ها قد صدرت نتائج المصادقة الرسمية على الكيانات السياسية التي ستخوض غمار المنافسة في انتخابات مجالس المحافظات المقرر اجراؤها في نيسان القادم ، والكيانات التي قدمت طلباتها الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتمت المصادقة عليها باعتبارها كيانات سياسية تحمل اسم الكرد الفيليين هي اربعة ،
ولخبرتي السابقة وتجاربي مع الفيليين فلست انتظر من هذه الكيانات بالطبع ان تثبت وجودها او ان تكون على ادنى قدر من المسؤولية التي يفرضها عليهم ما يروجونه هم انفسهم من قبيل انهم المهتمين والمتصدين والناشطين في المجال الفيلي ، ولكن رغم ان قلبي مملوء قيحاً من تجارب سابقة ، الا ان واجبي الاخلاقي تجاه المكون الفيلي يحتم علي نبذ الرأي الشخصي والتحدث بما اراه نافعاً للمصلحة العامة .
لنلقي نظرة سريعة على تلك الكيانات الاربعة ثم نوضح افضل ما يجب ان يحصل من وجهة نظرنا .. بدءاً فأن واحداً من هذه الاربعة هو كيان مسجل منذ انتخابات مجلس النواب الماضية والثلاثة الاخرون هي كيانات مستحدثة وطلبت التسجيل لأول مرة رغم اننا نعرف شخوصها قبل ذلك ولهم نشاطات متباينة في نسبتها واهميتها ، ولكن ككيانات رسمية مسجلة على وجه الاستقلال فهذه هي المرة الاولى لهم ، اما الاول فهو المؤتمر الوطني العام للكرد الفيليين برئاسة سماحة الشيخ النعماني ، واما الثلاثة الاخرى فهي قائمة التآخي للكرد الفيليين ومنظمة السلام للكرد الفيلية وكتلة العهد للكرد الفيليين .
بالنسبة لقائمة التآخي فهي قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا ما نلمسه ويتضح لنا لو القينا نظرة عن كثب على اسم رئيس القائمة الذي هو الاستاذ والصديق كاك اسماعيل سايمير ، وحين يدخل البارتي الى ساحة المنافسة فعلى الاخرين ان يعيدوا حساباتهم جيداً ، وهؤلاء الاخرون خير من يعلم بامكانيات وزخم البارتي ، فرغم ان كلاً من البارتي والاتحاد لم يستطيعا الحصول على مقعد في انتخابات مجالس المحافظات السابقة في بغداد ، الا اننا كمتابعين ندرك جيداً ان العملية هذه المرة ستختلف بعد تعديل القانون وتخصيص مقعدين للفيليين احدهما في بغداد والاخر في واسط ، وعلى هذا فالمقعد المخصص لبغداد قريب جداً لأن يكون من حصة البارتي ، خاصة وان هذا الحزب العريق قد غير من استراتيجيته ازاء الفيليين هذه المرة وحرص على تقديم اسماء مستقلة فقط ضمن قائمته الانتخابية وهذا ما وردنا بخصوص بغداد وما نحن متأكدون منه بخصوص واسط ، وهذه خطوة ذكية وجيدة تحسب للبارتي .
إذن ، ماذا ستفعل الكيانات الفيلية الثلاثة الاخرى ازاء هذه الحقيقة ..؟ السيناريوهات المحتملة هي كالتالي .. لو تنافسوا منفصلين على المقاعد العامة فهذا يعتبر انتحاراً سياسياً لأنهم بالنتيجة لن يحققوا اي شيء وستذهب جهودهم هباءً وهذا من البديهيات ، ولو نافسوا الحزب الديمقراطي على مقعد الكوتا فهذا ايضاً سيجعلهم في ذيل قائمة المتنافسين ، السيناريو الثالث وهو الوحيد الذي يجب ان يقوموا به هو ان يتحدوا فيما بينهم لخوض الانتخابات وان يشكلوا ائتلافاً انتخابياً ينافسون الاخرين به على المقاعد العامة ، وفي هذه الحالة لو نجحوا في تحقيق القاسم الانتخابي الذي يؤهلهم للحصول على مقعد فسوف يكون لنا مقعدين ، ولو فشلوا ففي كل الاحوال لدينا المقعد الذي اكاد اجزم انه سيكون للبارتي فيما لو انتهج نفس سياسته في واسط ، وقام بترشيح اشخاص اكفاء ومشهود لهم بالنزاهة من الفيليين المستقلين ، اما الائتلاف الفيلي الذي ادعوا اليه فسيكون قد ربح شيئاً اكبر من مجرد مقعد في مجلس محافظة مكون من ثمانية وخمسين مقعداً ونسبته في التصويت على قرارات المجلس ستكون اقل من اثنين بالمائة !! ، في حين ان الائتلاف الفيلي فيما لو تشكل فالفيليون سيكونون الرابح الاكبر باعتباره سيكون نواة لتوحدهم واساساً يمكن البناء عليه مستقبلاً خاصة وانه بانتظارنا انتخابات كبرى بعد سنة ونصف من الان واقصد بها انتخابات مجلس النواب العراقي .
ولكن رغم ان باب التقدم لتشكيل الائتلافات السياسية مفتوح في المفوضية بكل مكاتبها منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي ، الا انه واستناداً الى اتصالاتي الهاتفية وزياراتي لقلب دائرة المعلومات المختصة بهذا الموضوع لم يتم تسجيل اي ائتلاف فيلي لحد هذه اللحظة ، وهذا التشرذم والسطحية في التعامل مع موضوع عملاق مثل موضوع الانتخابات ، لا يمكن الا ان يكون ناتجاً عن واحد من اثنين ، اما انه تنفيذ لأجندات معينة أو انه سذاجة ، ومع ان من الصعب علي ان اصف اهلي بالسذاجة الا ان وضع اليد على الجرح لعلاجه وايقاف نزفه الدامي المستمر افضل الف مرة من دفن الرأس في التراب او الاكتفاء بالشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولا يمكن لها بأي حال من الاحوال ان تشكل خارطة طريق لحل مشاكلنا المتعددة .
وفي الختام لابد لي من التساؤل هل ستكون الكيانات السياسية الفيلية التي صادقت عليها مفوضية الانتخابات على قدر المسؤولية .؟ وهل سنشهد ولادة الائتلاف الفيلي الموحد قبل فوات الاوان ..؟ انا ادعو الجميع لأن يتخلوا ولو لمرة واحدة عن مزرعة البصل التي كلهم فيها رؤوس وان يضعوا المصلحة العامة نصب اعينهم ، وان يتصرفوا وفق ما يمليه عليهم واجبهم الاخلاقي تجاه اهلهم وتحتمه ظروف المرحلة لو كانوا حقاً مستقلين في قرارهم السياسي ولا هم لهم الا القضية الفيلية كما نسمع منهم مراراً وتكراراً ، كما ادعوا الجماهير الفيلية الى ترقب الايام القادمة ودعم الائتلاف الفيلي بكل قوة فيما لو تشكل او اكتشاف الحقيقة فيما لو بقيت تلك الكيانات محلك سر .
637 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع