يطيب لي ويشرفني ان أزف أجمل التهاني والتبريكات للأخوة والأخوات معاقي العراق ومعهم كل معاقي العالم بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاعاقة وهو اليوم الذي أقرته الامم المتحدة ليكون يوماً خاصاً بهذه الفئة الكريمة ( والذي يوافق هذا اليوم الثالث من ديسمبر من كل عام ) .
أن المعاقين من أبناء بلدي الحبيب العراق يستحقون الكثير من الجهد والعمل من أجل تمتعهم بكافة حقوقهم الشرعية وإلانسانية التي أقرتها الاديان السماوية والقوانين الدولية في أن يكون لهم حضوراً مؤثراً وفعالاً في الحياة البشرية وحركة المجتمع
لقد أقر الدستور العراقي الجديد في المادة 132 حق المعاقين في أن ينالوا نصيبهم من الاهتمام والرعاية وألزم الدولة العراقية بصيانة حقوقهم والسهر عليها ورعايتهم وبما يستحقونه في ثروات بلادهم وهذه المادة الدستورية مهمة جداً لكونها جأءت بضغط إنساني وجهد خلاق من قبل منظمات المجتمع المدني والمعاقين لكي يصبح الحق الدستوري هو الفيصل والحكم وليس الهبات الشخصية من كان من يكون هي ما تقرر حقوق المعاقين
نعم إن هذه المادة الدستورية تحتاج تضافر الجهود الخيرة من جميع شرائح المجتمع العراقي الكريم لتكون موضع التطبيق
لذا أدعو كل السادة الكتاب والمثقفين وكل اصحاب الضمائر الحية الى أن يدلوا بدلوهم في موضع ٍ إنساني كبير وهو موضع وطني بالمقام الاول لإن حقوق المعاقين ليست ضمن إلاطار الاجتماعي فقط وأنما هي قضية وطنية كبيرة لكونها تعنى بملايين من المعاقين وعائلاتهم الكريمة التي تجابه وحدها أعباء العناية بالمعاق
أن تغير الصورة النمطية للمعاقين في وسائل الاعلام وفي الذهنية المجتمعية أمر في غاية الاهمية لأن تأهيل المعاق يبقى ناقصاً إن لم يصاحبه تأهيل المجتمع وجعله يتعامل مع هذه الفئة بكل ما تستحقه من إحترام ٍ وتقدير
أن توفير الخدمات الطبية والتجهيزات الخاصة والمستشفيات والمراكز التاهيلية وتدريب الكوادر الطبية والصحية على كيفية التعامل مع المعاقين هو جزء لا يتجزاء من منظمومة وطنية تأخذ على عاتقها العناية بهذه الفئة الاجتماعية المهمة من خلال دمجهم في المجتمع
أن خلق فرص العمل للقادرين من المعاقين وتيسير سبل الوصول الى المدارس والمعامل والمتنزهات وكل المرافق العامة حق طبيعي لهذا الفرد العراقي
نحتاج الى منهاج عمل كبير وفي كل مرافق الحياة العامة والخاصة لكي يتم التعامل وبجدية وبإحترام ٍ وأعتزاز ٍ مع قضايا المعاقين وحقوقهم وعدم هدر كرامتهم الانسانية / ان فهم طبيعة النفس البشرية والمتغيرات التي تصاحبها يتطلب من الباحثين والاختصاصين في المجال النفسي والاجتماعي أن يشخصوا العلل والمشاكل التي يعاني منها المعاق العراقي على وجه التحديد والذي وجد نفسه على قارعة الطريق يستجدي العطف ممن كان السبب في إعاقته وبدلاً من أن يكرمه ويعتني به تركه الى الضياع فلا سكن ولا متر واحد في عراقٍ للمعاق في كل شبر فيه قصة ودم ِ وتضحيات ولا تعليم لائق ولا عناية صحية كانت ولا تزال لدينا امال وطموحات ورؤية تستند الى واقع ٍ معاش لأجيالٍ من العراقيين قضوا زهرة أعمارهم في خدمة بلدهم كما يشاطرهم الالم والمعاناة والاحلام اطفال صغار ولدوا باعاقة نتيجة لعدم توفر الرعاية الصحية وغيرها من أسباب
كما هناك النساء المعاقات واللواتي يعانين التهميش والعزلة والاستغلال في بعض الاحيان
أننا في هذه المناسبة لا نريد أن ننكأ الجراح فكل عراقي أصيل يعرف معاناة هذه الفئة العراقية التي تتزايد أعدادها ومعاناتها وتذهب صراخاتها في وادي سحيق ولا يسمع صداها إلا أصحاب القلوب الرحيمة والفكر النير
الموضوع كبير جداً ومهم جداً لكونه يمس حياة الملايين من العراقيين من زاخو حتى الفاو وهم جميعاً يعانون نفس المعاناة
فهل من مجيب لنداء أستغاثتهم في يومهم العالمي العتيد؟؟
على الصعيد الشخصي أدعو الله تعالى أن يحفظ المعاقين وعائلاتهم الكريمة ويعينهم على تجاوز الصعاب التي تواجههم وعلى كافة الصعد وأتمنى من كل قلبي أن يأتي اليوم الذي ينعم فيه كل معاق ِوكل فردِ عراقي بحقه في الحياة الكريمة وأن لا نبقى نقارن حياة المعاقين العراقيين بما نشاهده في العالم الغربي على وجه الخصوص من عناية ورعاية وفهم ٍ مجتمعي كبير لطبيعة الاعاقة
لتكن هذه المناسبة فرصة للتحرك وليس كلمات ٍ تلقى ومهرجان ٍ للخطابة وتوزيع الحلويات والتقاط الصور التذكارية وينتهي الامر عند هذا الحد
كل عام ٍ ومعاقي العراق والعالم بالف خير
كل عام والعراق وأهله الكرام بالف خير
والله من وراء القصد
مثنى عبيدة حسين
840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع