جهاد الخازن
يا عرب، اتفقوا علينا. المفاوضات لم تكن بين إيران والدول الست إياها، بل بين الولايات المتحدة وإيران، والاتفاق يعني إطلاق يد إيران في الشرق الأوسط مقابل وقف طموحها النووي العسكري مدة محدودة.
تفاصيل الاتفاق نشرتها «الحياة»، فأكتفي بخفض أنابيب الطرد المركزي ثلثين من 19.500 حالياً، وتصدير ما عند إيران من يورانيوم مخصَّب، باستثناء حوالى 300 كيلوغرام. هذا لا يلغي الطموح النووي العسكري إطلاقاً.
حسناً، دول الخليج كلّها غير راضية عن الاتفاق، والمملكة العربية السعودية صرّحت علناً، بأن الاتفاق خطر، وقد يحفّزها على بدء برنامج نووي.
طالبتُ مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة مرة بعد مرة، ببدء برامج نووية منها جزء عسكري، وقد بحّ صوتي وجفّ قلمي وأنا أطالب، والآن السعودية تقول ما أؤمن به فيبقى التنفيذ، وأرجو أن يكون أمس، لا اليوم أو غداً.
باراك أوباما يكمل عمل جورج بوش الابن في الشرق الأوسط، فهذا دمّر العراق، وسلّم ما بقي منه إلى نظام شيعي متطرّف تسبّب في قيام «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى.
أوباما، شاء أو أبى، أخرج إيران من عزلة استمرت 35 سنة، وأطلق يدها في العراق وسورية ولبنان تحديداً، وربما في اليمن والبحرين ودول أخرى. إلا أنه قال: فاوضنا من موقف قوة ومبادئ، وأوقفنا انتشار الأسلحة النووية في المنطقة.
كل كلمة في ما سبق خطأ، فإدارة أوباما فاوضت لتصل إلى اتفاق بأي ثمن يعزز «إرثه» السياسي، وتركت إسرائيل قوة نووية وحيدة في المنطقة، مع ترسانة عسكرية يُقال إنها تضمّ أكثر من 200 قنبلة نووية. أرجو أن تستضيف السعودية فوراً وحدات نووية باكستانية، فيما هي تبدأ العمل على برنامج نووي تلحق به إيران وإسرائيل معاً.
في المقابل، مجرم الحرب بنيامين نتانياهو، قال إن الاتفاق «خطأ تاريخي مذهل»، وأقول إن الخطأ قيام إسرائيل في أرض فلسطين ثم وصول إرهابي مثله إلى رئاسة الوزارة فيها. هو قال أيضاً، إن الاتفاق «من أسوَد أيام التاريخ»، وأقول إنه وإسرائيل من أسوَد أيام التاريخ، فقد كان في حيّز المستطاع أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة في 22 في المئة فقط من أرض فلسطين، وجاء نتانياهو أول مرة رئيساً للوزراء بين 1996 و1999، وعطل محاولات بيل كلينتون لإيصال عملية السلام إلى نهايتها المنشودة. وعاد الآن ليدمر إطلاقاً آخر الآمال بسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
نتانياهو عار على إسرائيل ويهود العالم، ولطخة سوداء في تاريخ الإنسانية، وكل مَنْ معه مثله.
يا عرب، «حليفكم» الأميركي باعكم. لا تضحكوا على أنفسكم. دافعوا عن مستقبلكم.
لا أستطيع أن أهمل اليونان في مقالي اليوم، فقد توصلت إلى اتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي هو الاستسلام في الحقيقة، وهو الاتفاق الثالث في خمس سنوات لتعويم اليونان مالياً، بعد أن بلغ الدَين القومي 350 بليون دولار.
اليونان وافقت على كل ما طُلِب منها، مثل رفع الضرائب وخفض مرتبات التقاعد، وهي تحتاج إلى 82 بليون دولار للنهوض من كبوتها، وربما 86 بليوناً أو 91 بليوناً. وسيكون هناك صندوق لبيع ممتلكات للحكومة اليونانية، ربما جلب 50 بليون دولار.
البرلمان اليوناني يجب أن يوافق على الاتفاق فيما البنوك اليونانية مغلقة، والبنك المركزي الأوروبي يتردد في منحها أي سيولة.
المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، تقول إن إيجابيات الاتفاق أكثر من سلبياته، والاتفاق يعطي صندوق النقد الدولي دوراً في العملية. لا ثقة عندي في مركل أو رئيسة الصندوق كريستين لاغارد، فأدعو أن يساعد ربنا شعب اليونان حليف العرب.
1065 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع