احمد صبري
لم أر الراحل أمير الحلو حزينا مثلما رأيته بعد احتلال العراق فقد كان قلقا على ما جرى وارتداداته المستقبلية على وحدة العراق والتعايش السلمي بين مكوناته.
كنت أصحب ابا خالد من داره في الغزالية حيث كنا نسكن الى مقر جريدة الجريدة قبالة القصر الأبيض ببغداد وكان في بعض الأحيان يغير مسار الذهاب والإياب ليعرج إلى منطقة الكرخ التي أحبها وأقام فيها نحو عشر سنوات.
وعلى الرغم من أن أمير الحلو لم يكن بعثيا لكنه حظي برعاية خاصة ولافتة من مسؤولي النظام السابق وتقلد مناصب مهمة في الدولة العراقية أبرزها رئيس تحرير مجلة ألف باء ومشرف على صحف القادسية واليرموك وحراس الوطن في دائرة التوجيه السياسي ومدير إذاعة بغداد كما شغل موقع مدير عام دائرة الإعلام الخارجي وقبل ذلك مديرا عاما في مؤسسة السياحة.
وعززت المواقع التي شغلها الراحل أمير الحلو دوره في المجتمع وقربه من مصدر القرار السياسي.
تعرفت على أمير الحلو شابا يافعا وناشطا سياسيا وقياديا في حركة القوميين العرب عندما كان يتردد على مقهى الريف المطل على نهر دجلة في منطقة الجعيفر في الكرخ في ستينيات القرن الماضي وهذا المقهى كان ملتقى لأبرز التيارات والشخصيات القومية في تلك الفترة.
وفقيدنا الغالي واسع الاطلاع يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة فضلا عن انه كاتب ينشر مقالاته في عدة صحف عراقية وعربية وخلال المهام التي شغلها الراحل عملت معه في صحف القادسية وألف باء والإعلام وبعد الاحتلال في جريدة الجريدة التي أصدرتها الحركة الاشتراكية العربية والذين عملوا مع الراحل أمير الحلو في المواقع التي ذكرناها يحتفظون لأبي خالد سعة صدره وتواضعه واحترامه للآخرين فضلا عن تشجيعه للمبدعين وحمايتهم وتقديم العون لهم.
وخلال سنوات العنف الطائفي التي حصدت أرواح أحبة وأصدقاء من جميع المكونات كان احد ضحاياها الدكتور سعد شلاش فسألني أمير الحلو عن الطائفة التي ينتمي إليها المغدور فقلت له ماذا تعرف عنه فقال اعرفه قوميا عروبيا منذ ثلاثة عقود وقلت له هذه هي هوية الشهيد سعد شلاش سيبقى الراحل أمير الحلو في ذاكرة من عاصره من السياسيين والصحفيين والإعلاميين مناضلا ومثقفا وإنسانا ينزع للتغيير والحوار مع الآخرين، أحب العراق وضحى من اجله..
610 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع