مصطفى الآغا
الاتحاد السعودي لكرة القدم، تأسس عام 1959، أي أن عمره 55 عاماً فقط، على رغم أن أول مباراة رسمية للسعودية كانت أمام سورية عام ،1957 وخلال هذه الأعوام القصيرة تأهلت لكأس العالم أربع مرات، ونالت كأس آسيا ثلاث مرات،
ووصلت إلى النهائي ثلاث مرات، وشاركت أربع مرات في بطولة القارات، وحلت مرة وصيفة، ونالت كأس العرب مرتين، وكأس الخليج ثلاث مرات، وشاركت في الألعاب الأولمبية في لوس آنجليس وأطلانطا، ونالت كأس العالم للناشئين عام 1989، وكأس آسيا للشباب مرتين، وكأس آسيا للناشئين مرة، وحتى أصحاب الاحتياجات الخاصة نالوا كأس العالم ثلاث مرات.
ولكن منذ مشاركتها في كأس العالم 2002 والخسارة الأليمة أمام ألمانيا بالثمانية، وعدم ترك أية بصمة، في كأس 2006، ثم الغياب عن 2010 و2014، وعلى رغم الوصول بصحبة (المغمور آنجوس) إلى نهائي أمم آسيا ،2007 إذ قيل يومها إنه فريق الأحلام والمنتخب الذي سيكتسح الدنيا لاحقاً، من يومها والكرة السعودية لا تعيش أحلى أيامها، إذ كانت أول من خرج من نهائيات أمم آسيا 2011 في قطر، حتى قبل الهند، وها هي تخسر «خليجي 22» على أرضها، وبالطبع الكبش الجاهز في كل إخفاق هو المدرب (أحياناً بسبب وأحياناً بلا سبب، كما حدث مع كالديرون) وإذا كانت كل خسارة ولو يتيمة سنعتبرها سبباً لما بقي مدرب في الكون على رأس عمله، وسبق أن أقيل حامل كأس العالم 1994 مع البرازيل وصانع أمجاد منتخبات كبيرة مثل الكويت والإمارات، بعد مباراة يتيمة أمام فرنسا صاحبة الضيافة في كأس العالم 1998، فهل هذا منطق؟ ومنذ إقالته، أي منذ 16 عاماً تعاقب على تدريب الأخضر 15 مدرباً، أي تقريباً عام و«كم يوم» لكل مدرب، فمن الخراشي إلى الألماني بفيستر إلى التشيخي ماتشالا الذي أقيل بعد أول مباراة في نهائي أمم آسيا 2000 بلبنان، فخلفه ناصر الجوهر الذي وصل إلى النهائي، مروراً بسانتراك بعد شكر الجوهر الذي عاد بعد تفنيش سانتراك، ثم سلم الراية لفاندر ليم، الذي سلمها للأرجنتيني كالديرون، الذي لم يعرف حتى ساعة كتابة هذه المقالة سبب تفنيشه بعدما طُلب منه التأهل لكأس العالم 2006، فتأهل من دون هزيمة، ثم شارك بمنتخب رديف في بطولة غير مهمة، باحثاً عن مواهب، فخسر أمام العراق، فتم تفنيشه، وحل مكانه باكيتا الذي «لم يدفأ تحته» حتى سلم الراية لآنجوس الذي سلمها بدوره لناصر الجوهر، وعلى طريقة التتابع من ناصر إلى بيسيرو الذي أعادها إلى ناصر، إلى ريكارد، ومن ريكارد إلى لوبيز كارو الذي سيسلمها اليوم أو غداً.
ويبقى السؤال: هل من الطبيعي ألّا يبقى مدرب حتى عام؟ وهل مشكلات الكرة السعودية كلها محصورة بالمدرب فقط؟ ومن هو الذي سيتصدى لهذه المشكلات بكل واقعية وشفافية؟ لأن ثلاثة أرباع الأصوات التي سمعتها تبرر عدم الحضور الجماهيري لمباريات منتخب بلادها، بأن لوبيز كارو هو السبب!
نصيحة من محب... ضعوها في رؤوس المدربين وسترتكبون الخطأ الأفدح.
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع