علي الزاغيني
قد لا يشك البعض ان الكهرباء هي عصب الحياة وخاصة في العراق وإنها الأزمة التي ترافق المواطن وتظهر عليه بوضوح خلال فصل الصيف الأكثر حرارة و لاسيما ان وعود و عهود المسؤولين في وزارة الكهرباء وعلى امتداد السنوات العشرة الأخيرة باتت لا فائدة منها بعد ان كشف المواطن أساليب وزيف تلك الوعود المتكررة بتحسن التيار الكهربائي ولاسيما بعد ان انتظر العراقيين بفارغ الصبر سنوات الانتظار على امل ان يتغير شئ ما ويكون هنالك وزير كهرباء لا يكذب في تصريحاته الرنانة ولعل الكذبة الأكثر غرابة التي اطلقها احد المسوؤلين عن الطاقة الكهربائية هو تصدير العراق للفائض من الطاقة الكهربائية الى دول الجوار ؟
المسالة هي التعاون بين مجالس المحافظات وما بين وزارة الكهرباء وكيفية تنظيم توزيع الطاقة الكهربائية ومعالجة الإشكالات المترتبة على الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي الذي يقلق المواطن وخصوصا خلال فصل الصيف ولاسيما ان مناخ العراق حار جاف خلال هذا فصل الصيف الذي قد يرهق كاهل المواطن من الناحية المادية والمعنوية لما للكهرباء من تأثير مهم في حياتنا , التلاعب بأسعار المولدات الأهلية احد أسباب الأزمة وخصوصا اذا ما كان هناك علاقة مابين المسؤولين في المجالس البلدية وأصحاب المولدات لغرض ابتزاز المواطن المرغم على تسديد أجور المولدات الأهلية مهما كانت التسعيرة وإلا سيخسر تلك النعمة التي يشتريها بماله الخاص , بينما وزارة الكهرباء عاجزة عن فك شفرة أزمة الكهرباء التي لا تنتهي وتصيب المواطن بالإحباط وترهق كاهله بدفع فواتير الكهرباء المرتفعة رغم شحة الكهرباء الوطنية إضافة الى التسعيرة التي يفرضها أصحاب المولدات الأهلية بلا رحمة على المواطن .
قد لا يخفى على الجميع ان خلال هذه الفترة من السنة الطلاب بحاجة الى الكهرباء ولا سيما طلبة الصفوف المنتهية وان الامتحانات الوزارية على الابواب وهذا بكل تاكيد بحاجة اليها وهنا لابد من معالجة سريعة للأمر ومحاولة تقليص ساعات القطع المبرمج وكذلك ضرورة توفير الطاقة الكهربائية في المدارس التي ستكون مراكز امتحانية ومحاولة توفير مناخ ملائم للطلبة خلال فترة الامتحانات وهذا ما يساعدهم على التركيز في الإجابة وعدم الشعور باليأس والإحباط لعدم الاهتمام بهم , وهذا بكل تاكيد سيكون له دور ايجابي او سلبي على اللجان المكلفة بتصحيح الدفاتر الامتحانية اذا ما توفر الجو المناسب لهم خلال فترة التصليح .
فصل الصيف لازال في بدايته واعتقد ان درجة الحرارة قد تتعدى 50% في بعض الأيام وهذا ما يتطلب جهد مضاعف من كافة العاملين في وزارة الكهرباء بتوجيه مباشر من السيد رئيس الحكومة والسادة النواب وعليهم ان ينظروا ويميزوا ما بين الصواب والخطأ في عملهم وان يكونوا أكثر وفاءا لهذا الشعب الذي أوصلهم الى مناصبهم وان يتخلوا عن تلك الوعود المزيفة التي عرفها الجميع انها مجرد أكاذيب .
اعتقد وهذا مايؤيدني به الكثير ان أزمة الكهرباء لا حل لها يلوح الأفق وخصوصا هذه الفترة الحرجة والظروف الصعبة التي يمر بها العراق والمنطقة ولكن تبقى هنالك مسالة مهمة يحب ان يلتفت اليها السادة أعضاء مجالس المحافظات وهي ضرورة وضع تسعيرة مناسبة على سعر الأمبير للمولدات الاهلية حتى لا ترهق كاهل المواطن وتجنبه حرارة الصيف وهذه التسعيرة يجب ان تحدد ويكون هناك جهة رقابية على اصحاب المولدات وتعاقب المخالفين منهم وعدم ابتزازهم عند ضبطهم بالمخالفة وهذا بكل تاكيد سوف يؤثر سلبا على المواطن الذي يدفع فاتورة الكهرباء الوطنية من جهة و من جهة اخرى يدفع لأصحاب المولدات الاهلية .
902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع