مفارقات من ايام الزمن المظلم وتالي العمر !!!

                                                          

                                  سيف الدين الألوسي

اولا لقد عشت طيلة عمري احترم الأكبر مني سنا واحترم القانون واحترم الغاية الأكبر وهي الوطن والإنسان ، تعرفت طيلة عمري على نماذج من الزين والشين ، الحقاني والحرامي ، المجد والغشاش ، المبدأي والعكس، الصديق الاصلي والمصلحجي ، الانتهازي الذي يتلون حسب الظروف بكل شي من الملبس والهيئة الى اللسان والتعبير عن النفاق ! الوطني الذي دافع عن بلاده ولم يفكر بمذهب او دين او قومية دون ان يفكر بسوبر ولا كاع بالسيدية او الدورة وقنع براتب عشرة دنانير ونصف ومع الصنف اصبح عشرين ومن ثم ارتفع بعد نشره مطوعل الى مية وعشرة دنانير !!

احترم الضابط الكبير الذي طبق مبدأ دخوله للكلية العسكرية مجردا من كل مميزات غير الدفاع عن الوطن وهيبة نفسه وكيانه ، ومنهم من يكتب في الكاردينيا اليوم ؟! بدأت بمعرفة الحياة منذ سنة ١٩٦٠ ولم ارى ما جرى للعائلة المالكة ورجال العراق مثل نوري السعيد رحمه الله الا من خلال الأهل ومن ثم الانترنت والصور ! شاهدت بعيني الجندي وهو يُبْصق على المرحوم عبد الكريم قاسم وغيره وبعد ان يمسكهم من شعرهم وهم متوفين وفي تلفزيون باي لا تتجاوز شاشته ١٩ عقدة !! اتذكر وفاة المرحوم عبد السلام عارف وموكب جنازته من الأربع شوارع فساحة الاْردن ثم الى خان ضاري والجماهير الباكية ! ومن ثم احداث واحداث وإعدامات وحروب وشهداء وووووو الخ لا داعٍ لتكرارها فقد اصبحت مملة جدا و نتذكرها جميعا ومن ثم احتلال العراق ومن ثم جرايم كبيرة ارتكبت وووو ، ما لاحظته هو طيلة كل الأنظمة والأزمنة ناس تشتم ناس وناس تتشفَّى من ناس ، سوْال ؟ هل يبنى الوطن بالتشفي والسب ؟ ام هو سلاح الضعفاء !! الوطن يبنى بالعقل ونكران الذات والعفو وطلب الرحمة من رب العباد على كل الخطايا والأخطاء . وليس بالدعاء والفشار وقلة الأدب والإيمان ، ليس لمصلحة الوطن ولكن لمصالح شخصية وعائلية خسرت وربحت ، وأنانية والخاسر الوحيد هو الوطن وشعبه ، نحتاج الى حكمة وتروي وعلماء اجتماع اذا أردنا مناقشة حالة المجتمع بالامس واليوم ، وثقيف البشر على احترام الميت ، ملاكا ، سمسارا ، مومسا اي من يكون ، فالرب والخالق هو الحكم لكل مخلوق .
ثانيا يتكلم البعض عن اهل العراق ، انا أقول هذا الشعب هو أطيب شعوب الارض وانبلها ولهذا السبب أراد الجميع أذيته بدون استثناء ! البارحة مر علي صديق وجار منذ نصف قرن من الزمان ، كان ضابط طيار واخرج للتقاعد بعد سنة ١٩٩١ برتبة عقيد ، كان مخبل رسمي وعصبي ويفشر منذ الطفولة !!! عانى ما عانى ، شاف وسكت وتحمل !!! البارحة مر علي لمشوار قريب !! الطرق مسدودة بسبب معرض بغداد !! ردنه نوقف السيارة في كراج جديد ، منعنا المرور ،هم مفوض و ر ع ،، افترينه ثلاث مرات بالازدحام وقضينا ساعة دون ان نتمكن من رصف السيارة ! تخبل صديقي وفشر وسب المرور ، وراد ينزل عليهم يتعارك وهم شباب بعمر أبناؤنا !!!! اشرت لهم وقلت له نزلني وأخذ فرة وبعدين روح بوجك للكراج ، نزلت وقلت للمرور اخوان ، تره احنه كبار وعلى وشك الخرف ، صار ساعة نفتر وترجعونه ، وصديقي بيه جلطة وأعصاب وجان نايم بابن رشد !!!!!!.

أجابوا ، العفو عمي ، هسه نفتح له الدرب بس كلنه يا هو سيارته !!!

إجه رنكو موديل ١٩٥٤ وقد تم قطع الطريق له من قبل شرطة المرور وانا معهم واقف اضحك !!

من أكول ماكو انظف وأطيب من الشعب العراقي محد يصدك !!!! بس اللي يعرف هو من عاش في غير دول !!!

ثالثا. ،كل ما اسأل عن صديق او اخ ، معظم الاجابات ، راح الى دار حقه ، بسبب جلطة او فشل كلوي او السكر او بحادث ، أولاده اليوم اما باميركا او السويد او إنكلترا او استراليا وغيرها من بلاد العالم ،. تنزل دموعي قليلا ولفترة ، وأقول مع نفسي ، انا ايضا ميت وبنفس ظروف اخوتي ولكن لم تعلن وفاتي الى اليوم !!! ...اعتذر من الجميع

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع