د.هيثم الشيباني
1.المقدمة:
أعلنت وزارة البيئة، توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي لدعم وتمويل مشاريع الوزارة في معالجة النفايات النووية وتفكيك المنشآت النووية بتمويل من الاتحاد الأوربي، وفيما أعربت عن ترحيبها بأي دعم مشابه من دول العالم، أبدى الاتحاد الأوربي استعداده لتقديم الدعم الكامل وتأهيل القدرات العراقية في هذا المجال .
وقال وزير البيئة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سفيرة الاتحاد الأوربي يانا هيباسكوفا على هامش توقيع اتفاقية تعاون لمعالجة النفايات النووية وتفكيك المنشآت النووية ، بأن (توقيع هذه الاتفاقية يأتي لدعم العراق من اجل تنظيم إدارة المخلفات المشعة ومعالجة المواقع الملوثة)، مبينا أن (الاتحاد الأوربي سيمول هذا البرنامج بكلفة تقديرية تصل إلى 1.5مليون يورو ضمن وثيقة السلام النووية ولمدة 96 شهرا ) .
وأعرب الوزير، عن ترحيبه بأي دعم مشابه من دول العالم لمعالجة مخلفات الحروب في العراق ، مشيرا إلى أن الوزارة افتتحت مركز الإشعاع المبكر الذي يمثل خطوة علمية كبيرة للعراق .
وقالت سفيرة الاتحاد الأوربي يانا هيباسكوفا، أن الاتفاقية تأتي لدعم العراق في معالجة المواد النووية ، مبدية استعداد الاتحاد الأوربي لتقديم الدعم الكامل للعراق وتأهيل القدرات وتفتيش المواقع التي تحتوي مواد مشعة .
وأشارت هيباسكوفا، إلى أن انتشار أمراض السرطان في محافظات جنوب العراق وخصوصا البصرة هو نتيجة لما خلفته الحروب من مواد مشعة ، مؤكدة العمل على معالجة هذه المناطق ومعالجة المتضررين من الإشعاع داخل العراق وتنمية الجانب العراقي في هذا الجانب .
2. حقائق ومعلومات :
أ. ان النفايات النووية الناجمه عن الأنشطه النووية ليست صعبة اذا أحسن التعامل معها مقارنة ببقية النفايات الصناعية السامة. وان التعامل السليم مع النفايات عالية الاشعاع قد جربت وتم اقرارها من جهات السلامة والبيئة العالمية واستوفت كافة شروط ومعايير وقوانين وتعليمات سلامة البيئة والبشر.
وفي كل مرحلة من مراحل دورة الوقود النووي هناك تقنيات معتمدة للتخلص من النفايات المشعة بكافة مستوياتها القليلة والمتوسطة. أما بالنسبة للنفايات عالية الاشعاع فان بعض الدول تنتظر تراكمها من أجل بناء مكامن جيولوجية لدفنها والبعض من الدول مثل الولايات المتحدة فان لها أسباب سياسية للتأخير.
ب. خلافا للنفايات الصناعية فان مستوى خطورة كل النفايات النووية ونشاطها النووي يتلاشى مع الزمن حيث ان كل نظير مشع له عمر نصف معروف وهو الزمن اللازم كي تنخفض فعاليته الاشعاعية الى نصف قيمته الأصلية . ان النويدات المشعة ذات عمر النصف الطويل هي من باعثات ألفا وبيتا بشكل رئيسي وبسبب محدودية قدرتها على الاختراق فان التعامل معها أسهل , في حين أن التعامل مع النويدات ذات عمر النصف القصير والمعروفة بقدرتها على الاختراق مثل باعثات كاما يكون أصعب , وبالتالي فان النفايات المشعة تتحلل الى عناصر غير مشعة مع مرور الزمن , و كلما كان النظير أكثر اشعاعا كلما كان انحلاله أسرع .
ان الغرض الرئيسي لادارة والتخلص من النفايات المشعة وغيرها هو لحماية البشر والبيئة من مخاطرها, وهذا يعني أن عمليات العزل او تخفيف تركيز أي نويدة مشعة يجعلها تعود الى المحيط الخارجي عديمة الضرر , الا أن البعض منها يتطلب الطمروالخزن السليم المحسوب بدقة.
ج . أنواع النفايات المشعة :
أولا. النفايات المشعة قليلة الاشعاع
الأمثلة على النفايات المشعة قليلة الاشعاع هي مواد البناء المهدمة مثل الكونكريت وتأسيسات الماء والكهرباء والطابوق والمعادن . ويكون التعامل مع هذه النفايات بعزلها لحين تلاشي مخاطرها.
ان النفايات قليلة الاشعاع لا تتطلب التدريع أثناء تداولها ونقلها , ولغرض تقليل حجمها فانها تكبس او تحرق قبل تصريفها , وهي تشكل 90% من الحجم لكن فقط 1% من كامل التفايات المشعة.
ثانيا.النفايات المشعة عالية الاشعاع:
تبقى النفايات عالية الاشعاع حتى مرور الوقت المستغرق كي ينخفض الاشعاع الى المستويات غير الخطيرة على الأشخاص والبيئة المحيطة.
ثالثا. يعتبر اليورانيوم المنضب من النفايات الاشعاعية السمية الخطيرة وهو من بقايا التخصيب النووي الذي يتراكم لدى الدول النووية بمئات أو آلاف الأطنان , وبسبب خاصيته المتفوقة في خرق الدروع وتدميرها وابادة طواقمها , فقد فكرت بعض هذه الدول في استخدامه في صراعاتها العسكرية.
ء. ادارة النفايات عالية الاشعاع :
يعتبر الوقود المستعمل نفايات عالية الاشعاع ويكون اما أقلام الوقود المستعمل نفسها أو النفايات المعزولة الناتجة من اعادة المعالجة .
وبكل الأحوال فان المفاعل المثالي يكون 27 طن من الوقود المستعمل الذي يمكن تقليص حجمه الى 3 متر مكعب من النفايات في السنة, ويمكن عزلها اقتصاديا وتداولها وخزنها بشكل آمن .
أما الوقود المستعمل فانه يخزن على الأغلب في أحواض خاصة لكل مفاعل أو في حوض مشترك لمجموعة مفاعلات.
لغرض التأكد من عدم وجود تسرب جدي الى البيئة ربما يحصل خلال عشرات الآلاف من السنوات وعليه فان التخطيط يتجه نحو خزنها في حاويات جيولوجية. ان هذا يتطلب أن تعزل المواد ذات الاشعاع العالي وبعض الاشعاع الواطئ عن المحيط الخارجي , وتكون هذه الطرق العازلة كما يلي :
احاطة الحاويات بمواد يتعذر نضوح الماء اليها وتوضع النفايات بحيث يمكن استرجاعها ثانية من مستودعاتها أو خزاناتها.
هناك أسباب معقولة من اجل جعل مثل هذه الخيارات مفتوحة خاصة أن الأجيال القادمة قد تعتبر عملية خزن النفايات مصدرا قيما , ومن ناحية أخرى يجب ضمان تأمين المنشأة لفترة طويلة و بعد عملية الدفن بألف سنة تقريبا فان معظم النشاط الاشعاعي المتبقي سوف يكون قريبا من اليورانيوم الطبيعي الخام ولو أنه مركز بشكل أكثر.
ينص قانون النفايات المشعة الفرنسي في عام 2006 على أن العملية يجب أن تكون عكسية وتلك هي استراتيجية ادارة النفايات. ان كل من فرنسا وسويسرا وكندا واليابان والولايات المتحدة تضع في عين الاعتبار عملية الاسترجاع وهذا ما تفكر به الدول الأخرى , على شرط مراعاة متطلبات الأمان عند الخزن .
عند تفكيك المنشآت النووية فان 99% من النشاط الاشعاعي ناجم من أقلام الوقود.ما عدا تلوث سطح المفاعل فان بقية النشاط الاشعاعي ناجم من نواتج التشعيع مثل المواد الفولاذية والتي تعرضت للنيوترونات لفترات طويلة.
هـ-. صور مماثلة للتصريف الجيولوجي .
أثبتت الطبيعة أن العزل الجيولوجي ممكن خلال أمثلة طبيعية أو مماثلة
تعمل صناعة ادارة النفايات المشعة والنووية وفق مقاييس السلامة لادارة النفايات المشعة , وان المنظمات المحلية والدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة النووية والوكالة الدولية للوقاية من الاشعاع تطور المقاييس وأدلة العمل والتوصيات تحت اطار العمل لمعاونة الدول الأعضاء في تأسيس المعايير الوطنية . ,
لقد تم اشتقاق السياسات الوطنية والقوانين والتعليمات من المعايير الدولية المتفق عليها وأدلة االعمل والتوصيات , وان هذه المعايير تهدف الى وقاية الناس والبيئة حاليا وفي المستقبل.
3. الوكاله الدولية للطاقة الذريه:
ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة عالمية مقرها في فينا عاصمة النمسا تم تأسيسها في عام 1957 وانضم اليها حتى الوقت الحاضر 134 من الدول التي تمتلك برامج نووية او لا تملك. تصدر هذه المنظمة معايير سلامة وأدلة عمل وتوصيات لارشاد الدول الأعضاء حول التعامل مع النفايات المشعة , وان الدول الأعضاء تقوم باصدار التشريعات الخاصة بالنفايات المشعة التابعة لها , وأن هذه الدول تخضع برامجها بما يتفق مع اتفاقية منع الانتشار النووي.
اضافة الى ما ورد أعلاه فان الوكالة تساعد الدول الأعضاء فنيا من حيث الأجهزة والتدريب وتقييم النشاط الاشعاعي.
4. الهيئة الدولية للوقاية من الاشعاع:
ICRP
ان الهيئة الدولية للوقاية من الاشعاع هيئة مستقلة غير ربحية تقوم باصدار توصيات الوقاية من مخاطر الاشعاع.
وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بترجمة هذه الوصيات الى معايير سلامة دولية , و من الممكن أن تتبنى السلطات في كل دولة أية توصيات تراها ملائمة لها.
تعرف النويدة المشعة بأنها نظير لعنصر ما , والنظائر المختلفة للعنصر لها أعداد مختلفة من النيوترونات لكن نفس العدد من البروتونات وعليه فان النضائر لنفس العنصر تتساوى في العدد الذري لكن ليس العدد الكتلي.
صارت المفاعلات بشكل متزايد تستعمل وقود نووي مخصب بدرجة 4% وتشععه لمدة طويلة كي ينتهي الى أقل من 0.5 % يورانيوم 235.
5.الاستنتاجات والتوصيات :
يثير هذا الاتفاق مجموعة تساؤلات أبرزها :
× ان المؤشر الأكبر الذي سوف تواجهه الفرق الفنية العراقية والأوربية المشتركة في قياس الاشعاع وأخذ العينات من البيئة الملوثة يالاشعاع هو أن التلوث الاشعاعي قد أحدث أمراضا مرعبة بفعل اليورانيوم المنضب وتدمير المنشأت النووية العراقية , وقد سجلت الجهات الصحية أوراما سرطانية في مدن كثيرة من العراق , وظهرت تشوهات خلقية في ولادات كثيرة لم يسبق ظهورها في العراق. وأن هذا المؤشر هو الذي يقود تلك الفرق الى وضع خطط العمل السليمة والمحسوبة , والتعامل معها وفق المعايير الدولية.
× كيف تم تحديد كلفة المشروع ؟.
× كيف تم تحديد المدة التي سوف يستغرقها انجاز المشروع؟.
× لماذا اقتصر حصر الأمراض السرطانية بمحافظة البصرة بشكل خاص والمحافظات الجنوبية بشكل عام؟
× يتطلب من الجانب العراقي أن يكون معززا بتشريعات السلامة النووية والاشعاعية, الصادرة من اعلى جهة تشريعية وطنية , وأن يكون الفريق العراقي المفاوض على معرفة تامة بالهدف وتوصيات الوكالة االدولية للطاقة الذرية الخاصة بالتعامل مع الحالات المماثله.
× ينبغي أن يمتلك الفريق العراقي معلومات فنية دقيقة حول نوع النفايات المشعة ومواقعها وخارطة البيئة الاشعاعية لعموم العراق , قبل الحرب وبعد الحرب , خاصة أن الكثير من النفايات المشعة قد أزيحت من أماكنها وتحركت بفعل البشر لأسباب غير منضبطة وغير مسيطر عليها بحيث أنها وجدت طريقها البيئة العراقية وتربتها ومياهها السطحية والجوفية , ليتسنى تحديد الأولويات.
الدكتور هيثم الشيباني
خبير في العلوم البيئية
25 مايس 2015
References
1. Europe steps towards shared repository concept, World Nuclear News (11 February 2009).
2. The U.S. Geological Survey has published a fact sheet on Radioactive Elements in Coal and Fly Ash: Abundance, Forms, and Environmental Significance, FS-163-97 (October 1997). [Back]
3. The Economics of the Nuclear Fuel Cycle, Nuclear Energy Agency (1994). [Back]
4. NDA gives revised UK clean-up cost estimates, World Nuclear News (18 July 2008); The Nuclear Decommissioning Authority – Taking Forward Decommissioning, Report by the Comptroller and Auditor General, National Audit Office (30 January 2008). [Back]
5. EC pushes common standards again, Nuclear Engineering International (February 2007); De Palacio's nuclear legacy, Nuclear Engineering International (September 2004).
6.Proposal for a Council Directive on the management of spent fuel and radioactive waste, COM(2010) 618 final.
7. International Commission on Radiological Protection, ICRP Publication 103: Recommendations of the ICRP, Annals of the ICRP Volume 37/2-4, Elsevier (2008). (ISBN: 9780702030482).
General sources
7.The International Nuclear Society Council (INSC, www.ne.jp/asahi/mh/u) has published information relating to particular countries' waste policies and actions. See the Radioactive Waste paper from the report of its 1997-98 Action Plan and its Current Issues in Nuclear Energy – Radioactive Waste report (August 2002)
8.The management of low- and intermediate-level radioactive waste, Nuclear Energy Agency, NEA Issue Brief: An analysis of principal nuclear issues, No. 6 (August 1989).
9.Storage and Disposal of Spent Fuel and High Level Radioactive Waste, International Atomic Energy Agency
Association for Regional and International Underground Storage website (www.arius-world.org)
1785 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع