وَرْوَرْ والمعدان.........

                                       

                           ليث رؤف حسن

وقفت سيارة الشركة قرب سيارتي المعطلة وصعدت إليها وجلست في المقعد الأمامي بجنب السائق العراقي (كنت أعمل في الكويت حينئذٍ) الذي كان يعتمر الكوفية والعقال ليقلَّني إلى البيت. بدأت الحديث معه.

شنو أسمك ياولدي؟ وَرْوَر أستاذ, أجاب بكل فخر (1)! إبتسمت, وسألته: منين إنت يا وَرْوَر؟؟ أجابني بعفوية : حَشَاك آنه معيدي! وكررت سؤالي بتعجب منين؟ وأجابني: حشاك معيدي!!! كانت إجابته كالصاعقة. وسألته: لماذا تقول حَشَاك (حاشاك الله)؟ قال لي بأنه من شعب المعدان الذين ينفر منهم سكان المدن الكبيرة و بغداد وينعتوهم بالشرُوگِيَّة وأوصاف أخرى مثل المصاليخ (2) وغيرها من الأوصاف والنعوت العنصرية. تذكرت وقتها كلمات والدي الله يرحمه عندما ذكر لنا بأنه في ثلاثينيات القرن الماضي كان في مهمة عسكرية في الأهوار للقوة الجوية العراقية التي كان فيها كطيار عسكري برتبة ملازم ثاني, كمراقب لعرضات الطيران  والقصف الجوِّي في منطقة الأهوار !!! وهذه كانت تجري بين الحين والآخر تحسباً من أي ثورة محتملة!!! يقول الوالد: كنت في مهيلة (3) (سفينة خشبية كبيرة) أتنقل في الأهوار لتسجيل نتائج القصف الجوي والطلعات وأتنقل بين أماكن معيشة وتنقل المعدان (4) ولأول مرة ألتقي يهؤلاء الأقوام. كنا نشتري منهم الأسماك التي نتناولها على سطح المهَيلَة بين يوم وآخر. وفي يوم شاهدنا مشحوف وفيه بلَّام عاري الجسم ربي كما خلقتني!! نادينا عليه وسألناه, هل يوجد لديك أسماك؟ فكانت هناك سمكة راهية (5) وكبيرة تقبع في قعر المشحوف (6) فعرضها علينا بربع دينار!! وكان هذا الثمن باهضا حينئذ ويضاهي أجر يومين لعامل البناء. فبَازَرْنَاه (7) أي تعاملنا معه على طريقة البازار إلى أن وصلنا معه لخمسين فلساَ فقط. وافق الرجل المصلَّخ على السعر وأعطيته ربع دينار ليرجع الباقي!! وللمفاجأة رد علينا, عمي منين أجيبلك باقي؟ وأشار جسمه الذي لم يكن يغطي فيه أي شيء حتى عورته. فضحكنا في حينه على نكتة المصلَّخ وأخذ الربع دينار بكامله لأننا لم يكن لدينا عملة معدنية في المهيلة. وهذه القصة بقيت في ذاكرتي وصرت أقارنها بعبر أخرى عندما أدرس في كلية بغداد وأسكن في بيت خالتي في كمݒ راغبة خاتون (8) وأنا في الثانية عشرة من عمري وكان أهل أمي القاطنين في منطقة أبناء الذوات في الوزيرية يُحذِّروني من الذهاب خلف السدَّة لئلا يصخمون وجهي الشرُوگِيَّة (9) !! ولم أكن أعرف معنى تصخيم الوجه إلا بعدما إلتقيت مع والدي وشرح لي العلاقة بين المعدان والشرُوگِيَّة وسكان خلف السدة والنظرة الفوقية التي يحملها أبناء الذوات وخاصة من المقرَّبين للسلطة والدولة ومن وعاظ السلاطين وتصل لحد تخويف الصبيان من لقاء هؤلاء المصاليخ الشرُوگِيَّة لئلا يتعلمون منهم سوء الأخلاق ويصخمون وجوههم (يلوطون بهم) (10) !!! منذ ذلك الوقت بدأت أتقرب منهم وأتذكر عظات والدي الله يرحمه لنا. إبني لا تمشي ويَّة أولاد الزناگين (11) تَرَه هُمَّة الذين يفسدون الأخلاق وليس أولاد الشروگية! لأن هؤلاء الفقراء يسعون (أي يَدرسون) أحسن من أبناء الأغنياء وتقدر تتعلم معاهم دروس المدرسة وكل فنون الحياة بدون مداهنة وصبغ وتملق ورقص وكسل وحفلات أعياد الميلاد والفساد والإعتماد على ثروة الآباء في التسلط على أولاد الخايبة من فقراء ومعدان وشروگ!! جيب لك كم واحد من هؤلاء لتدرس معهم على ضوء المصابيح الكهربائية التي يفتقدها هؤلاء التلاميذ في بيوتهم في معسكر اللَّبي!! (ألجنرال ألنبي) ومعسكره في مارگيل البصرة (12) وكان كثيرون منهم يسكنون في هذا الكامݒ الإنگليزي المهجور في المعقل والذين كانوا يعملون حمالين على أرصفة الموانئ العراقية ويدرس بعض من أولادهم في مدرسة المعقل الإبتدائية والمتوسطة وكانوا يريدون التفوق على أقرانهم وبلوغ أرفع الدرجات العلمية كَرَهاً للفقر المُدقَع الذي يعيش فيه أقرانهم وأهلهم . وهكذا تكونت لدي مخزون من هذه الذكريات والعِبَر من والدي الله يرحمه وبقيت أقرأ الكثير عن هؤلاء الفقراء المعدومين والصعاليك (13) بالمفهوم اللغوي (الذي لا يملك سوى مايستر عورته). كان هؤلاء المعدان يسكنون البطائح والمفرد البطيحة (الأهوار) منذ قديم الزمان يأوون كل محتاج وطريط وشارد. وهنا يجب أن نتذكر ثورة يسميها المؤرخون التابعين للسلاطين (ثورة الزنج) والتي كانت من أعظم الثورات في العراق وأطولها مدَّة. وثورة الزنج هذه  بدأت من 255 ـ 270هـ/ 869 ـ 883م وبدأت في مدينة البصرة التي  في شهدت في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) بما عرف بـ"ثورة الزنج" والمثل بعد خراب البصرة عندما هجم هؤلاء الثوار على بيوت الأسياد وخرَّبوها ، والذين ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة – أبو الخصيب الحالية ) قبل أن يقضي السلاطين العباسيين (المقتدر بالله) على حركتهم بعد صراع عسكري شامل وصل لمدينة الكوت جنوب بغداد وإستمر لمدة سبعة عشر عاما ، وذلك عندما جندت الدولة العباسية كل إمكاناتها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها. وكانت البصرة أهم المدن في جنوب العراق وكان جنوب العراق مشحون بالرقيق والعمال الفقراء الذين يعملون في مجاري المياه ومصابها ويقومون بكسح السباخ والأملاح وذلك تنقية للأرض وتطهيرا لها كي تصبح صالحة للزراعة وكانوا ينهضون بعملهم الشاق هذا في ظروف عمل قاسية وغير إنسانية للغاية تحت اشراف وكلاء غلاظ قساة عديميي الرحمة ولحساب  ملاك الأرض من أشراف العرب الوافدين على العراق , واما العبيد فكانوا مجلوبين من أفريقيا السوداء زنوجاً وأحباشاً ونوبيين وقرماطيون إضافة إلى فقراء العراقيين والذي كان يطلق عليهم في ذلك الوقت تسمية الفراتيين كان هؤلاء الثوار الفلاحين البسطاء من عبيد الأرض وبعض من الزنوج بقيادة علي بن محمد الزيدي العلوي النسب كانو يطمحون للتخلص من الحكم الإمبراطوري المتعسف لبني العباس وإقطاعييهم القادمين من أراضي الجزيرة العربية من ملاك الأراضي. هذه الثورة كانت تقضي في تراجعاتها أغلب الأوقات في محميات الأهوار في كنف المعدان المضيافين وهذا مما زاد في كراهية أبناء المدن الكبيرة والعرب الجدد والإقطاعيين لهم وإستحقارهم خاصة وهم من أصول عربية وعراقية عريقة تصل لمعد بن يكرب العدناني (4).



1. ورور 1وَرْوَرْ: قطعة سلاح يدوي يطلق النار من نوع المسدس (ذو ستة إطلاقات) أبو البكرة وهذه الكلمة منقولة من الإنكليزية (revolver) مسدس أبو البكرة.

2.صَلَّخْ  يْصَلِّخْ و مْصَلَّخْ و صْلُوْخ ومصلوخ: نزع ملا بسه, عرى ويعري وعريان عربية الأصل من سلخ الشئ أي نزع جلده وصلوخ أو صُلُخ و مصَلَّخ تعني بالزلط وتعني كذلك كمن ينتزع غطاءه الخارجي (جلده) مجازا وصلخته براشدي تعني ضربتة بكف وصلخ الطوبة بشوت قوي طيرها للسما أي ضربها عاليا ويقال صلخه بزيگ أي عفط له وظرط. وصِلَخَ ويصلخ بچلَّاق اي سلخه أوضربه ويضربه بركلة تسلخ اللحم. أما في اللسان في سلخ فيقول: السلخ كشط الإهاب عن ذيه سلخ الإهاب يسلخه ويسلخه سلخا كشطه والسلخ ما سلخ عنه وكل شيء يفلق عن قشر فقد انسلخ ومسلاخ الحية وسلختها جلدتها التي تنسلخ عنها وقد سلخت الحية تسلخ سلخا وكذلك كل دابة تنسري من جلدتها كاليسروع ونحوه والسلخ بالكسر الجلد وأقتل ما يكون من الحيات إذا سلخت جلدها. والمصاليخ: الطبقة الكادحة النازحة من الأهوار للعمل كحمالين مع المعدان وأبناء العمارة والناصرية في موانئ البصرة. وكانوا لا يلبسون أي شيء يستر أجسامهم في أماكن عيشهم بالأهوار حتى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي ولذا أطلقت التسمية مصاليخ عليهم.

3.مْهَيْلة: المهيلة هي السفينة الخشبية أوالبُوْم والهَيَّالَة : صيادوا السمك في الشط وهم يرمون شباكهم التي تسير مع التيار ويرفعونها بعد فترة لا تقل عن ساعتين ويجنون ما فيها من أسماك وتستعمل في الغالب لصيد الأسماك المهاجرة في شط العرب (صبور وشعم وشانك)  

جِنَّبْ للمهيلات شعر العليها            خنجر واسرد الروح چا وشلي بيها

في المعجم الوسيط في هال: الهَيال.( الهَيَلان ): الانهيال في تتابع. و( هِيلَ ) السَّكرانُ: تخيَّل تهاويل في سكره ففزع لها. وفي لسان العرب في هيل: كل شيء أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ

4.معيدي و معدان ومعيد: كلمة معيدي تطلق على الشخص البدوي أو النبطي من أرياف وحوض الأهوار والمعيدي كلمة قديمة وفيها مثل قديم ومتداول منذ الجاهلية وقبل الإسلام يقول (أن تسمع بالمُعًيدي خيراً من أن تراه). والمعيدي هو ضمرة بن شقَّة بن ضمرة عندما قابل النعمان بن المنذر قال له تسمع بالمعيدي خيرا من أن تراه لغرابة شكله فرد عليه ضمرة: إنما المرأ بأصغريه, قلبه ولسانه إذا نطق نطق ببيان وإذا قاتل قاتل بجنان والرجال لا تُكال بالقفزان. وكان الرجل من تميم. أما عن سببب تسميته بالمعيدي, فالمعيدي تصغير معدي, وهو رجل منسوب إلى معد بن عدنان, جد من أجداد العرب عُرفت ذريته بأنهم أهل قشف وغلظ في المعاش. كانوا ببساطة عرايا ويصيدون الأسماك بالفالة ويبيعوها في أسواق المدن القريبة وكانت نسائهم في أطراف الأهوار تبيع القيمر والحليب ولكنهن كن مكسيَّات. ومن هذه ببساطة لم يكن ليلبسوا شيئا لعدم الحاجة (لكون هذه المجتمعات صغيرة متباعدة عن بعضها البعض يعيش فيها الأقرباء من الدرجة الأولى فقط ولا يستحون من بعض). وكانوا بنفس الوقت منذ السومريين مضيافين للغرباء ويمكن أن يكون فيهم الكثير من البقايا السومرية الذين هربوا من الحروب وكذلك من بقايا ثورة العبيد (الزنج أو الزط) الذين عاشوا ردحا من الزمن مسيطرين على البطيحة (الأهوار زمن العباسيين تسمى البطيحة) وكذلك الثورات المتعاقبة للشيعة مثل ثورة زيد بن علي وثورة المختار الثقفي ولهذا السبب ترى هؤلاء ينتمون للمذهب الجعفري. وفي لسان العرب لإبن منظور في كلمة مَعَدْ: والمَعَدُّ البطن عن أَبي علي ومَعَدٌّ حيّ سمي بأَحد هذه الأَشياء وغلب عليه التذكير والنسب إِليه مَعَدِّيٌّ فأَما قولهم في المثل تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي لا أَن تراه فمخفف عن القياس اللازم في هذا الضرب ولهذا النادر في حدّ التحقير ذكرت الإِضافة ( * قوله « ذكرت الاضافة إلخ » كذا بالأصل ) إِليه مكبراً وإِلا فَمَعَدِّي على القياس وقيل فيه أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خير من أَن تراه وقيل فيه تسمع بالمعيدي خير من أَن تراه وقيل المختار الأَول قال وإِن شئت قلت لأَنْ تسمعَ بالمعيدي خير من أَن تراه وكان الكسائي يقول بالمُعَيدِّيِّ ويقول إِنما هو تصغير رجل منسوب إِلى معد يضرب مثلاً لمن خَبَرُه خير من مَرْآتِه وقال ابن السكيت هو تصغيرمعدّي وقال الشاعر ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ يضرب للرجل الذي له صيت وذكر فإذا رأَيته ازدريت مَرْآتَه وكان تأْويلُه تأْويلَ آمر كأَنه قال اسمع به ولا تره والتَّمَعْدُدُ الصبر على عيش معدّ وقيل التمعدد  التشَظُّف مُرْتَجَل غير مشتق وتَمَعْدَدَ صار في مَعَدّ وفي حديث عمر اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا هكذا روي من كلام عمر يقال هو من الغلظ ومنه قيل للغلام إِذا شب وغلظ قد تمعدد قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ في المَعاش يقول فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم , عليكم باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ اللِّباس وقال الليث  التمعدد  الصبر على عيش مَعَدّ في الحضر والسفر قال وإِذا ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلى اليمن ثم رجعوا قلت تَمَعْدَدُوا ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ إسمان ومَعْديكَرِبَ اسم مركب من العرب .

5.راهِي  رَاهِيَة:مرفَّه و واسع كمثل (عايش عيشة راهية )أي مرفهة و(إشتريت القاط شوية راهي عليَّ وبنيت البيت راهي) بمعنى واسع ورهاوة أي بسعة وبيسر وبرفاهية (عايش أو يتمتع  أو يسوق برهاوة) وقال ابن الأثير سمي رهوا باسم الموضع الذي هو فيه لانخفاضه والرهو حفير يجمع فيه الماء والرهو الواسع والرهاء الواسع من الأرض المستوي قلما تخلو من السراب ورهاء كل شيء مستواه وطريق رهاء واسع وفي لسان العرب في رها: رَها الشيءُ رَهْواً سَكَن وعَيْشٌ راهٍ خصيبٌ ساكنٌ رافِهٌ وخِمْسٌ راهٍ إذا كان سهْلاً وكلُّ ساكِنٍ لا يتحَرَّكُ راهٍ ورَهْوٌ وأَرْهى على نفسه رفقَ بها وسَكَّنها والأَمرُ منه أَرْهِ على نفسِك أَي ارْفُق بها ويقال افْعَلْ ذلك رَهْواً أَي ساكِناً على هِينِتك والرَّهْوُ المَطَر الساكن ويقال ما أَرْهَيْتَ إِلا على نفْسِك أَي ما رَفَقْتَ إِلا بها ورَها البحرُ أَي سكَن وامرأَةٌ رَهْوٌ ورَهْوَى لا تمتنع من الفُجور وقيل هي التي ليست بمحمودة عند الجماع من غير أَن يُعَين ذلك وقيل هي الواسعة الْهَنِ. والرَّهْو الواسِعُ والرَّهَاءُ الواسِعُ من الأَرضِ المُسْتَوِي قَلَّما تَخلُو منَ السَّرابِ ورَهاءُ كلِّ شيء مُسْتَواهُ وطريقٌ رَهَاءٌ واسع وفي الصحاح في اللغة: والرَهْوُ: السير السهل؛

6. Clip_23_resizeمَشْحُوف: قارب صغير من البردي مطلي بالقار يستعمل في الأنهر الجنوبية والأهوار بصورة عامة  وفي لسان العرب في شحف يقول إبن منظور: معنى شحف الشَّحْفُ قَشْرُ الجِلد يمانية. وكان الأولون في الأهوار وقبل عصر القار والنفط وكذلك بعض من السكان الأصليون في أمريكا يستعملون الجلود لتغطية عيدان البردي لوقايته من الماء والتسرب السريع.

7.بَازَارْ أو بَزَارْ و بَازَرَ و إيْبَازِرْ: سوق من الفارسية وصارت كلمة يبازر بمعنى يتعامل أو يفاصل حول السعر وهذه الكلمة مستعملة و منتشرة في الأسواق والمفاوضات  في الأسواق (لا تتبازر وياي على هالشغلة بمعنى اترك الحديث والمفاصلة عن هذه العملية) إشدعوة عليچ هالگد تبازرين على القماش؟ (أما كثيرا عليك المفاصلة بسعر القماش؟؟) وهي من الفارسية بازار وتعني السوق

8.كَمْبْ أو كَمْ أو كَمْݒْ: من الإنكليزية بمعنى معسكر(Camp) وبالتالي اصبحت تطلق على المجمعات السكنية كمب الأرمن عندما هاجر الأرمن والآثوريون من تركيا وجاءوا في معسكرات أول الأمر وكَمْݒْ راغبة خاتون وَكمْݒْ اللنبي في البصرة.

9.شروكي وشركاوي = شروگي وشرگاوي : لفظة عنصرية وسياسية مقيتة تطلق على سكان خلف السدة سابقا والصدر حاليا والكسرة والشعب وبعض مناطق بغداد وتعني القادم من الشرق وأحيانا يقال ش٣ (تكعيب) (شيعي شيوعي شعوبي). ويقول حيدر الجراح في كلمات بابلية وأكدية في اللهجة العراقية ال شروگي: كلمة سومرية ليس لها علاقة بالقادمين من الشرق والشروگي هو السومري المستوطن، يعني انا شروگي اذا انا سومري وعراقي أصيل وغير الشروگي مشكوك في عراقيته. الدكتور علي الوردي الذي عرف كلمة شروگي على انها كلمة سومرية قديمة تعني "المواطن الاصيل" و ان الملك سركون الاكدي كان يلقب ب "شروكين". وتطلق هذه التسمية العنصرية على العراقيين والناس الذين يقطنون أو إستوطنوا شرقي بغداد في أواسط القرن العشرين وسكنوا في الناحية الغير محمية من أخطار الفيضان في ضواحي بغداد الشرقية, أي شرق سدة ناظم باشا. كانت هذه المنطقة تدعى في الخمسينيات من القرن الماضي بمنطقة (خلف السدة) والمقصود بها السدة الشرقية التي تحمي بغداد من الفيضان والتي بنيت في عهد الحاكم العثماني المملوك ناظم باشا. سكان غرب السدة, في الوزيرية, كانوا من الأمراء والوزراء, أُطلقوا لقب الشروقيين (وبالعامية العراقية الشروگ) على سكان خلف السدة قاطبة, لكونهم من طبقة تدانيهم مكانة. والمعروف لدى أهل بغداد بأن هؤلاء السكان كانوا من فقراء العامة الهاربين من نير الإقطاع في القرى والأرياف ويتكلمون بطريقة الوسط وجنوب العراق وبلغة تغلب عليها العامية العراقية المشبعة بالمصطلحات الفلاحية والسومرية والأكدية والكثيرون منهم يدينون بالمذهب الجعفري ولكون سكان منطقة الوزيرية من الوجهاء الذين كانوا يمثلون الطبقة الحاكمة وغالبيتهم من المذهب الآخر فقد اصبحت التسمية (الشروگ) تطلق على كل فرد يتحدث بلغة اهل الجنوب ولايتقن اللهجة البغدادية. وذلك كان من نصيب سكان خلف السدة أولا ثم عمم على ابناء الوسط والجنوب وبالأخص معدان الأهوار. فأصبحوا يدعون شروگ بلفظ عنصري مقيت. راجع كتاب المگاريد من تأليف محمد الأخرس.

10.صخام أو إصْخَامْ وصُخمان:ال سُخَام أو بقايا النار على كثير من التسميات أو السنَّاج بالعربية الفصحى (إصْخَامْ ال صَخَّمْ وجهك على هال عملة السودة المْصَخُّمَة) (لَكْ ليش صَخَّمِتْ وجُوهنَا وسِقَطِتْ بالمدرسة؟؟) (لا تْزَيِّد النفط بالݒرَيمِز تَرَه يطلع صخام على الجيران) (طِلعَت البنيَّة ويَّا الرياجيل وصَخِّموها أي كسروا شرفها وسوَّدوا وجهها دلالة على العار) راجع كلمة سْوْدَة التي تُقال للتأسِّي على شئ أو شخص ما (أصابني الحزن وغطيت نفسي بالسواد) والسواد أعَمّ علامات الحزن في العراق منذ الأزل. سودَة بوجهك وصخام صَخَّمَك وطين براسك وغيرها للتعبير عن الحزن أو الويل أو على محبوبٍ فُقِد. وتستعمل أيضا مجازيا عندما يقال للبنت صخموها أي فعلوا بعا وضيعت شرفها وكذلك للولد. ومن لسان العرب في سَخَمَ: والسُّخْمَةُ السواد والأَسْخَمُ الأَسود وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي والسُّخامُ بالضم سواد القِدْر وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده والسُّخامُ الفَحْمُ والسَّخَم السواد وروى الأصمعي عن معتمر قال لقيت حميريا آخر فقلت ما معك قال سخام قال والسخام الفحم ومنه قيل سخم الله وجهه أي سوَّده. وفي مختار الصحاح في سخم : السُّخْمَةُ السواد و الأَسْخَمُ الأسود و السُّخَامُ بالضم سواد القدر و سَخَّمَ الله وجهه تَسْخِيماً أي سَوَّدَهُ.

11.زنكين = زَنْگِيْنْ  زَنْگِيْنْة: غني أوغنية من التركية (zengın) ومن أكثر من أشتهر بها ساره الزَنْگينة  الشخصية  البغدادية المعروفة وفي الأمثال البغدادية (بحجاية الزَنْگِيْنْ تِخلَص شمعة الفقير) كناية عن من يضيع وقته وماله فيما لا فائدة فيه.

12.مَاركيل = مَارگيل: منطقة ومدينة المعقل في البصرة وقد فرنجها الإنكليز بهذه التسمية (Maaqil) وعربها المعدان بماركيل.

13.معنى صعلوك في معجم اللغة العربية المعاصرة : صُعلوك [مفرد]: ج صعاليكُ: 1) فقير لا يملك شيئًا "عاش صُعلوكًا لا يملك شيئًا- كلّ صعلوك جوادٌ: الفقير يجود بكل ما لديه" صَعاليك العرب: لصُوصُهم وفُتَّاكُهم. و2) متسكِّع يعيش على الهامش، محتال، متشرِّد "يكثر الصَّعاليك في المدن الكبيرة لارتفاع البطالة".

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

616 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع