محمد علي الامام
مافعلته داعش في آثار الموصل والنمرود يثير الاستهجان ويثير الاسى لما يجري ولابد ان يسأل البعض لماذا تستهدف احجار لاتؤذي احدا سوى انها تحكي تاريخ مضى وتروي حضارات كانت تبسط هيمنتها وسلطانها في حقبة قد مضت من تاريخ العراق وهو اعرق حضارات العالم على الاطلاق ولكنها اضافة لماورد فانها تجسد قوة وعظمة العراقيين امام دول كانت تدعي القوه والسلطان ولكنها فاقتها علما وقوة وتطورا حتى لم تبقى لها باقيه تحكي تاريخا ولو كان جزءا يسيرا من مآثرها حتى باتت تلملل ما تجده هنا وهناك لكي تصنع لنفسها تاريخا او ما يشبه التاريخ ..
ماجرى ليس كما تصوره داعش من انها اثار اقوام كانوا يعبدون الاحجار وعلى انهم وثنيون وكفار فما يضير الاسلام وجود اثار من قبلهم وقد حدثنا كتاب الله الكريم عنهم وعن آثارهم ولم يصلنا من رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) او اصحابه ومن توالى بعدهم الى يومنا هذا ان تعرض لاثار من سبق ولكن
ليس هناك شك أن إسرائيل خاصه واليهود عامه باتوا بالأمس يعيشون أجمل أيامهم ويرقصون محتفلين لما فعلته داعش الذي يحمل دلالات اخرى غير الذي يقوله قادتها .. يحتفلون بنصر انتظروه اكثر من 3000 سنة.. وهم يرون الملك الذي قهر دولتهم وأذلها كسيرة ضعيفه وقد سال دمها .. قد انتهى مشهد التاريخ الذي امتد ثلاثة آلاف سنة وبدأ بالسبي البابلي.. وانتهى باستشهاد الثور المجنح.. واستشهاد ونبوخذ نصر على يد داعش ..
أليوم ثأرت بني قينقاع ممن سباها واسقط عبثها ومؤامراتها .. اليوم حطمت آثاره وأكلت كبده وأكباد تماثيله.. لقد انتظرت إليهود 3000 سنة كي تحطم ملك بابل وثيرانه المجنحة.. إياكم أن تظنوا أن من كان يحطم تماثيل نينوى والعراق هم وحوش داعش.. لأن الدواعش لصوص وقتلة ومهووسون بالجريمة وبيع البشر والحجر كما فعلوا في سورية في معبد جوبر الأثري القديم الذي أهدوه بمحتوياته لإسرائيل.. والدواعش مهووسون ببيع السبايا واغتصاب الصبايا.. ولا يعرفون شيئا عن التاريخ حتى و ان عرفوا فانهم لايقيمون له وزنا .. هؤلاء عقول متحجره غير عاقلة لاتشبه إلا المعاول التي هدمت النحت والتاريخ والحضاره ..
لكن تحطيم التماثيل التي تحمل جسد التاريخ والتي يتكئ عليها كل الزمن القديم وكل قصص الحضارة هو فكرة إسرائيلية وهاجس يهودي مقدس.. فلا يوجد في الدنيا ثأر مع بابل وملوك بابل وآشور سوى ثأر أورشليم القديمة وثأر فارس .. أورشليم التي سبيت مرتين وتعرضت للخراب مرتين.. لم تنس مافعله بها ملوك بابل وأبطال آشور طوال 3000 سنة.. ولم يقدر عليهم ملوك بني إسرائيل وأنبياؤهم ومن تولى بعدهم .. فأرسلت عليهم داعش وحلفاءها.. وهكذا غسلت أورشليم يديها من دم التماثيل كما ستغسل يديها من دم المسجد الأقصى ومن دم غزه ومن دم الفلسطينين والعرب وجميع المجازر التي ارتكبتها ..
أورشليم الناقمة على بابل التي دمرتها مرتين لاتريد في هذا الشرق أثرا إلا لها بعد اليوم.. وإلا فكيف يمكنها أن تدعي ملكيتها للأرض من النيل الى الفرات إذا بقيت فيها وثائق الملكية المتمثلة بالآثار والتماثيل والنحت الذي ينطق ويتحدث في أي محكمة للتاريخ.. أليس الثور المجنح هو الشاهد الحقيقي الذي تختم به وثائق التاريخ الكبرى للزمن؟؟ هل تصح وثيقة في بلاد مابين النهرين والشرق من دون شهادات النحت وأيقونات الممالك؟؟.. أليست تلك التماثيل المجنحة هي الشهود الحقيقيه على ملكيتنا لهذه الأرض.
اليوم المعركه ليست بين الارهاب والحريه او بين محاور مختلفه اوبين المتطرفين واصحاب العداله والوسطيه وليس بين مجموعات ترى الاسلام بمنظار مختلف وتنفذ فتاوى لايقرها معظم العلماء بل هي حرب بين اورشليم القديمه وبين بابل على ارض العراق وهي حرب انتقام تاريخي وحرب حضارات سادت في التاريخ انها محاوله لطمس التاريخ وتزويره لاحقا وهي محاوله لارضاء نفوس خبيثه تعودت على الانتقام والحقد وهنا لابد ان نذكر ان اليهود ليس وحدهم في هذا بل معهم حلفاء التاريخ الفرس الجدد والروم الجدد اجتمعوا على ارض الرافدين لكي يقلبوا عاليها سافلها ومن هذه الارض سينطلقون الى الكعبه والى القدس والازهر والى كل مقدس لدينا لكي يفعلوا ما كانوا يحلمون به هم ومن معهم من الحالمين الاخرين الذي يشاركونهم احلام الانتقام لامبراطوريات بادت على يد العرب و الاسلام ..
لقد اجتمع اعداء التاريخ والحضاره والانسانيه والذين لم يجدوا لهم بين اوراق التاريخ اسما او فعلا والذين استحدث لهم تاريخ من العدم .. لقد تكالبوا على حضارات العالم التي علمتهم الحرف وعلمتهم كيف ياكلون وكيف يسترون عوراتهم هاهم اليوم يجتمع كل الحاقدين كل المنبوذين من التاريخ وكل حثالات الارض لكي يوجهوا طعنه الى قلب التاريخ وحضارته ليغتالوا صرحا شامخا عاليا يقول لكل الدنيا وباعلى صوت ها نحن هنا نحن من صنعنا الحضاره ونحن من صنعنا التاريخ ونحن من علمنا الانسان الحرف والقلم ..
ولكن ومهما زاد الطوفان على ارضنا فأن النصر سيكون حليفنا في النهايه فهذه ماوعدنا بها ربنا سبحانه وتعالى وعلينا عهد في رقابنا لنجعل من تل ابيب واخواتها أثر بعد عين وركاما لانبقي عليها حجر فوق حجروذلك من اجل تاريخنا الطويل والعظيم ومن اجل حضارة عمرها ثمانية آلاف سنه .. لن يتمكنوا من طمسها وازالتها ولن يتمكنوا من احلال محلها تلموذهم بل ان وعد الله نافذ وسنرى اي منقلب سينقلبون ,,
محمد علي الامام
962 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع