تأليف / الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر/ أستاذ جامعات
بغداد والفاتح (ليبيا) وصفاقس(تونس) / ســابقاً
الحلقة الخامسة..
استنفذ معالي الوزير كل امكانياته واذعن اخيرا لأرادة زوجته لهيب, ووعدها بأعلان زواجة في اول يوم لســقوط الوزارة والتخلص من زوجته الأولى "راغبه خاتون"!
ســافر معالي الوزير الى خارج العراق, وتسوء صحة زوجته راغبة خاتون بعد ان وصلتها معلومات عن مؤامرة زوجها الجديدة بعد فضيحة الشطرة,.. وقد ايقنت الآن وهي في ايامها الأخيرة بنيته المبيته لطلاقها, و قررت حرمانه من ثروتها, ولهذا اســتدعت ضرتها الســيده لهيب لمقابلتها وســردت عليها كل ما كانت تعرفه من حقائق
وعقوق عن زوجها ابوعزام ولهذا كتبت وصيتها وصدقتها عند كاتب العدل, وسجلت كل ما تملك من املاك بأسم نيران وقدمت (جك) بمبلغ ضخم , وطلبت منها ان تبني لها مسجدا يحمل أســم ( راغبه خاتون ), واطعام الفقراء والمساكين كل لياة جمعه.
*****
بعد ايام تلبي راغبه خاتون نداء الحق ويقطع معالي الوزير زيارته ليتسنى له حضور مراسيم تشييع زوجته وتلقي التعزية بهذا المصاب الذي كان ينتظره بفارغ الصبر!!
الا انه لم يحسب اي حساب للقدر, ولم يتكهن لما يخبأه الزمن من مفاجآت هي بعلم
الغيب, وهكذا يقع المكتوب,..... فعند عودة السيد الوزير الى بغداد عن طريق بيروت تسقط الطائرة المقلة له عند الحدود الســورية العراقية ويعلن رســميا وفاة كافة الركاب.
وهكذا يشيع الوزير وزوجته راغبه خاتون رسميا الى مثواهم الأخير بنفس اليوم, وتساهم السيدة لهيب برفقة سرحان ودايخ ولفيف من القوم اقارب و عائلة راغب خاتون
وبعد الأربعين سافرت السيدة لهيب الى عائلة ابوعزام القاطنة في مدينة هبهب قرب بعقوبة في محافظة ديالى وبصحبتها نيران,... وفرح والد و والدة عزوز, وقيموا تلك المبادرة وفرحوا بالطفلة نيران عندما لمسوا الشبه الكبير بينها وبين المرحوم والدها.
تمر السنون ويتزوج الطبيب دايخ من ابنة عمته السيدة لهيب او قل صبرية التي فاق صبرها كل المقاييس البشرية, وها هي شمس الحب تبزغ من جديد و ان لا يأس مع الحياة طالما سار الأنسان بالطريق الصحيح, ولا بد من الفرج كما قال ابو حنيفه:
اشتدي ازمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج
تتم نيران دراستها الجامعية, ويحصل احمد على درجة امتياز تؤهله لأكمال دراسته في انكلترى, ويتقدم لطلب يد نيران فيعم الفرح اجواء العائلتين, وتتم المراسيم المتعارف عليها في مثل تلك المناسبات, ثم يغادران القطر للتمتع بشهر العســل ومواصلة احمد لدراســته العليا في لندن.
عاد الزمن بظلاله على عش الزوجية الذي جمع لهيب ودايخ او قل ما فرقته الأيام,
وفي احد الأيام سرحت لهيب وتذكرت صبرها اويوم ما كانت تدعى صبريه,... والذي عاشــت به كجارية في بلاط ذلك القائمقام الذي خدعها ورماها وحيدة في احضان الزمن في مدينة الشطرة التي انتقمت من شــروره وصار عبرة لمن يعتبر.......وفي لحظات
ســرحت بأحلام اليقضة, وتذكرت حبها العارم لعزوز,.... فقد كان لهيبا خنعت لســطوته ولم تفق منه الا بعد فوات الأوان, او قل الى ان احترقت بلهيب حبها لكهل متزوج من
علية المجتمع وصارشخصية مرموقة لم يثمنها ولم يلتزم بالقيم الأجتماعية مطلقا وغدر بها الى ان وافتها المنية, ثم جاء العقاب الرباني له, حيث ان الله يمهل ولا يهمل.
استيقضت السيدة أم نيران من غفوتها وابتسمت مع ذاتها ومقدرتها التي اكتسحت جيع المغريات وابت ان تبيع نفسها بالمال او ان تخضع للتهديد يوم رفضت ان تســلم
نيران الى والدها لتكون ابنته بالتبني والسماح لها لتكون جارية او قل خادمة في كنفه في بيت راغبه خاتون زوجة معاليه.
لم تتمالك صبرية أعصابها, وراحت الدموع تنهمرمن مقلتيها بلا هواده, وتمعنت بصورة نيران مع زوجها احمد وهي ببدلة الزواج التي حرمت منها بسبب رعونتها وتعندها يوم ان رضت بالزواج السري,.. وطفحت البسمة على محياها من جديد وانطفأ لهيب الحب الذي عشـعـش في صدرها الصغير وتحول اليوم الى بسمة مشرقة و(دايخه) من الحب الصادق مع الحبيب الأولي .. دايخ !
خلق الله الأنسان وخلق عواطفه ومشاعره التي ان ثارت ...لاتهدأ طالما وجد في اعماقه عرق ينبض بالحياة وامل مشرق يجابه به كل المعوقات من دون تردد أو أكتراث لأي لهيب براق او حارق.
للراغبين الأطلاع على الحلقةالرابعة
http://www.algardenia.com/maqalat/17204-2015-06-13-18-17-13.html
1184 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع