الدفع على القطعة : يدفع صاحب العمل للشغيل حسب عدد القطع , قمصان احذية بطانيات او مقالات .. لخ .. مع التقيد الصارم بالنموذج الذي يصممه صاحب المشروع , التزام الأجير بالنموذج والأهتمام بعدد القطع , يكون على حساب الجودة والنوعية , والذوق والمهارة والأبداع والموهبة على اصعدة الثقافة والسياسة , تتبع بعض المؤسسات الأعلامية , حكومية كانت او خاصة , نظام الدفع على عدد المقالات ( القطعة ) مع الألتزام الحرفي بالنموذج الذي يحدده صاحب الموسسة , بعد التطبع على ثقافة القطعة , يفقد الكاتب موهبته وحرية عطاءه وتمسخ شخصيته ( برغي ) في مؤسسة الممول .
واحد من كتاب القطعة التابع لمؤسسة المدى , خرج علينا بمقالة ثورية يستنهظ فيها مثقفي العراق " اين انتم يا مثقفي العراق ... هذا يومكم ... حيهم ـــ احنه النخبطهه ونشرب صافيهه ــ " , غير انه لم يوضح لنا اي سرب يعني بمقالته , سرب مؤسسة المدى او سرب الأقليم , وكلاهما ( ... يـن بفـد الباس .. ) , ام اسراب المركز وما اكثرها , وضد من هذه المرة , من سيدفع ثمن سلاح التسقيط وفبركة الأكاذيب وذخيرة الأشاعات والتشويه والجهة التي ستتكفل بتسليم التكاليف والتعويضات والمكرمات , وما هي اسماء الأوسمة وقيمها المادية ومن سيعلقها على صدور التوابين من الثوريين !! ؟؟ .
اشار عالم الأجتماع العراقي الدكتور على الوردي الى " ازدواجية الشخصية العراقية " , ولو عاد اليوم , خاصة بعد مرحلة التسلط البعثي , بأرهابه وحروبه وحصاراته وما اظافته السنوات الثمانية الأخيرة , وقرأ ما يكتبه مثقفي القطعة وما يصدروه من بيانات ونداءات استنكارية اوتضامنية , لغير وجهة نظره , وتحدث عن شخصية عراقية متشظية منشطرة مهشمة من اخمص سياسييها حتى فوهة مثقفيها , حيث تم سحقها واعادة استنساخها بعد الأستغناء عن مضمونها الوطني .
كتاب القطعة : هل حقاً مقتنعون بسلوكهم صادقون بأنحيازهم وكم وصل عدد الأجزاء التي انشطرت اليه شخصيتهم خلال مسيرتنهم النضالية ومنها الثمانية سنوات الأخيرة !! ؟؟؟ .
الأمر مقلقاً جداً . قدرة التلون وعراقة التكيف وخبرة الألتواء والألتفاف لأسراب الأنتكاسات التاريخية , تشكل الآن خنجر السياسي في خاصرة الرأي العام العراقي , انها منزلقات قاتلة في طريق اي حراك يريد للمشروع الوطني مستقبلاً , هنا على كل عراقية وعراقي , مثقفاً كان ام سياسياً او مواطن لا يملك الا شرف الأنتماء والولاء لوطنه وشعبه , ان يحترم موقفه ونقاء ذاته ولا يتردد عن المواجهة , مع انها الآن غير متكافئة , فالطريق الأسلم يبدأ من حيث الأشارة الصحيصة مهما تعددت العثرات .
لم تمض على النداء الثوري لذلك الكاتب ( المداوي ) اكثر من عشرة ايام , حتى اصدر ( مصطر) اللجنة العربية للتضامن مع القضية الكوردية , بياناً يطالب فيه الحكومة العراقية بسحب قواتها الى ثكناتها , والا فالأمر ليس " سفرة ربيعية !!! " يعنون الحرب التي سينهزم فها العراق امام الأقليم , وهنا انتحرت قطرة الخجل .
امر جميل , ان يتضامن بنات وابناء العراق مع بعضهم , والأجمل لو طالبت لجنة التضامن ايضاً , قوات البيش مركه بسحب قواتها الى مواقعها التي كانت عليها قبل احتلال العراق في 2003 , وترك هامش من الحرية للناس ليعالجوا امورهم الحياتية وعلاقاتهم التاريخية ومنافعهم المشتركة في مناطقهم التي يتنازع عليها الأخرون من خارجها , والدعوة غير المنحازة للتروي والتهدئة , تماماً كموقف الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين .
اعضاء التجمع العربي للتضامن مع القضية الكوردية , وعمر اصغرهم لا يقل عن الثمانية والستون عاماً وقد تجاوزت بقايا شيخهم المخضرم الثامنة والسبعون عاماً يجتر ايامه بين المستشفيات والمصحات , او يغفوا بمقعده في اوتيلات ( 5 ــ 7 ) نجوم , عليهم ان يتقوا اللـه ويراجعوا المتبقي من ضمائرهم ويستعيدوا رشدهم وتوازنهم , ويفكروا في وضعهم الصحي والنفسي , ويكتفوا بما وفروه لهياكلهم الراحلة قريباً ( ونحن اللاحقون ) من الغطاء المادي والمعنوي خلال الثمانية سنوات الأخيرة , ونتمنى لهم ان يحتفظوا ايضاً , بغطاء معنوي يلف نهاياتهم حتى لا تشعر نعوشهم بفاجعة الوحشة لقلة عدد المتملقين خلفها , هذا اذا كانت شروط تعاقداتهم غير مجحفة, وقد دفعوا اكثر ما في ذمتهم, ولم يفقدوا بعد ملكية مواقفهم .
كثافة نداءاتهم وبياناتهم وتصريحاتهم الأستعراضية , وزخم قوائم توقيعاتهم الأستنكارية والتضامنية , تؤكد على انهم دخلوا مرحلة سن اليأس النضالي مغامرين في التوقيع على عقود الدفع على القطعة والأستعداد لقول وكتابة ما يتحفظ عليه حتى اصحاب القضية .
عتب قد لا يغيض الأخوة في حكومة الأقليم , وهم يملكون في صفوف شعبهم , من داخل وخارج العراق , مئآت الكتاب والباحثين والمؤرخين والأعلاميين الكفؤين النزيهين المخلصين لقضية شعبهم , الا يتعمدوا تهميشهم والأستغناء عن طاقاتهم وتركهم يعانون التشرد والغربة وضغط الضروف المادية والمعنوية , ثم تبذير الألاف من الدولارات شهرياً على مداحين عرب لا يعرف تاريخهم الثبات على مواقف وطنية , خاصة اثناء المحن والأنتكاسات التي تعرض لها العراق والشعب الكوردي منه بشكل خاص , واحياناً كما يقول المثل " يجمل الغركان خطه " نحن على ثقة , لو انقطع عنهم شريان المكرمات , لنضح عظمهم مخزون التطرف الشوفيني القومي .
انه مجرد عتب لا يكلف, لكنه قد يوفر الفرص لمثقفي كوردستان, ليرسموا الطريق الأنجع لمسيرة شعبهم نحو مستقبل قضيته , كما ويوفر الملايين من الدولارات لشعب كوردستان , تلك التي تبذر مكرمات على منتفعين لا قضية لهم , ومن لا يحترم قضيته , سوف لن يكون صادقاً في التضامن مع قضية اخرى , وهم في المحصلة , قد فقدوا احترام المواطن العراقي وثقة المواطن الكوردي .
516 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع