قبور ضائعه .....

                                             

                          د.علي حسين علي

       

          قبور ضائعه ..قبرالامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه

بعد الاختلاف حول السلطه والنفوذ الذي بدأ في عهد الامام علي رضي الله عنه تحت حجج مختلفه اهمها مقتل الخليفه عثمان بن عفان رضي الله عنه  ونشوب الصراع واختلاف الامه وتمخض عن تفرقها وظهور الكثير من الفرق التي تدعي الاسلام متخذة الخلاف حجه ومنها بل واكثرها كانت تهدف لهدم الاسلام حتى وصل عدد هذه الفرق اكثر من سبعين فرقه كل منها تدعي انها الفرقه الناجيه وهي على المنهج الصحيح ..

نتيجة لوجود التخاصم والذي ساده الانتقام وخاصة عادة  نبش القبور لشخصيات اسلاميه معروفه فقد دأب المسلمون على اخفاء قبور الخلفاء والقاده والشخصيات اضافة الى ان المسلمين لم يكونوا يهتمون اصلا الى القبور وتنظيمها بحيث يدفن الشخص في بقعه دون علامه او قبر ظاهر الامر الذي ادى الى ضياع العديد من القبور والذي فسح المجال اما اختلاق القصص والرويات حول قبور الائمه والصالحين ولذلك نرى الكثير من القبور التي تظهر فجأة قرب التجمعات السكانيه او على طريق القوافل او في اماكن مختاره بقصد التكسب او نشر افكار او مخبأ للاعمال السريه وغير ذلك ..
موضوعنا اليوم هو سؤال وجهه الكثير من عامة الناس حول قبر الخليفه الرابع الامام علي بن ابي طالب  رضي الله عنه وارضاه الذي اغتالته الخوارج على يد ( عبد الرحمن بن ملجم ) وقيل في قبره ومكانه الكثير واختلفت فيه الروايات واليكم ما ورد عن علماء الامه والمؤرخين ..
1 .   أنه دُفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وهو قول محمد بن سعد كما في "تاريخ بغداد " ( 1 / 136 ) للخطيب البغدادي ، وقول ابن خلكان ، كما في كتابه " وفيات الأعيان " ( 4 / 55 ) ، ونسبه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ) لجمهور أهل المعرفة .
2. أنه دُفن في الكوفة في مكان غير معلوم ، وهو قول عبد الله العجلي ، كما نقله عنه الخطيب البغدادي في كتابه " تاريخ بغداد " ( 1 / 136 ) .
3. أنه دُفن في الكوفة أولاً ثم نقله ابنه الحسن إلى المدينة ، وهو قول الحافظ أبي نعيم ، كما نقله عنه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ( 1 / 137 ) .
4. أنه لا يُدرى أين قبره على الحقيقة ، وهو قول إبراهيم الحربي ، كما نقله عنه ابن أبي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة " ( 1 / 92 ) ، وهو قول كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميري ، كما ذكره في كتابه " حياة الحيوان الكبرى " ( 2 / 308 ) .
5 .وأقرب الأقوال إلى الصحة أنه دُفن في قصر الإمارة في الكوفة ، ولا يُدرى على الحقيقة البقعة التي دُفن فيها في القصر ؛ وقد عُمَّي مكان قبره لئلا تنبشه الخوارج فيعرضونه للمهانة .
6 .قال شيخ الإسلام ابن تيمية  :
 ومثل مَن يظن مِن الجهال أن قبر علي بباطن النجف ، وأهل العلم بالكوفة وغيرها يعلمون بطلان هذا ، ويعلمون أن عليّاً ومعاوية وعمرو بن العاص كلٌّ منهم دفن في قصر الإمارة ببلده خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوه" انتهى " منهاج السنة النبوية " ( 7 / 43 ) .
7 .وقال ابن تغري بردي – رحمه الله - :
"وقال جعفر بن محمد عن أبيه قال : صلَّى الحسن على عليٍّ رضي الله عنه ، ودُفن بالكوفة عند قصر الإمارة ، وعمِّي قبره لئلا تنبشه الخوارج" انتهى من" النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " ( 1 / 120 ) . . أما المشهد الذي في النجف والذي يزعم بعض الشيعه أنه قبر علي بن أبي طالب فمما يُجزم بكذبه .

وأول من زعم أن قبر علي بن أبي طالب في " النجف " هو : عضد الدولة البويهي أبو شجاع فنَّاخُسرو ابن السلطان الحسن الملقب ركن الدولة البويهي الديلمي ، والذي توفي سنة 372 هـ .
قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته - :
"وكان شيعيَّا جلداً ، أظهر بالنجف قبراً زعم أنه قبر الإمام علي ، وبنى عليه المشهد ، وأقام شعار الرفض ، ومأتم عاشوراء ، والاعتزال" انتهى من" سير أعلام النبلاء " ( 16 / 250 ) .
8 . وقد قال بعض العلماء إن ذاك القبر الذي أظهره ذاك الحاكم  هو قبر الصحابي الجليل المغيرة بن شعبه رضي الله عنه
قال الذهبي – رحمه الله - :
"وقال مطيَّن : لو علمت الشيعه قبر من هذا الذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته ، هذا قبر المغيرة بن شعبة " انتهى من" تاريخ الإسلام " ( 3 / 651 ) .
9 .  قال شيخ الإسلام ابن تيمية   - :
"وأما المشهد الذي بـ " النجف " : فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس بقبر علي ، بل قيل : إنه قبر المغيرة بن شعبة ، ولم يكن أحدٌ يذكر أن هذا قبر علي ولا يقصده أحد أكثر من ثلاثمائة سنة مع كثرة المسلمين من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة ، وإنما اتخذوا ذلك مشهداً في ملك بني بويه الأعاجم بعد موت علي بأكثر من ثلاثمائة سنة ، ورووا حكاية فيها أن الرشيد كان يأتي إلى تلك ، وأشياء لا تقوم بها حجة" انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 4 / 502 ) .
وقال  أيضاً - :
"وأما مشهد علي : فعامة العلماءاتفقوا على أنه ليس قبره ، بل قد قيل : إنه قبر المغيرة بن شعبة ؛ وذلك أنه إنما أظهر بعد نحو ثلاثمائة سنة من موت علي ، في إمارة بني بويه ... .
وجمهور أهل المعرفة يقولون : إن عليّاً إنما دُفن فى قصر الإمارة بالكوفة أو قريبا منه ، وهكذا هو السنَّة ، فإن حمل ميت من الكوفة إلى مكان بعيد ليس فيه فضيلة : أمر غير مشروع ، فلا يظن بآل علي رضى الله عنه أنهم فعلوا به ذلك ، ولا يظن أيضا أن ذلك خفي على أهل بيته وعلى المسلمين ثلاثمائة سنة حتى أظهره قوم من الأعاجم الجهال ذوي الأهواء"
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ، 447 ) .
وإذا كان ذاك المشهد في النجف ليس هو قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأولى بأن يكون كذباً ادعاء أن قبره رضي الله عنه في " أفغانستان " في " مزار الشريف " ! وإنما يدَّعي ذلك ويزعمه  الذي يسوِّقون للشرك في الأمة ، وكم لهم في ذلك ادعاءات ومزاعم يُعلم أنها كذب ككذبهم في مكان قبر آدم وهود وقابيل وكثير غيرهم من الصالحين ،   
 هذا كان قول اهل السنه والجماعه في مكان القبر  ولنرى قول علماء الشيعه
---------

1. جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد:
لما قتل علي ( عليه السلام ) قصد بنوه أن يخفوا قبره ( بوصية منه ) خوفاً من بني أميّة والمنافقين والخوارج أن يُحْدِثوا في قبره حدثاً، فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة ـ ليلة دفنه ـ إيهامات مختلفة، فشدّوا على جملٍ تابوتاً موثقاً بالحبال، يفوح منه روائح الكافور وأخرجوه من الكوفة في سواد الليل صحبة ثقاتهم، يوهمون أنهم يحملونه إلى المدينة فيدفنونه عند فاطمة ( عليها السلام ); وأخرجوا بغلا وعليه جنازة مغطاة يوهمون أنهم يدفنونه بالحيرة، وحفروا حفائر عدّة، منها في رحبة مسجد الكوفة، ومنها برحبة قصرالامارة، ومنها في حجرة في دور آل جعدة بن هبيرة المخزومي، ومنها في أصل دار عبد الله بن يزيد القسري بحذاء باب الورّاقين مما يلي قبلة المسجد، ومنها في الكناسة ـ محلّه بالكوفة ـ ومنها في الثويّة ـ موضع قريب من الكوفة ـ فعمي على الناس موضع قبره، ولم يعلم دفنه على الحقيقة إلا بنوه والخواص المخلصون من أصحابه فإنهم خروجوا به ( عليه السلام ) وقت السَحَرْ في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان، فدفنوه في النجف بالموقع المعروف بالغري، بوصاية منه ( عليه السلام ) إليهم في ذلك، وعهد كان عهد به إليهم، وعمي موضع قبره على الناس.

 2 .اما الشيعة فمتفقون خلفاً عن سلف نقلا عن أئمتهم أبناء أمير المؤمنين ( عليه وعليهم السلام ) أنه قد دفن في الغري في الموضع المعروف الآن في مدينة النجف الأشرف ووافقهم المحققون من علماء سائر المسلمين والاخبار فيه متواترة. أما قول أبو نعيم الاصبهاني أن الذي على النجف إنما هو قبر المغيرة بن شعبة فغير صحيح لأن المغيرة بن شعبة لم يعرف له قبر وقيل أنه مات بالشام.
3 .وفي شرح نهج البلاغه لابي الحديد ورد ايضا  :
وهكذا لم يزل قبره ( عليه السلام ) مخفيّاً ، لا يعرفه غير أبنائه والخُلَّص من شعيته ( عليه السلام ) .
حتى دلَّ عليه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أيام الدولة العباسية ، حينما زاره عند وروده إلى أبي جعفر المنصور وهو في الحيرة ، فعرفته الشيعة ، واستأنفوا إذ ذاك زيارته .
وكان قبل ذلك قد جاء أيضاً الإمام علي بن الحسين بن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) من الحجاز إلى العراق ، مع خادم له لزيارته ، فزاره ( عليه السلام ) ثم رجع .
ثم عرَّفه وأظهره الخليفة العباسي هارون الرشيد ، بعد سنة ( 170 هـ ) ، فعرفه الناس عامَّة .
وكان أول من عَمَّر القبر الشريف هو هارون الرشيد ، بعد سنة ( 170 هـ ) ، لأن الرشيد استخلف سنة ( 170 هـ ) ، ومات سنة ( 193 هـ ) .
4 .المسائل العكبرية - الشيخ المفيد ص 79 : -

المسألة الرابعة والعشرون

قال السائل : قد أجمعنا على أن الحجج عليهم السلام أحياء غير أموات يعون ويسمعون ، فهل هم في قبورهم ؟ فكيف يكون الحى في الثرى باقيا ؟
والجواب  : ، أنهم عندنا أحياء في جنة من جنات   الله عزوجل ، يبلغهم السلام عليهم من بعيد ويسمعونه من مشاهدهم ، كما جاء الخبر بذلك مبينا  على التفصيل ، وليسوا عندنا في القبور حالين ، ولا في الثرى ساكنين . انتهى
اي انهم غير مدفونين فيها وعليه هي ليست قبورهم ؟؟

 
5 . يقول بعض مؤرخي  الشيعه  :
إن اولاده الحسن والحسين  عليهم السلام قد حملوه بتابوت على بعير وخرجوا به من الكوفه  الى المدينه المنوره لدفنه عند فاطمة الزهراء عليها السلام واصابتهم عاصفه في الطريق و ضل البعير منهم فأخذته طئ يظنونه مالاً  لان لم تكن العاده ان يوضع الميت في صندوق في تلك الفتره ، فلما رأوا أن الذي في الصندوق ميت ، ولم يعرفوه دفنوا الصندوق بما فيه فلا يعلم أحد أين قبره وبذلك فان قبره مجهول .
6 . ذكر الفقيه محمد بن معد الموسوي قال : رأيت في بعض الكتب الحديثية القديمة ما صورته : حدثنا أبوجعفر محمد بن عبدالعزيز بن عامر الدهان ( 6 ) قال : حدثنا علي بن عبدالله الانباري ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن عيسى ابن أخي الحسن بن يحيى ، قال : حدثني محمد بن الحسن الجعفري قال : وجدت في كتاب أبي وحدثتني امي عن امها أن جعفر بن محمد حدثها أن أميرالمؤمنين عليه السلام أمر ابنه الحسن عليه السلام أن يحفر له أربع   قبور في أربع مواضع : في المسجد وفي الرحبة وفي الغري وفي دار جعدة بن هبيرة ، وإنما أراد بهذا أن لا يعلم أحد من أعدائه موضع قبره
7 . [فرحة الغري] الوزير السعيد نصير الدين الطوسي عن والده عن القطب الراوندي عن ذي الفقار بن معبد عن شيخ الطائفة عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن تمام عن محمد بن محمد عن علي بن محمد عن أحمد بن ميثم الطلحي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع) أين دفن أمير المؤمنين (ع) قال دفن في قبر أبيه نوح قلت و أين قبر نوح الناس يقولون إنه في المسجد قال لا ذلك في ظهر الكوفة .
8 . [تهذيب الأحكام] محمد بن أحمد بن داود عن أبيه عن ابن فضال عن عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حماد عن عبد الله بن حسان عن الثمالي عن أبي جعفر (ع) في حديث حدثني به أنه كان في وصية أمير المؤمنين (ع) أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم و استقبلتكم ريح فادفنوني و هو أول طور سيناء ففعلوا ذلك .
9 .بحار الأنوار
 ، عن محمد بن نما ، عن محمد بن إدريس ، عن عربي بن مسافر عن إلياس بن هشام ، عن أبي علي ، عن الطوسي ، عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن ابن الوليد ، عن سعد ، عن البرقي ، عن البطائني ، عن أبي بصير قال : سألت أباجعفر عليه السلام عن قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فإن الناس قد اختلفوا فيه ، قال : إن أميرالمؤمنين دفن مع أبيه نوح في قبره ، قلت : جعلت فداك من تولى دفنه ؟ *
فقال : رسول الله صلى الله عليه واله مع الكرام الكاتبين بالروح والريحان  
عام
----
يحرم البناء على القبور ، لما جاء في الصحيحين من طريق ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق على صحته

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث الرجال للنظر في القبور فتهدم المخالفة للسنة ، قال أبو الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ) رواه مسلم من طريق حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل ، عن أبي الهياج ويحرم الصلاة إلى القبور ، لما روى مسلم في صحيحه من طريق واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها)
وفي الختام نلاحظ اختلاف الاراء والنقل والتواريخ ونحن لانملك ان نقول انهم رجال اخيار تركوا الدنيا واشتروا الاخره وهم ينتظرون ان ينفخ بالصور ليخرجوا من الارض سراعا ذلك حشر على الله سبحانه يسير ...
الله اعلم اين هي قبورهم
الدكتور
علي حسين علي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1000 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع