بين هذا وذاك زنبرابنج يالعجوز(مثل شعبى)قراءه للاحداث

                                            

                                فلاح ميرزا

قراءة سريعة للتاريخ الذى  عاصرته الدعوة الاسلامية بعد موت الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام تضعنا امام حقائق لازالت ذاكرتها شاخصة فى الفكر والضمير وان اتخذت لها اشكال وصور متعدده ,

ولولا ما كان يتميز به اصحابه من مقدرة على التميز بين حقيقة الدعوة الى دعى اليها الرسول ومضامينها السماوية وبين ماتتطلبها مرحلة البناء الانسانى والفكري للمجتمع الذى سياخذ على عاتقه ترسيخ الاسس والقواعد التى تنوعت وتأطرت بما ستكون عليها صورة الواقع الذى هى بحاجة اليه لكان الذى نراه اليوم بمايفعله اصحاب العرق الدساس الذين ظلوا  طوال اربعة عشرة قرن يختبؤن وراء هدف تمزيقها من داخل قلبها , سواء بالتعرض على صاحب الرسالة او باهله او باصحابه وبصورة علنية ويومية فلقد بلغ السيل الزبى لا بل قد تجاوزه فالذى نشهده اليوم وما يفعله هؤلاء هو اشبه بتيار قوى يعادل زلزال الغاية منه اطفاء النور الذى اتت به الرسالة الايمانية لتوعية البشر من المفاهيم والبدع الغريبة التى تبدوا وكانها سرطان سيصيب الامة فى قلبها وروحها ورغم  ان تلك المحاولات  تنطلق من مصادر معروفة بتاريخها الذي رافق السنوات الاولى من الدعوة الا ان الذى يخشى منه ان هذه الظاهرة التى ينطلق منها هؤلاء يصعب التعرف عليها لانهم من  الذين يطلق عليهم ايضا بالمسلمين ولكنها ان استمرت  وتحقق لهم ماارادوا وراء فعلهم هذا فيحصل الويل وهذا ما تبحث عليه مؤسسات الغرب الدينية التى تدعى المسيحية ولكنها فى الواقع ليست لها علاقة لا بالدين ولا برسالة المسيح عليه الصلاة والسلام الداعية للمحبة والسلام ولاشك فان اتخاذ ماوقع فى العراق اولا ثم سوريا وليبيا واليمن ذريعة للتدخل وفعل مايريده هؤلاء ,  يستدعى من اهلنا ( السنة  والشيعة) ان يقوموا بواجبهم الدنيوى لانقاذ ماتبقى  لهم من رسالة الرسول المصطفى ولاشك فان العرب هم المعنيين بالامر واولهم السعودية وبغض لنظر عن مايقال عن ذلك من تفسيرات دينية وسياسية  فان الذى تريده ايران وحلفاءها هو العودة الى عهود الامبراطورية الفارسية الزرادشتية فسيكون فى الحالة هذه عرب العراق(شيعته وسنته) خدما للفرس ويقينى ان ذلك لن يكون ابدا اذا تحالف العرب والسعودية مع حلفائها امام هذا المشروع الصهيوايرانى الذى يسعى اليه هؤلاء الذى توضح منذ مجئء بالمالكى على راس السلطة ومده بوسائل الدعم والقوة وكانت الغاية من وراء ذلك محاربة عرب السنة بعضهم مع بعض بتسليط ضعاف الشيوخ عليهم من ثم الايحاء لهم بحقوقهم فى محافظاتهم والتظاهر للتعبير عن ما يبحثوا عنه من مطالب وحقوق مشروعة وبدلا ان تلجأ الحكومة الى تحقيق جزء منها زادتها عمقا وتعقيدا وتحولت امام المالكى من مطالب انسانية واجتماعية وثقافية الى مطالب سياسية تقودها القاعدة ومنظمات ارهابية وتحولت تدريجيا الى ازمة ومن ثم الى تدخلات لقوى الجيش والامن واطراف اخرى من خارج الحدود تحت مسميات طائفية وكان لها ان تتحول الى مشروع لالحاق العراق بايران او تقسيمه فيما لو استمر المالكى فى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة لان الذى كان يسعى اليه اسياده كخطوة اولى تغير البنية السكانية لمناطق تواجد السنة وتخليص عرب السنة من محافظاتهم وبشتى الوسائل واحلال تجمعات اخرى محلهم وفعلا فان ذلك قد يستمرلولا الضغوط التى مورست من قبل اطراف دوليه مع حكومة العبادى لابطال هذا المشروع الايرانى رغم ادعائهم بنفى ذلك الا ان واقع الحال جاء مغاير لذلك فلقد تغيرت البنية السكانية لمحافظة ديالى والمدن المحيطة ببغداد وسامراء وتباعا محافظة صلاح الدين والانبار  فيما عدا الموصل لاسباب عرقية ودولية لذلك فان عرب السنة والشيعة ادراك مايقع عليهم وما سوف يقع اذا استمروا فى سباتهم الممل لما يحصل؟ وقد يكون من الافضل لهم ايجاد الحلول الذى تنجيهم منما سيكونوا عليه , وقد تكون للدول المجاورة مصلحة فيما يراه سكان المحافظات تلك ومنها تركيا والسعودية واعتقد بان اهل مكة ادرى بشعابها وان التوكل على الدول التى اتت بهؤلاء وعلى راسها الولايات المتحدة لن يكون مجدى لان امريكا ارادت ان يكون وضع المنطقة ضمن هذا التقسيم كما ان الولايات المتحدة هى ايضا ليست صاحبة القرار على نفسها ايضا فليس لنا والحالة هذه الا بالتوكل على الله لا اله الا هو وعلى العراقيين انفسهم لانهم ادرى بما يقع عليهم وقبل ان يصيبهم بما هو ادهى وامر سيما وان تاريخ الفرس مع العرب قبل وبعد الرسالة المحمدية معروف للقاصى والدانى فالخمينى لم يرتوى بماء دجلة والفرات رغم اطالة بقاءه بالعراق وماتلقاه من رعاية وحماية من حكومة العراق والعراقيين ولقد ردها عليهم بحرب استمرت ثمانية سنوات اكلت الاخضر واليابس وعاد اصحابه الان لينتقموا منما تبقى منهم ان الرجوع الى مواضيع السقيفة وعهد الخلفاء ابوبكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم مرورا بسقوط الدولة العباسيةوالدولة العلوية والدولة العثمانية لافائدة فيه الا بقدر ما كان عليهم من مسؤلية المحافظة على الرسالة النبوية, فمن يقرأ التاريخ لا يفاجيءبهذه السطور (مقاطع من الخطاب الامريكي والايرانى يكاد يكون متشابهان فى الوسائل التى استخدمت فى القضاء على دولة العراق اولا وتمزيق وحده شعبه وترابه  لدينا دونالد رامسفيلد عام2000) قال ما الداعي ان تكون نفوس العراق 27 مليون , 5 أو 6  تكفي  واخرون اشاروا الى نفس المضمون ديك شينى وزلماى خليل زادة فالاول قال ان هدفنا ليس صدام بل نظام صدام وحزب البعث والثانى تقليل نفوسه الى عشرة ملايين واما ثعلب الخارجية الامريكية كيسنجر فكان يخطط الى تفريغ العراق من كفاءته والتحكم فى نفطه والسيطرة عليه وتوظيفه لمصلحتنا  وعلينا تدميرهذا البلد والسيطره على ثرواته , ان تاريخنا فى الارض الامريكية معروف وقد كان العنف وسيلتنا مع الامريكين القدماء ساكنى الارض ونحن امة لاتشبع نحن ندمر ولا نبنى كما فعلنا بالهنود الحمر وكما دمرنا فيتنام وسيكون الاعاجم من غير العرب معنا الذين سندعمهم وسيساندوننا  سنحكم الطوق في جنوب العراق بواسطةعمائم الحوزه الذين اغلبهم من الفرس وبتنسيق مع عمائم قم سنصنع ثقافة دينية محرفة واحداثها مختلفة وسنزيد من ابواق الخطابات الدينية بطريقتين الاولى تتولاها  الحسنيات ومراكزثقافية انشأت لهذا الغرض والفضائيات والطريقة الاخرى لها موروثات تاريخية وهو ان الدين والدخول للجنه هو زيارة الاضرحه والانصياع للمرجع بالقداسه والطاعه ،وهذه ميزه تأريخيه لصالحنا ولن ننصب غيراهل الفساد ممن يحملون جنسياتناالغربيه او يودعون ما ينهبونه عندنا، وهذا رافد مهم لنا حيث اننانستعيد هذا الفئات ايضا. وهذا سوف يساهم بما نبتغيه لكي لا تحصل  تنميه وتطوير للاقتصاد والبنيه التحتيه, ان هذا النهج لازم الاستعمار الغربي منذ القرنين السابقين فى حين ان السياسة الامريكية اصابها تشويه كبير بعد الحرب العالمية الثانية وبالاحرى منذ سبعنيات القرن الماضى فالتطورات الدرامكتيكية التى اصابة المنطقة وبروز احزاب وطنية وتيارات ثورية وضعت الادارة الامريكية امام حالة من الارتباك, تلك الادارة التى تولاها من غير الامركيين اصلا بل ممن هاجروا اليها بعدالحرب ومنهم رجال دين البسوا انفسهم الدين المسيحى فى الوقت انهم ذو ميول تلموديه وبمساعدة الهيئات والجمعيات التى اختفت تحت واجهات تجارية وصناعية واستثمارية ومالية تمكنت من السيطرة على السياسة التى قادت امريكا الى هذا الدرك الذى يزداد سوءا عام بعد عام وهذا ما تظهره المواقف المتناقضة التى اتخذتها تجاه الانظمة الوطنية فى المنطقة واولها العراق والتى سببت لها ارباكا وقلقا استمر منذ تسعنيات القرن الماضى ومنذ  ان استخدمت ماكنتها العسكرية فى اسقاط الانظمة الشيوعية ولكنها وجدت نفسها مؤخرا انها لن تتمكن من اسقاط انتفاضات الشعوب رغم الاساليب التى مارستها لتحقيق هذا الهدف فالبرغم من قدرتها الفائقة فى استخدام القوة العسكرية لكنها فشلت ايضا فى القضاء على المقاومة الوطنية فى البلدان العربية ومع محاولتها لانشاء منظمات ودعمها بكل الوسائل التى تمكنها للعمل تحت مسميات وطنية مقاومة الا انها فشلت مما سيجبرها ذلك الى مراجعة خططها والتعامل مع اصحاب الارض الحققيين الذين تمكنوا من اسقاط المشاريع الامريكية فى الاحتلال وهذا قد اثبتته احداث سوريا والعراق , ان التعامل مع الملف الايرانى والعراقى والسورى والفلسطينى بوجهين لم يعد نافعا للادارة الامريكية على الرغم من ان تلك الادارة ومن ضمن سياستها التى يتبناها كلا الحزبين الرئيسيين الجمهورى والديمقراطى قبل الانتخابات الامريكية خلق اجواء من المشاكل والازمات فى مناطق مختلفة وتحولها الى صراعات تهدد الامن العالمي وتشترك معها الهيئات الدولية والاعلامية ويكون ذلك فرصة لمعرفة السياسة التى يتبناها كلا الحزبين فى الرئاسة القادمة وتلك واحدة من الوسائل التى تمارسها تلك الادارة وتشرك العالم معها تمريرا للسياسات التى تريد بها تمرير سياستها المستقبلية , فالجمهورين مثلا لم يتمكنوا من التوصل مع ايران حول برنامجها النووى ولا الموضوع الفلسطينى ولا ازمة امريكا مع كوبا اضافة الى موضوع الدولار واليورودولار ولكنهم سيتولون موضوعات اخرى لها علاقة بالسياسة الدولية(المجموعات الاقتصادية الدوليةواسعار النفط وروسيا والصين) ولقد اثبتت السياسة الامريكية انها بحاجة ماسة الى اعادة النظر فى وضع المنطقة بصورته الحقيقية وليست كما يرويها بعض المخططين لها الذين اصبحوا كبار السن امثال فوكياما او برجنسكى او كسنجر والاخرين شانهم بذلك شان الساسة الايرانيون فاوروبا ستكون غير اوروبا مستقبلا كما ان السعودية سوف لن  تكون كما نراها اليوم ناهيك عن الصين واليابان وروسيا فالمشروع الايرانى الذى قد خدع امريكا والعالم فى السابق سوف لا يكون كذلك كما ان استخدام العراق حقل تجارب لهما سوف يحيطه الفشل وهذا اثبتته الاحداث الاخيرة التى شهدها العالم حول تحرير تكريت من قبضة داعش كما اطلق عليه فى الوقت ان المقاومة الوطنية كانت لها انطلاقة فى العراق ولكنها للاسف  اطلق عليها  تحت هذا الاسم من قبل امريكا وايران لاحتواها ورفض العراقيين لها ,   قراءة سريعة لتاريخ  المرحلة القادمة  تضعنا امام حقائق  وان اخذت لها اشكال وصور متعدده للسياسة الامريكية تجاه العراق وسوريا وايران وبين هذا وذلك زنبر ابنك ياالعجوز(مثل شعبى) يطلق على شئ متوقع ان يحصل ولكنه لم يحصل

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

991 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع