د.عبدالقادر محمد القيسي
ليس منا من لا يخطئ ولا ينحرف عن سنن الحق، وفينا من الغرائز والطباع ما يميل بنا إلى الرشد والغي، والخير والشر،
وليس كل إنسان يعرف خطأه أو يهتدي إليه، وبذلك كان من حق الأخ على أخيه، أن يبصره بخطأه وينصح له في أمره، وجب على من رأى اخ او صديقاً له يظلم نفسه أو يظلم غيره أن يحول بينه وبين ذلك، إبقاء على حق الأخوة ودفعا للأذى، ويوم يتساهل الناس في هذا الحق، فيتملق الصديق لصديقه، ويهمل الأخ أخطاء أخيه ويسقط الحق في النصح والإرشاد، تسوء علائق بعضهم ببعض وتنقلب الصداقة إلى عداوة، ويصبح أمر المجتمع فوضى، يموج بالشر والإخطاء، وسأتناول موضوع مقالتي وفق جزئيين، الأول: اسطر به تحولت نصيحتي الى اتهامات في مجال المحاماة، والثاني : اذكر فيه كيف أصبحت النصائح اتهامات في مكتب رئاسي معروف، وأقول:
فيما يخص المحامين والمحاميات:
في عام 2005 طلب من نقيب المحامين كمال حمدون (رحمه الله) ان استلم رئاسة غرفة المحكمة الجنائية المركزية في ساعة بغداد، بسبب الفوضى التي تعانيها رفضت بشدة، واخبرته، باني محامي في القضايا المدنية ولدي اكثر من ثلاثون دعوى مدنية ولا استطيع ان امارس عملي بفعالية والمحكمة فيها مشاكل عديدة بسبب تواجد القوات الأجنبية المحتلة ومن اكبر المحاكم بالعراق وتنظر قضايا الإرهاب والنزاهة وفيها تتواجد كافة مسميات الأجهزة الأمنية، وهناك تسيب كبير في عمل المحامي؛ بسبب ضعف الرقابة المهنية من النقابة والبلد تضرب اطنابه الفوضى الأمنية، وعاد المرحوم وكرر علي نفس الطلب بعد أسبوع وبحضور الأستاذ وكيل النقيب ضياء السعدي واخبروني بانهم اختاروني لهذه المهمة وهي تكليف وطني مهني وعليك الموافقة، وامام هذا الإصرار وافقت وقلت لهم اريد شهر لأجل ترتيب وضع الدعاوى المدنية لان هذه المحكمة تحتاج تواجد يومي، وباشرت بعملي، وما ان وطأة قدمي للمحكمة حتى بدأت المؤامرات تحاك من بعض المحامين ممن كانوا يطمحون برئاسة غرفة المحامين، وقابلت الامر برحاب صدر وشفافية وبعدها اصبح المحامين المتآمرين علي أصدقاء اعزاء ولا زالوا، لانهم تفهموا مهمتي وعرفوا مقدرتي بإدارة الغرفة، واستطعت ان اتجاوز مشاكل عديدة في المحكمة برفع شعار وإعلان مكتوب، عممته لكافة المحامين بان يمارسوا عملهم بمهنية وضمن القانون وان يتركوا أي نقاشات سياسية او دينية؛ لان المحكمة لا تتحمل تلك النقاشات لضخامة عملها وخطورة القضايا التي تنظرها ولان القوات الامريكية واعية وتراقب تحركات كافة المحامين واولهم انا، وعلمت ان هناك نفر ضال من المحامين والمحاميات يعمل لصالح هذه القوات واستطعت والحمد لله ان أوقف البعض منها، وطيلة عملي بالمحكمة مع القوات الامريكية باعتباري كنت مسؤول مكتب التنسيق عن المعتقلين العراقيين مع القوات الامريكية فيما يخص عمل المحامين، ولشدة التهديدات وخطورة عمل المحامين وبالذات عملي انا، ولاغتيال اكثر من اثنا عشر محامي عدى الذين تركوا العمل في المحكمة بسبب التهديدات من القاعدة ومليشيات وغيرها، عرض علي الامريكان تقديم طلب اللجوء ولأكثر من سبع مرات ولحد انتهاء عملهم في عام 2010 لكني رفضت وكانوا يستغربون من ذلك، واعطوني باج لزيارة أي معتقل موجود على ارض العراق وكنت استطيع ان أكون بوفرة مالية من جراء ذلك، لكني لم اذهب ولو لمرة واحدة لزيارة أي معتقل من خلال هذا الباج، واستمر عملي تحت التهديدات الهاتفية والمباشرة ووصلت الى حد إقامة الدعاوى الكيدية بحقي لأكثر من خمس مرات، وكنت اجابه سيل من الانتهاكات لحقوق الانسان وبمختلف اشكالها، وخاصة انتهاكات المحامين لأطر وسياقات مهنة المحاماة وبطريقة وقحة ومؤلمة واشد ما كنت اعانيه تجاوزات بعض المحاميات المخزية، وعندما كنت اتصدى لها، علي معرفة ان بعض المحاميات كائن (جغرافي) يحاول دائما إخفاء (تاريخه)!!، وعلي ان افكر باثرين ينتج عن ذلك، الأول: ان اتهم باني اتحرش بالمحامية وقد حدثت معي لأكثر من سبع مرات وواحدة منها تدخل نقيب المحامين (اسود المنشدي) رحمه الله في وقتها واعتذرت المحامية مني امام المحامين في الغرفة، والامر الثاني: علي التهيئة لاستهدافات تجري في الظلمات وكنت اعلم بأكثرها، وقد طلبت بعد هذه الحادثة من نقيب المحامين المرحوم المنشدي، ان استقيل من الغرفة لان عمل المحكمة وأداء محاميها بات يشكل خطورة عليّ، خاصة وجدت بعض المحامين والمحاميات من يقوم بتحريض بعض ضباط التحقيق بزج اسمي في إفادات لمتهمين لقاء مبالغ مالية، ورفض المرحوم اسود المنشدي ذلك مني، وكررت الامر عليه بعد ثلاثة اشهر وبحضور الأستاذ هشام الفتيان بسبب الأجواء المشحونة وضعف رقابة نقابة المحامين وكثرة الاتهامات المفبركة التي توجه لي، وهي قاسية بسبب صدورها من محام، وأيضا تم رفض الامر واخبرني أستاذ اسود المنشدي بالنص(انته تعمل في مجال الخدمة العامة والذي يعمل في ذلك عليه ان يتوقع اتهامات يومية والمحامي المهني الشجاع يتحمل ذلك وانته بشهادة محامين وقضاة التقيت بهم اثنوا عليك وهذا نادر ما يحصل ان ينال رئيس غرفة رضا القضاة والمحامين فاذهب لعملك ونحن داعمون لك..)، وبعدها بفترة، كانت هناك أوراق منتشرة في ارجاء المحكمة تشهر وتقذف ببعض المحاميات وكان لها صدى كبير؛ لان الكلام فيها مؤلم ومخزي، وحاولت ان اعرف ما وراء ذلك والتقيت بزميلة لي وهي من اقرب الزميلات لي واعزها لأنها رفيقة الدراسة بالرغم من انها كانت وباعترافها تحوك المؤامرات ضدي في الكلية لأجل رسوبي، وكنت من المجتهدين واعمل ملازم دراسية لا زالت لحد الان يستعين بها طلبة القانون في اكثر المحافظات وكانت هذه الملازم مصدر اعجاب الطلبة وقلق وتصرفات مؤذية من بعض الاساتذة، المهم اخبرتني بان وراء تلك الأوراق محامي ما يعرفها، لكني فوجئت في اليوم الثاني بان ارسل بطلبي رئيس المحكمة الذي كانت تربطني به علاقة مهنية طيبة جدا وكان متعاون معي جدا حيث تجاوزنا انتهاكات عديدة ولولاه لكان هناك دعاوى جنائية بحق محامين عديدين متهمين بالتزوير وانتحال الصفة وغيرها، دخلت الى غرفته واخبرني بانه حضر الى غرفته ست محاميات ممن وردت اسمائهن بالأوراق التي تم رميها في ارجاء المحكمة باستثناء احداهن رفضت الانضمام لهن، واخبرني بانهن يتهمني باني انا وراء ذلك، واخبرني بان الامر تافه جدا وانه لم يتفاعل معهن لان اللغة المكتوب بها المنشور لغة نسائية تشهيرية دافعها تنافس مهني وتم رميها في ارجاء المحكمة من خلال الاتفاق بين محامية واحدى الحراسات، واكد لي ، ان بعض المحاميات ثرثارات محبات للظهور الفخم مغرمات بالوشاية، وقلت له ان ذلك صحيح لأني يوميا اتلقى هواتف ليلية من بعض المحاميات لأجل التنكيل بزميلتها وبطريقة تثير السخرية والاشمئزاز، وبعدها اخبرني بكلام، ما نصه(لا دير بال تره الساعة الثمينة لا يلبسها الخبازون والحليب المجفف لا يصنع الرجال امضي لعملك وانا داعم لك..)، واخبرته باني لم اداوم منذ يومين لان ضغط عيني مرتفع، واخبرني بانه يعرف ذلك لأنه ارسل بطلبي ولم يجدني، واني كيف لي ان اشهر بمحاميات وانا رئيس غرفة ومردود ذلك ينعكس على عمل المهنة ككل، فأكون بذلك كالطبيب الأحمق يداوي المعدة باقتلاع العيون، والمؤسف في وقتها ان من قاد المحاميات لذلك محاميات عزيزات، ومنهن من كنت قد عاونتها في معرفة اخبار والدها المفقود ولشهور وداعم لها كثيرا والأخرى من اعز المحاميات عندي لقربها المهني والاجتماعي مني وبطريقة مميزة بحيث أدت الى اتهامي باني داعم لها وعملها، وعلمت بان وراء دفع المحاميات لذلك احد قادة الحراسات، بسبب منعي بعض المحاميات من التحدث معه، وكنت دائما انبه المحاميات والمحامين على أمور عديدة لأجل تفادي المحاسبة ولأجل عكس صورة للمحامي تكون ناصعة وتجسد رسالة العدل وملاذ المظلوم، وكنت اعلم باني اواجه صعوبات قد تتطيح بي لأني من كثرة حجم المؤامرات والتهديدات كنت يوميا أتوقع ان اجد هناك امر قبض صادر بحقي لدى دخولي المحكمة، واستمر عملي بتلك الوتيرة المقلقة والتي كانت تسبب لي ارق يومي في الليل وعاودت طلب تركي غرفة المحامين وامام النقيب السابق ضياء السعدي وكانت مرتين الأولى شفهية والثانية تحريرية وأيضا رفضها، وفي احدى المرات دخلت للمحكمة مبكرا وارسل بطلبي رئيس احدى الهيئات الجنائية الافاضل، ودخلت كرفانه ووجدت ان الكرفان ممتلئ للأخر من قضاة افاضل(تحقيق وجنايات) وبحدود عشر قضاة وليس هناك مكان للجلوس، ووجهت لي مباشرة اتهامات باني ممثل للإرهاب بسبب منعي لذهاب المحامين للانتداب في مقرات الأجهزة الأمنية واني داعم كبير لأحدى المحاميات التي تعمل بدعاوى قادة للقاعدة واتهامات أخرى لست بصددها، وبعدها طلبت منهم ان اجيب على تلك الاتهامات، واخبرتهم هل انا متهم ام مجرد استيضاحات، واخبروني ان ارسلنا بطلبك بصفة شخصية وبإمكانك الجلوس، واخبرتهم بان امر منع ذهاب المحامين للمراكز الأمنية، امر لست انا من أصدره بل أصدرته النقابة، وقد أعطيت نسخة من الامر لرئيس المحكمة، واعتقد انتم تلتزمون بأوامر وتعليمات مجلس القضاء الأعلى، اما امر دعمي للمحامية فاني تربطني بها علاقة اجتماعية قديمة مع أهلها وانها رفيقة الدراسة ولا أرى هناك دعم خارج السياقات المهنية، اما موضوع موكلها المتهم( ) وحصول مشادة كلامية بين رئيس الهيئة والمحامية وقعت امامي كوني محامي معها، فأخبرتهم باني رفضت ذلك وانبتها وتركت الدعوى، واني وكيل لساعتين فقط، ولاحظت في وقتها الكلام بحقها كان مؤسف ويشير الى أجواء غير صحية بحقها، وخرجت بعدها من الكرفان بعد ان انتهت الأمور بودية وشفافية وذهبت الى رئيس المحكمة والذي اخبرني بانه رافض لهذا الاستدعاء لي وابلغته باني لم اقلق من ذلك والقضاة اخوة لي وحسنا فعلو لإسلال سخيمة الصدور، وبعدها التقيت بالمحامية العزيزة وتظاهرت لدي ان ابلغها بان تترك المحكمة لان الأجواء السائدة بحقها من قبل السادة القضاة غير مناسبة لبقائها تمارس عملها ولإحساسي بخطورة عملها في المحكمة، اخبرتها، وكنت منزعج من الاتهامات التي وجهت لي في وقتها، وانزعجت كثيرا، وكنت أتوقع ان نصيحتي تلك تكون ، مصدر تقدير واعتزاز منها خاصة هي عندي زميلتي العزيزة، لأني كنت ولا زالت لا اقبل ان يوجه لها أي كلام لأني اعرفها واعرف اخلاقها واعتبرها قانون خاص لي، وكانت هناك تنافسات بين المحامين كانت هي ساحة لبعضها بسبب كثرة وفوضوية عملها، لكني فوجئت في اليوم الثاني ان يرسل بطلبي احد السادة القضاة الذي كان حاضرا يوم امس، ودخلت وفوجئت بان المحامية العزيزة جالسة عنده ونظرتها تجاهي حادة وقاسية، وسلمت وجلست واخبرني القاضي الفاضل: باني طلبت من المحامية، ان تترك العمل في المحكمة لأننا(القضاة) غير راضين عن أدائها، وكان الامر علي كالصاعقة لان في ذلك انتهاك كبير لسرية اللقاء وانتهاك اكبر للثقة بيني وبين القضاة ودافعت عن نفسي بطريقة تنقذني من الاحراج ولعلها تتراجع عن اتهاماتها لحساسية الموقف وحراجته، لكنها قامت من كرسيها واقسمت على القران الكريم الذي امام القاضي مؤكدة باني قمت بإبلاغها بذلك، واصبح وجهي خالي من أي قطرة دم، لكن القاضي كان ذكي جدا وعرف ابعاد ذلك وتدارك الموقف بان ابلغها بان يكون ميدان طرح هذه المشكلات النقابة وليس القضاة وعليها مراجعة النقابة، وبعدها طلب مني القاضي الفاضل البقاء بعد ان خرجت واخبرني باني أخطأت وكان عليّْ عدم توصيل ما تم تداوله في اللقاء اليها، وبعد فترة تجاوزنا تلك المشاكل وتأكدت ان عملها فوق كل اعتبار، بالرغم من ان مدفعية اتهاماتها لي لا زالت قائمة رغم اتهامي بالإرهاب وتهجيري وتشريد عائلتي، لكني لم ولن اتحدث عنها ولو حرف واحد لأني اعزها واحترمها وتبقى لها مكانة لأنها ساعدتني وكانت تخفف عني كثير من ضغوطات عملي المرهق والخطر كزميلة، وعلمت ان النصيحة في هذا الوقت صعب جدا تقبلها في ظل صراع المكاسب وسلطة الدولار البشعة التي تهيمن على كثير من المحامين وبطريقة تسقط عنهم انهم رسل للإنسانية وعليهم تطبيق نصوص قانون المهنة، انقلبوا الى سماسرة وتجار ومحتالين ومزورين وسلع للاقتناء وغيرها، وفي احدى المرات اخبرني احد المحامين الاجلاء وكنا نشرب القهوة بانه يعشق احدى المحاميات بطريقة متبادلة وانها تضايقه عندما تجده يتحدث مع محامية وانه لا يقبل ان يمس حبيبته أي كلام من أي احد وقلت له بعد ان لاحظت على محياه مشاعر جياشة تجاه تلك المحامية، ان المرأة كفنجان القهوة على كثر ما فيها من حلاوة لكنها مرة في مذاقها، والمرأة نحلة تطعم الرجل عسلها شهرا لتعاقبه باللسع طول العمر، وحدثت مشكلة بينهم كنت انا من حلها عندما تم تزوير شهادتها وبطريقة مكشوفة ومضحكة ولا أخلاقية، وقد أتهمته بانه هو وراء ذلك بسبب خوفه عليها وتقديم النصح لها دائما، وكنت قد ساعدته بغلق الموضوع، وكان ساعي نشط في سبيل ذلك رغم اتهامه هو بتزوير شهادتها، واخبرتها في وقتها ان التزوير الذي تم في شهادتك تزوير صادر من شخص ساذج جدا ولا يفقه في القانون شيء وان الامر وراءه دوافع غايتها الشوشرة فقط، خصوصا ان الكلية التي تخرجت منها معروفة وبإمكانها تأكيد ذلك وفلان يعرف بذلك بسبب علاقتكم القديمة فكيف تتهمينه بذلك، وتم تجاوز الامر بينهم وكنت انظر لعلاقتهم بطريقة اعجاب لحجم الحب الذي بينهم رغم المشاكل الكثيرة التي تحدث بينهم، لاسيما ان المرأة إذا أحبت كانت ملاكا كريما، وإذا دبت الغيرة في قلبها تبدلت شيطانا رجيما !!، ولكل شيء توقيت حتى المشاعر لها فترة صلاحية في هذا الزمن، وسئلته في احدى المرات هل تتزوجها لو لم تكن متزوج فأجابني بانه الان يتزوجها لو الأجواء مناسبة، فعلمت ان للحب سلطان فوق القانون، بالرغم من أنى علمت مؤخرا انها بدأت تعامله كصديق ومن أغبى النساء هي من تصدق أن الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة بريئة، لان الحب كالحرب من السهل أن تشعلها، لكن من الصعب أن تخمدها.
فيما يتعلق ببعض موظفي مكتب رئاسي معروف:
من هذه الحوادث وغيرها تأكدت ان النصيحة وعمل الخير وتفادي مشكلات عديدة ضريبتها علي كانت فادحة ومؤلمة، وانتقلت هذه الحالة( النصيحة تصبح اتهام جاهز) عندما ارتبطت بعمل مع مكتب نائب رئيس الجمهورية السابق، وبعد اتهامي بالإرهاب ظلما وعدوانا ولأغراض سياسية، ويجب ان أكون انا وغيري وقودها لحرق هذه الشخصية، وبسبب هذه الاتهامات وضخامة ضررها علي كنت اوصي بقية المتهمين والمنتسبين لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ان يكونوا متحابين متواصلين لا قاطعي للوصل وان يقوموا بمساعدة الاخرين من يستحق المساعدة ولأني كنت مطلع على كافة المجريات، كنت انبه الكثيرين من أمور عديدة قد يكونوا غافلين عنها وكانت بداية نصائحي وتحذيراتي لها صداها لدى الجميع وكانت الزيارات والهواتف لا تنقطع عني نهائيا، وبعدها وفي نهاية عام 2012 بدأت هذه الزيارات والهواتف تضمحل بطريقة تتناسب طرديا مع المصالح الشخصية لذلك الشخص ومدى احساسه بان الخطر عليه وحسب تفسيره، قد زال وعليه مغادرة وترك ما ادلي لهم من نصائح وتحذيرات، وقسم كبير منهم بدأ بالمباشرة في الوظيفة، وأول عمل قام به، تنكره لعلاقته بي ولكل من هو متهم، وباعوا العهد والوعد، وبدأ حديثه ينتشر بفعالية بانه بريء من أي فعل جرمي وكأن الباقين جناة وبطريقة لا تنم عن رجولة وشهامة، لأجل بقاء تمتعه بالمكاسب المادية ساري المفعول، ولا يوجد أسوأ من الذي يتنكر لوالديه واخوته وأصدقائه ولا يوجد أحقر من الذي يتبرأ من وطنه، ورغم ذلك كنت أوصل رسائل لمن احس عليه خطورة؛ كونه لا يدرك ماهية الاتهامات عليه او يحاول تغافل تلك الاتهامات، من خوفي عليهم ليس الا، بل منهم من هو راس المثلث الفعلي بالاتهامات في قضية نائب رئيس الجمهورية ومن ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية والجيش في السابق، يحاول ان يجد لنفسه مبررات ساذجة عقيمة وصلت الى حد توجيه الاتهامات لي وبطريقة ليس لها ادنى ما يزكيها لا من الوجهة الأخلاقية ولا الشرعية الا في مخيلتهم، في بداية عام 2013 نشرت مقالة بعنوان( تنصل المسؤولين العراقيين عن حماياتهم ..) للكاتب صلاح مهدي وطلب مني بداية، كتابة رد عليها واخبرتهم، باني ضد الرد لان في ذلك توسيع لمساحة القراء مما يجعل نتائجه غير صحيحة، لكني أفاجئ بعد يومين بان أكون انا المتهم بكتابة تلك المقالة، ويتم بعدها نشر مقالة للرد على المقالة المقصودة من محام(م) الذي كان من أصدقائي وانا من جعله محامي لنائب رئيس الجمهورية وانا من دعمه، وكانت المقالة بائسة بمجملها وتحمل في طياتها اتهامات باطلة تتجه بوصلتها باتجاهي، ولم يكن للمحامي(م) له فيها الا تأطيرها باسمه، والحمد لله تم الرد على المحام(م) من كاتب المقالة المقصودة برد اقل ما أقول فيه انه صادم بحق محام ادخل نفسه بلعبة لا يعرف كعادته منحنياتها وارتفاعاتها ونهايتها، وكان هدف المحام(م) التقرب زلفى من نائب رئيس الجمهورية كونه يمثل حزبه في محافظته، وبئس ما فعل بحقي لان للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته، والتقيت بعد فترة بشخص قريب جدا من نائب رئيس الجمهورية واخبرته باني بريء من كتابة أي مقالة لا تحمل اسمي واني مستعد للقسم على المصحف الكريم امامك، واخبرته اني أرسلت لنائب رئيس الجمهورية قبلها رسالة عبر البريد الالكتروني فيها من العتب والكلام يفوق ما ورد في المقالة بمرات عديدة واني لا أخاف من احد اذا اعتمرت بعقلي فكرة الكتابة عن شيء ولا يوقفني أي مانع واني ناطق بالحق، داعٍ ومرغب في الخير وأريد حل الاشكال الذي حدث.
مع التنويه ان المقالة المقصودة بعد ان قراتها كانت رائعة بسبة 80% فيما يتعلق بالوقائع والحوادث والحقائق التي وردت فيها وكنت أتمنى ان أكون انا كاتبها، لكني لست مستعدا للبوح بهذه المعلومات، و20% من المقالة كان غير صحيح في جزء منه والجزء الاخر تضمن محور عنوانه (بان لا يجوز ترك المتهمين بلا محامين حتى وان كانت القضية معلومة بانها سياسية ولا يفضي عمل المحامين لشيء) واعتقد ان ذلك كان خطأ كارثي وقد حصل وتم سحب كافة المحامين من معتقلي القضية وتركهم بلا محامين يرعون شؤونهم القانونية، وقبل هذا الاتهام كنت اعاني باختراقات عالية المستوى على ايميليّ والفيس بوك والفايبر والتانكو ووصل الامر الى غلق حاسبتي وانا ورائها، وظهرت لي بطاقة باني علي مراجعة وزارة الداخلية ودفع مبلغ من المال بالدولار وحاولت فتح او اغلاق الحاسبة لم استطيع ولم استطيع فتحها واصلاحها الا من خلال سوريين بارعين بالهاكرز واخبروني باني تعرضت لاختراق عالي المستوى والامر يحتاج مني التدبر والانتباه، واستمر الامر بنفس الوتيرة، وغادرت الى بريطانيا، وعلمت بعدها بفترة باني كُتبت مقالة بحق احدى المحاميات العزيزات الغاليات كزميلة دعمتني كثيرا، باسم وهمي واني اتصلت بسرمد الطائي لأجل نشرها على موقعه، وبحثت عن المقالة المزعومة ولم اجد لها أي اثر بالمواقع الإلكترونية، وعندما سئلت احد الاخوة الذين تحدث مع المحامية ذكر لي معلومات لا يعرفها الا من كان في المحكمة ومن المقربين جدا لدوائر القرار وحياكة المؤامرات وانا بعيد عن ذلك، وثم اني كنت في المحكمة اعرف الأكثر من ذلك ولم اتحدث فكيف لي عمل ذلك، واننا بذلك، تستطيع أن تصطاد الأرنب بالجزرة لكنك لا تستطيع اصطياد الجزرة بالأرنب، والمسالة الأهم اني لست مستعدا لا نفسيا ولا مهنيا ولا أخلاقيا ان اتحدث على تلك المحامية، وكنت زميل لها صادق والصادق لا يمكن أن يرفع في وجهك البنادق، عندها ايقنت بان الامر ان كان دقيقا، فيه اختراقات كما حدثت معي عندما ارسلوا من ايميلي وصفحتي بالفيس بوك أفلام اباحية ورقمي الفايبر أيضا استخدموه بأرسال كلام جارح لاحد المحامين الأعزاء واثنين اخرين وكذلك تم التشهير بي في المواقع الالكترونية لأكثر من 35 مرة وبطريقة فيها إساءة للسمعة واحدها تم اجراء تحقيق معي من قبل مجلس القضاء الأعلى ورئاسة الجمهورية وتم دحضها جميعا والحمد لله، والصابون غير قادر على تنظيف الأفكار والمعتقدات القذرة، والظالم له قلب يحس ولكن ليس له ضمير يؤنبه، وليس كل من امتطى جوادا أصبح فارسا وليس كل فارس يمتلك جوادا.
وفي نهاية عام 2014 كُتبتْ مقالة بعنوان(الإرهاب الداعشي ينتقل من مكتب الهاشمي الى مكاتب النجيفي وسليم الجبوري) تناول فيه كاتب المقالة أمور لا اريد ان اكررها لأنها تافهة وساذجة وطائفية ولا تستحق الذكر، ومختصرها ان هناك (متهمين من مكتب الهاشمي يباشرون وظيفتهم برئاسة الجمهورية وانهم خطر) وفي وقتها طلب من الرد عليها وكتبت مقالة للرد عليها وارسلتها لمن طلبها مني واخبرته راي بان لا يكون هناك رد لان الامر لا يستحق ذلك وبالرد عليه نكون قد حملناه اكثر مما يتطلبه، وتم بعدها تجاوز الامر ولم يتم الرد وبعدها بأسبوع تقريبا أرسلت لي مقالة على ايميلي أرسلها لي احد الاخوة خارج العراق تحمل نفس عنوان المقالة ولم افتحه والله والله والله ولكنه بعد يومين، اتصل بي واخبرني هل قرات المقالة المرسلة فأخبرته اني قراتها سابقا وكتبت الرد عليها فاخبرني بانها ليست نفسها وانما تكملة لها وعلي قراءتها وتدقيقها، وقراتها ووجدتها اتفه من سابقتها ولا تحمل اخلاق أي كاتب مهني، ووجدت ان الكاتب لديه مقالات عديدة وعلى نفس الموقع وانه كاتب معروف بطائفيته خصوصا ان ثنايا كلامه تنطق بذلك، ومضى الامر لكني أفاجئ وبعد اكثر من ثلاثة اشهر بان يتصل بي صديق من خارج العراق يبلغني بان هناك نفر قليل يوجه الاتهام لك بانك انته وراء هذه المقالة لأنك كنت تنصحهم وتحذرهم بان لا يعودوا للمنطقة الخضراء حيث دوامهم، واستغربت ولم أفاجئ لأني تعودت، هل النصائح تتحول الى اتهامات، الا يرعوي اصحاب النفوس المظلمة التي لا ترى في الآخرين إلا كل نقص وعيب، ما هذه الدنيا وما هؤلاء الأشخاص الذين يحكمون بالمال والجاه والمظاهر الخادعة ويَزِنون الناس بميزان التراب والطين وينظرون إلى الناس بمنظار المادة والدولار والطائفة والعرق، والححت لمعرفة من هؤلاء لكنه ابى ان يخبرني لكني عرفتهم لوجود سوابق بذلك ومن خلال حصر العلاقات، وان مثل تلك الاتهامات تصدر من نفر ضال كانوا يعملون في الأجهزة الأمنية السابقة ودوائر عسكرية وكان عملهم يعتمد على ترهيب وتهديد المواطنين متنكبين السلطة والنفوذ التي كانوا يتمتعون بها وكانوا يمارسون ابشع الصور في ترويع الامنين واصبحوا يتحدثون عن من يمارس ذلك بطريقة ملؤها قلب الموازين وضياع العدالة وفيها يحكم على الأبرياء بالفساد ويخون الأمين ويستأمن الخائن، ومنهم من هو متهم رئيسي بقضية نائب رئيس الجمهورية لكن شاءت ضوابط الاتهامات السياسية ان يتم عدم متابعة تنفيذ أوامر القبض الصادرة بحقهم، واخذ هؤلاء وبصيغ عديمة الرجولة يوجه الاتهامات الى اسيادهم لانهم يباشرون وظيفتهم ؟؟؟؟؟ هل هناك اتهام ساذج وسطحي لهكذا اشخاص بالرغم من انهم مضى على دوامهم اكثر من ثلاث سنوات، لكن ضحالة تفكيرهم وسوء اخلاقهم وصل بهم الى وصلوا اليه ويضيفون على باطلهم مصالح وهمية، واننا لسنا ممن يظهرون النصح والإشفاق ويبطنون الحقد والحسد، وهم يعلمون اني لو اردت ايذائهم فإن الامر لا يحتاج الى مقالة او غيرها، وتأكيدا لذلك طلب احد المحامين مني بان يكتب طلب يبين فيه حقيقة وطبيعة عملي في رئاسة الجمهورية، واتضح لي ان كتابة مثل هذا الطلب سيزُج بمستشار ومدير دائرة مهمة في الرئاسة وهو صديق لي بالرغم من انه لم ينصفني وساهم في ايذائي؛ لكني والله طلبت من المحامين ان لا يقدموا الطلب، وتحملت الامر، اني رجل (باعتقادي) اعمل باطر أخلاقية ومهنية لا تسمح لي ممارسة هكذا أدوار؛ خصوصا اني لم اقم بإسكان اشخاص معي في بيتي وهم منكوبين واطلب منهم دفع استحقاقات السكن مناصفة رغم ضعف حالتهم المادية وبدون راتب اهذه اخلاق الفرسان؟ فأقول لهكذا أناس من شذاذ الافاق وممن يخافون ان يشتروا اثاث لبيتهم ويضعون تلفزيوناتهم على (بلوكات)وممن كانت تدرس نظرياتهم الأمنية وبحوثهم في ارقى المدارس والجامعات الأمنية، عندما تختل الموازين يكون صاحب الباطل محقا وصاحب الحق متهما وتكال له الاتهامات ويتقول عليه حتى يصير علما على الباطل، يا من كانوا يعملون بإيذاء المواطنين سابقا بعملهم بأجهزة امنية غاشمة ظالمة واستمر هذا عملهم في أحزاب يقال عنها إسلامية أودت بالبلد الى الهاوية، أبو ان يفارقوا هذه الاعمال لأنها ديدنهم وخارطتهم في الحياة، ساءت تهمكم، وأفرطت السنتكم في النقد بغير حق، فهل لنا أن نطمع من هؤلاء أن يقفوا عند حدود الحق فيما يتهمون، واني والله لو الله ولولا ايماني، بان لا يزال الشر بما هو شر منه، وأن لا يدفع الضرر الأدنى بالأعلى، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لكنت تناولت مطالعات ومذكرات عظيمة الخطر محررة من قبلهم، وكنت دائما اوثق مثل تلك الأمور خلسة، لأني كنت متوقع انهيار عمل المكتب بسبب كثرة الانتهاكات وهناك ظلم ومؤامرات منها كانت تحاك ضدي وكنت اعلم بها لكني بعد الازمة رويت لي أمور عديدة مؤلمة وخسيسة وكانت هناك تصرفات كنت الحظها ابطالها هؤلاء ممن يحكمون على الأشخاص بالمصالح والأهواء والعلاقات والارتباطات، وممن كان الحس الأمني لديهم عالي جدا تجاه منتسبيهم فقط دون الاخطار الخارجية وقد حذرت منها بنفسي لكن بلا فائدة لان المكاسب والاستحواذ عليها هي المهم، وهؤلاء سموا فسادهم إصلاحا وخيانتهم أمانة.
كتبت مقالة قبل حوالي شهر بعنوان(مقال لا يقرأ مضمونه كونه خارج التغطية) تناولت فيه أمور عديدة تخص صلة الرحم وانتقدت فيها اخوتي وبعض الموظفين والمحامين وبطريقة بدون ذكر أسماء وهو ما أوصى به الرسول الأعظم عندما جاءه يهودي الى مجلس النبي محمد (ص) وكان له على الرسول دين فقال: يامحمد إنكم يا إل عبدالمطلب تماطلون فنهض عمر بن الخطاب (رض) حانقاً عليه يريد الإمساك به فقال عليه السلام : ياعمر لسنا بحاجه لما تفعل وكنا نتمنى أن تطلب منه حسن الطلب ومنا حسن الأداء صدق رسول الله (ص) هذا هو معلم البشرية، وقد اضطربت عند كثير من الناس حدود النصيحة التي يجب القيام بها، والنصيحة علناً امام الناس وبالاسم، في ذلك شبهة الحقد والتشهير وإظهار الفضل والعلم، وهذه حجب تمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها، ولقد كان من أدب رسول الله (ص) في إنكار المنكر، أنه إذا بلغه عن جماعة، ما ينكر فعله، لم يذكر أسماءهم علناً، وإنما كان يقول: " ما بال أقوام يفعلون كذا "، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بهذه النصيحة، وهذا من أرفع أساليب النصح والتربية يدلنا عليها المربي الأكبر محمد (ص)، وهذا ما تناولته في مقالتي ومقالاتي السابقة ولم اذكر أسماء، لكن من يقرأ مقالتي وهو فاعل وقد عنيته بالمقالة سوف يعرف انه المقصود، وهذا حق وليس تعيير.
لكني مع الأسف الشديد وصلتني تأويلات واجتهادات قسم منها نسائية لا ترحم باني اعير من ورد في مقالتي ولا اعرف كيف توصلوا لهذا التفسير السطحي الذي ينم عن جهل وبعضهم يريد ان أرسل له رسالة خاصة به ولم يكترثوا الى أنى كاتب وأردت ان أوصل فكرة للقراء بان يصلوا اراحمهم وذكرت بجملة التزامات اوجبها علينا ديننا وعرفنا، والنصيحة لها شروط وضوابط ينبغي مراعاتها حتى تؤتي ثمارها؛ فإنها إذا خرجت عن شروطها وضوابطها انقلبت إلى فضيحة، وجاءت ثمارها معكوسة، فالبعض يكتب للتسلية أو ملئ الفراغ، وآخر يكتب لوجود فرصة للكتابة في بعض المنتديات والمواقع والمدونات، وثالث يكتب ليقال كاتب، ورابع لتتبع عيوب وعورات الآخرين، وخامس يكتب لنقل آراءه الشخصية ويتظاهر بالمعرفة بكل شيء، وسادس يكتب لحض الناس على توجه فكري أو عقائدي أو سلوكي أو منهجي خاص به، وسابع للطعن والتشهير والتنقص من الآخرين، وهكذا...إلخ لكن بالمقابل هنالك صور مشرقة ومنارات شامخة، يكتبون بيد بيضاء ونوايا صادقة وأسلوب معبر، واني وجهت مقالتي للعامة، ولا اعرف ان خطيب الجامع او كبير قومه عندما يوجه نصحه ونقده لهم بدون ذكر الأسماء وكما كان يفعل الرسول الأعظم(ص) هل في ذلك تعيير ام نصح وانتقاد لوضع يحتاج لتصحيح، لا سيما ان الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال (إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة. قال: لمن يا رسول الله؟ قال: وكتابه، ورسوله، وأئمة المؤمنين، وعامتهم، وأئمة المسلمين وعامتهم). فالنصيحة لغويا من نصحت الثوب إذا خطته، أو من نصحت العسل إذا صفيته.
ان في تلك التفسيرات، اختلال للموازين وفساد للسريرة، وان ميزان الخير والشر يميل مع الأهواء الذاتية والمصالح العارضة والتوجيهات الفكرية، وطلب مني أحد الاخوة الأعزاء ممن كانوا يشاركون بالمؤامرات بحقي لكنه أصبح من أصدقائي واعتز به بعد ان عرفني عن قرب، بان لا انتقد أحد وان اكف عن الكتابة بحق بعضهم والذي اذاني كثيرا واخبرته بموافقتي بان لا اكتب عنه شيء نزولا لرغبتك، لكن ان أوقف الانتقادات والتأشير على جملة أخطاء وممارسات وتصرفات، لا أستطيع لان:
الكتابة رسالة وليستِ حرفة، وأمانة لا خيانة، وفكرة فيها عبرة وليست فلسفة ومراوغة، وإرشاد وبيان لا تضليل وإيهام، والكتابة توجيه ونصح وسداد وتشخيص، وليس توبيخ وتشهير واعوجاج وتشتيت، كما أن الكتابةِ عظة وتدبر وتأمل، لا اضطراب وتأرجح وضياع، والكتابة تنوير وتأصيل وتوسيع للمدارك وإيجاد حلول، وليس متاهة وتجهيل وفلسفة!! الكتابة رسالة ومسؤولية وأمانة، واندر أنواع الشجاعة هي الشجاعة الفكرية.
ثم أنى اكتب ليس لمجرد هواية أو ردود أفعال، وان قلمي يقودني لتسطير قناعات ورؤى حقيقية وعلينا جميعا الترفع عن سفاسف الأمور، والثرثرة الزائدة، وينبغي الابتعاد عن السطحية والنظرة الضيقة للأشياء.
فكل ما تسطره أناملي هو مسؤولية شرعية وأخلاقية وقانونية؛ فكل حرف يكتب، وقبل تسويده ثم تبيضه ثم نشره، لابد من تمريره على مقياس السيطرة النوعية(مشروعيته)، المتكون من تلك الأسئلة:
هل هذا الحرف أو تلك الكلمة أو الجملة والفقرة حق أو باطل؟ موافق للشرع والقانون أو مخالف؟ فيه مصلحة موافقة للأطر المهنية والأخلاقية ام لا؟ هل سيستفيد منه القارئ أو لا؟
القانون في العراق يستخدم ويستعمل ولا يطبق، وهناك فارق كبير بين الأمرين، وتسييس الكتابة، بحيث يكون الطابع الغالب خدمة فئات معينة أو التنظير لحالة جديدة (اعتبار قتل الأبرياء جهاد واحتلال البلاد ونهب الثروات تحرير)، جريا وراء فوائد ذاتية فهذا انتكاس وتقهقر واضح وبيع للذمم بثمن بخس!!
وتزداد الطامة إذا كان من لك فضل عليه وسابق صحبة، ينقلب عليك كالذئب الكاسر إشباعا لهوى أو حسدا منه، حتى قال شعرا من ابتلي بأمثال هؤلاء:
مللت الناس كلهم اضطرارا ... لأن وداد أكثرهم هباُء
وكم من صاحب أُصفي ودادي ... له، ونصيبنا منه الرياُء
وأرعى عهده ويضيع حقي ... وهذا يا أخي بئس الجزاُء
ان دفع المضار عن اخوتك واصدقائك ومحبيك، وجلب المنافع لهم مهمة نبيلة، لا يبلغ المسلم المراتب العالية بمجرد كثرة صلاته وصيامه (وإن كان هذا مما يؤمر به) ولكن بسخاء النفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة،
وعن الحسن البصري رحمة الله عليه أنه قال: لو شئتم أن أقسم لكم لأقسمن: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده، والذين يحببون عباد الله إلى الله، ويمشون في الأرض بالنصيحة.
ان نصيحتي لمن ذكرتهم بمقالتي انقلبت اتهامات مزيفة، وهؤلاء يعانون من مغص فكري لابد أن (يخرج) أفكاراً قذرة، ينقلون أقوالاً لا خطام لها ولا زمام، من خلال توجيه اتهاماتهم لي، وعندما تسقط الفريسة تأكل منها الذئاب والضباع وحتى البكتيريا التي لا ترى بالعين المجردة.
وأخيرا نقول انه: ان بيان الأمر مغنٍ عن بيان فاعله أو قائله إن كنت تريد الإصلاح والنصح والتغيير بما يرضي الله والقانون والعرف.
نعم انا استهدفت ليس من الان بل منذ فترات طويله، وانا لو كنت اريد ان استبدل ثقة الناس بالأموال فقسماً بالله فتحت لي خزائن الاموال لكن لا ولم اقبل لأنني قررت ان لا اكون الا شجاعاً، وسأستمر في هذا الامر حتى لو كان ثمنه ان اظل خلف جدران السجن ما تبقى من عمري.
1001 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع