سيف الدين الألوسي
بالامس نشرت العديد من الفضائيات والمواقع العراقية ، وفي الفيس بوك خبر وفاة الدكتور عدنان الباججي ، ومن هذه المواقع والفضائيات تمتاز بالرصانة والمهنية ومنها بالعكس ، اتصلت بالدكتور عدنان مباشرة بعد سماعي النبأ من ابني في الولايات المتحدة الأميركية ، كان نائما فلم أرد إزعاجه ، اطمأنت عليه ، ومن ثم اتصلت به اليوم ، وانا معه على علاقة أبوية تمتد عائليًّا الى القرن الثامن عشر ميلادي ، قال ضاحكا :
لو ادري چان أني رحت لفاتحتي وأخذت من خاطري بوفاتي !!! ضحكنا وقلت له : دكتور تره هذه الأخبار كلها من المعجبات وهن من يروّجن تلك الإشاعات لغاية في أنفسهن ومثل رشدي اباظة او عماد حمدي سابقا ، ضحكنا الاثنين باسى كبير على ما وصل له البلد ومن قهر كبير يأخذ تفكير كل محب له .
الدكتور عدنان الباججي ترك العمل السياسي منذ سنوات عدة ، ولأسباب خيبته الكبيرة من الوضع وسير العمل عكس ما كان يتأمل به لوطنه ومن خير وازدهار ولهذا رجع الى ابو ظبي ليتفرغ للكتابة والبحث وليصرح بما يستطيع من اجل وطنه ولبيان كل الأخطاء التي هو يعترف بها ايضا ، ولو أخطاؤه كانت غير مؤذية للناس ولكنها كانت مؤذية له بالدرجة الاولى وهو قبوله العمل مع البعض الذي يفرقون عنه بكل شي ، من تفكير وتاريخ ونزاهة وعلم !
الرجل كتب كتابين عن مذكراته وعدة مقالات ، وكتابه عن المذكرات لم ياتي بذكر مرحلة ما بعد الاحتلال الا بجزء يسير ومحدود وكأنه يمر عليها فقط للتاريخ ، وبعكس أيامه السابقة التي مر عليها بالتفصيل الدقيق والوافي معززة بالصور ، وخصوصا اثناء خدمته الطويلة التي بلغت ما يقارب السبعة عقود من الزمن .
عملت مع الدكتور عدنان الباججي ثلاثة سنوات وانا لم اعمل بالسياسة سابقا وعند تركه العمل السياسي في العراق تركته ايضا وانا غير نادم ، كان تجمعه الديمقراطي يضم العديد من خيرة العراقيين بكل مجالات الحياة وكلهم تكنوقراط ياملون خيرا للبلد ، من ضباط اكفاء الى أطباء ومهندسين وفنانين وأدباء وبمختلف التوجهات لهم يربطهم توجه واحد هو حب العراق والنهوض به ، لم يكن التجمع حزبا ، بل هو أشبه بنادي ثقافي له لجان طبية وعسكرية وهندسية وبيئية وفنية وثقافية واقتصادية ونفطية ووو ، تعمل بجد كونها تضم النخبة من اجل وضع مقترحات وحلول للمشاكل التي يعاني منها العراق .
كانت جريدة النهضة تصدر بكل حياد وهي جريدة ثقافية تحاول نشر الافضل وكانت تضم لجنة تحرير وكتاب وصحفيين من النخبة والنوع.
بالامس نشروا خبر وفاته الكاذب ، وهو الرجل الذي تجاوز التسعين وفقد زوجته ، شريكة حياته لسبعة عقود ، لم يؤذي احدا ولا توجد في نفسيته روح للأذى ، لم يحقد على اي بشر طيلة حياته ولم يذكر بسوء اي شخص امامي وكان متألما جدا لما حصل ويحصل للعراق وهو غير قادر على فعل شي ويعلم ماذا يحدث ، بالعكس هو الذي خسر ولم يربح !!! كان لا يقصر في مساعدة الفقراء وكل سائل ، وكان يوزع راتبه من مجلس الحكم على عوائل متعففة وزوجات شهداء يأتين بانتظام لتسلم رواتبهن والله الشاهد وانا الشاهد ايضا ! لم ينسى احدا ممن عملوا معه منذ بداية حياته وكان يذكرهم ويتسامر معهم بكل جد ، له قابلية كبيرة على التذكر وتذكر الأحداث بالتفاصيل رغم سنه ! العديد من كتاب مجلة الگاردينيا يعرفوه وتعرفوا عليه وهم يكنون له المحبة وهو يكن لهم كل المحبة والتقدير . وهم يعرفون بان الرجل لم يكن يبغى غير خير العراق ولكن حورب من الجميع دون استثناء !!!
السؤال هنا ؟: رجل بمثل هذا العمر والتاريخ نشرت وفاته ، لماذا هذا التشفي من البعض به وهم لا يعرفوه ولم يختلطوا به ؟! كلمات للتشفي تبين حاجة البعض لمصحات نفسية وتربية بيتية وخلقية ، كذلك كما كان التشفي بالمرحومين احمد الجلبي وَعَبَد الرزاق عبد الواحد وميادة العسكري في هذا الأسبوع فقط !!!! كل طرف يتشفى بما له وليس عليه !!!! السيد المسيح عليه السلام يقول بان الجميع له خطيئة ، وجل من لا يخطأ ولكن !!!
طبعا في نفس الوقت لاحظت كتابات وتعليقات لاناس أقف لهم احتراما على كل كلمة كتبوها بالحق وانا اقصد اليوم بالذات تعليقات الخبر في الكاردينيا ومن الاستاذ الفاضل سالم ايليا والأخ العزيز حسين الفراجي وغيرهم ممن كتبوا في المواقع والفيس بوك وترحموا على كل الموتى والشهداء دون استثناء ، رحم الله كل موتى العراق من تاسيسه وكل الشهداء وكل من يموت في الغربة وعينه على تربة ارضه ، وعسى ان يصلح البعض نفوسهم وخلقهم فان المسبة والتشفي تنقص من هيبة واحترام صاحبها ،،،،،،، كل التقدير والمحبة
4814 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع