بدري نوئيل يوسف ـ السويد
شوارع المدينة .. الكهرباء ومصابيح تضىء في النور..!
(اجزاء تحكي حال الشارع العمراني والاجتماعي والاقتصادي في محافظات العراق وقد اخذتُ مدينة السليمانية التي تعتبر مستقرة نموذجا . فما حال بقية المحافظات..؟ كان الله في عون ساكنيها).
نتابع حديث الشيخ في الجزء الرابع .
الجزء الخامس
سألت صديقي الشيخ : ما رائيك بالمصابيح الكهربائية التي تضيء في عز النهار ؟
أجاب بانفعال: سمعتَ المثل القائل (شر البلية ما يضحك ) نهدر الطاقة ثم نصرخ ونتظاهر ونكتب بالصحف والمجلات ونملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات . أين الكهرباء ؟
قلت له:اي أن هذه المصابيح التي تضيء الشوارع والمحلات نهارا تهدر الطاقة الكهربائية.
قال بجدية : نعم ، عندما مرضت والدة اديسون مرضا شديدا قرر الطبيب ان يجري لها عملية جراحية وكان الوقت ليلا ولا يوجد ضوء كافي ليرى الطبيب ما يفعل في العملية ، لذا اضطر للانتظار حتى شروق الشمس ، ومن هنا كانت البداية لاختراع المصباح ، وفعلاً في عام 1879 أنار مصباح إديسون لتشع الوجوه بهجةً بهذا الاختراع العظيم .
قلت له بجدية : تقصد اديسون اكتشف المصباح حتى يحول الظلام الى نور ، ولا ضرورة لإنارة المصباح طالما الانارة الطبيعية موجودة .
قال : نعم ... تحول المصباح الى رفيق وصديق لكل البشر الذي ازال العتمة عنهم ، وخاصة الذين يسهرون ويعملون في الليل في كل المجالات من عمال المعامل وطلاب والباحثين والكتّاب والفنانين ، وانهى زمن السراج الذي كان ينار بالزيت او النفط ، أو الإنارة بحرق الاخشاب وتملا سماء المكان بدخانها وأنقذ البشرية من التلوث البيئي .
قلت له : الان وقت الظهيرة والشمس في برجها العالي نشاهد معظم المحلات انارتها تعمل ولا يقل معدل المصابيح المنيرة بين خمسة الى عشرة في المحل الواحد ، وكل مصباح لا تقل قدرته عن خمسمائة واط ، وشراء المصابيح ليس بالمكلف ، ولكن الكلفة والمشكلة في انتاج الطاقة الكهربائية .
قال بتنهد وحسرة : عجيب غريب أمر هذه الاسواق والمحلات بالرغم من نقص في انتاج الطاقة الكهربائية ومن دون كل دول العالم فأنهم يهدرون الطاقة ، ويتظاهر المتظاهرون ويطالب الجميع بالطاقة الكهربائية ، وتعتبر مصابيح الإنارة من أكثر الأجهزة الكهربائية استهلاكاً للطاقة الكهربائية ومن أكثر الأجهزة الكهربائية انتشاراً فهي تستخدم بكميات كبيرة في القطاع السكني والتجاري ، تعال نتجول في احد الشوارع ونأخذ عينات لبعض المحلات ونحسب المصابيح المنيرة في عز النهار ، على سبيل المثال ، محل الصائغ : عشرة مصابيح ، بائع الخضروات فوق كل سلة خضرة مصباح ، القصاب : سبعة مصابيح أو اكثر ، المطاعم نشاهد سقف المطعم ممتلئ بالمصابيح وقد يصل عددها فوق المائة ، بائع الطرشي عشرة مصابيح معلقة في سقف المحل ، البسطات في الشوارع وزوايا الازقة وعلى الارصفة مصباحين أو اكثر وتسحب لها سلك أو قابلو من احدى المصادر إما محل مجاور او منزل سكني (ساعدوا الفقير ايها المحسنين ) ، الباعة الجوالين مصباح فوق العربة إذا امكن ، باعة الملابس والأقمشة لا تقل عن عشرة مصابيح .....الخ . لو حسبنا عدد هذه المصابيح التي تنير النهار ، كم عددها في محافظة وكم طاقة تحتاج ؟ أليس هذا السؤال مطروح امام مسئولي الكهرباء ، هل ضروري لإنارة هذه المصابيح ؟ والتي يمكن الاستغناء عن انارتها وتقليل الطاقة المستهلكة ، ويمكن وضع مصباح في المحلات التي مواقعها مظلمة في داخل الاسواق المعتمة ، بالإضافة الى بعض المحلات نصبت جهاز تكيف والمحل بابه مفتوح او بدون باب ، وتلفزيون يعمل وصاحب المحل مشغول مع الزبائن ، وعلى طاولة المحل جهاز كومبيوتر ، وفي الوحدات والمجمعات السكنية نرى ليلا كل منزل ينير كذا مصباح خارجي وداخلي ، مع التجاوزات على شبكات التوزيع ، وتتعالى الاصوات انقطع الكهرباء ، والجواب الأحمال كبيرة غير مسبوقة نتيجة الاستهلاك والسؤال : أين الرقيب لمتابعة تقليل استهلاك الطاقة .
سألته : هل لهذه المصابيح ضرورة لإنارتها أم اصبحت تقليد وعادة .
أجاب مبتسما : مرة سألت احد اصحاب المحلات لماذا تضيء تسعه مصابيح خمسمائة واط في المحل مع أن الشمس ساطعة . ضحك وقال : اتفاءل بهذه المصابيح لأنها بعدد افراد اسرتي وأنا ادفع شهريا مبلغ استهلاك المصابيح من الكهرباء ، وحتى الزبون يعرف المحل مفتوح .
فقلت له : نحتاج الى الترشيد يعني الاستهلاك الامثل وتقليل استهلاكنا اليومي للطاقة ، ونتوقف عن هدر الطاقة بإنارة مصابيح نهارا والاعتماد على الإضاءة الطبيعية ، وتوفير التكاليف الشهرية المترتبة عليها ، واستعمال مصابيح الإضاءة في الأماكن التي تحتاج انارة
فرد عليَّ مبتسما : انظر الى المحل المقابل لمحلي بائع (الشلغم المسلوق والعصير ) ستة مصابيح تضيء ، أنا بائع ساعات وتلفونات تحسدني على تسعة مصابيح .
ضحكتُ وقلت له : هل هذه المصابيح بعدد افراد اسرته ايضا ، ام الجهات المسئولة عليها مراقبة ووضع حدود لاستهلاك وهدر الطاقة .
ودعت شيخنا الجليل واتفقت معه ان نلتقي غدا في احد المطاعم لتناول طعام الغداء .
الجزء السادس شوارع المدينة .. وأسماء غريبة
للراغبين الأطلاع على الجزء الرابع..
http://www.algardenia.com/maqalat/17391-2015-06-23-11-35-30.html
4761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع