باحثين لاهثين عن فرصة ما في مؤسسة ما لاتتوفر فيها شروط العمل الطبيعية.
ينجح البعض من الصحفيين في الحصول على مواقع مهمة في الإدارات، أو يحظون بشئ من الشهرة، ومنهم من يحصل على المال بالإحتيال، أو بالسرقة والتواطئ، ولهذا فمعظمهم لايعودوا في الحقيقة صحفيين بل سراقا منظمين مجتهدين، ومنهم من ينصب الفخاخ للسياسيين ليحصلوا منهم على المال، ومنهم من يعتمد الإبتزاز بنشر ملفات فساد، وليس بقصد وقفه بل لإبتزاز الفاسد المفسد ليكون تحت الضغط فيقدم المال، بينما يعمد صحفيون للعمل في دائرة التحليل السياسي فيتحولون الى أشبه ببائعات الهوى في الفنادق وصالونات السياسة ليوهموا بعض السياسيين إنهم قادرون على الوصول بهم الى محطة الكمال في الأداء، وكل ذلك من أجل الحصول على المال.
للأسف فالوسط الصحفي لايستحق أن نفرح كثيرا إننا جزء منه، أو نعمل فيه، فبعض الصحفيين لديه الرغبة بأن يقف على جثة زميل له آخر إذا كانت المكاسب المادية نتيجة لهذا الوقوف.
809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع