العراق في ظل التصعيد..الى أين؟

                     

هنالك تباين و إختلاف بشأن التصعيد السياسي و الاعلامي و العسکري الذي يجري حاليا بين حکومة نوري المالکي و إقليم کردستان، لکن هذا التباين و الاختلاف يعني و في الخط العام الاعتراف بأن هناك أزمة استثنائية تعصف بالبلاد و تنتظر حلا عاجلا يعتمد المنطق و الحکمة اساسا في معالجة الموقف.

الذين يهولون من الازمة و يتخوفون من تبعاتها، يبررون ذلك بالعوامل و التأثيرات الاقليمية و الدولية و إنعکاساتها على الاوضاع في العراق، أما المتفائلون الذين يعتدقوا بإنها مجرد مشکلة جانبية متفرعة عن الازمة السياسية الموجودة أصلا بين بغداد و أربيل، لکن، وتبعا لآراء و تحليلات و رؤى العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية، فإن رأي الفريق الاول هو الاکثر رواجا و قبولا و الاکثر قربا من الواقع و من حقيقة الذي يجري، ولذلك فإن الاعتقاد الامثل الذي يجب طرحه کإستنتاج او حاصل تحصيل لما يجري هو أن الامور في خطها العام لاتحمل في ثناياها مايبشر بالخير.
العراق و منذ إعادة نصب نوري المالکي رئيسا للوزراء لولاية ثانية و بدعم خاص و بارز من جانب النظام الايراني، کان يسير وفق توافق سياسي مبني على محاصصة طائفية و عرقية ملفتة للنظر لکنها و في إطاره العام لم يکن سوى توافق هش و لايستند على رکائز قوية و متينة يمکن الاعتماد عليها، ويبدو أن معظم الاطراف العراقية و دول المنطقة أيضا کانت متفقة على هذا الاطار الهزيل، وقد کان لکل طرف مبرراته و دوافعه و أسبابه من وراء موقفه هذا، لکن الطرف الاساسي الذي کان وراء هذا الاطار الهش و يمکن القول بأنه کان ولايزال المستفيد الاکبر، هو النظام الايراني، وان کل الادلة و الشواهد تشير الى دور خاص لهذا النظام بإتجاه التصعيد خصوصا من حيث إستغلال التصعيد من أجل فرض أجندة و مواقف سياسية محددة على أطراف عراقية أخرى ولاسيما الاطراف الکردية التي تتقاطع مع حکومة نوري المالکي في موقفها من الاوضاع في سوريا، ومن المؤکد أن نوري المالکي لايهمه النظام السوري بتلك الدرجة الحالية لو لم يکن هنالك ضغط قوي جدا من جانب النظام الايراني عليه من أجل الوقوف مع نظام بشار الاسد حتى الرمق الاخير، وإن إضطرار رئيس الحکومة العراقية نابع اساسا من حقيقة کونه مديونا للنظام الايراني بإعادته لکرسي رئاسة الوزارة وان هذا الدين هو بمثابة حکاية لها بداية ولکن من دون نهاية، ولذلك فإنه يجب الانتباه جيدا الى أن نزع فتيل هذه الازمة لاترتبط بالاطراف العراقية بقدر إرتباطها بالدور المشبوه الذي يلعبه النظام الايراني من خلف الستار، وان الحل الوحيد المتاح لتهدئة الاوضاع ينبع من وضع حد لدور النظام الايراني و جعل المشکلة محصورة بين العراقيين وحدهم من دون أطراف خارجية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1193 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع