بدري نوئيل يوسف ـ السويد
حادثة أنقلها لكم ليست من نسج الخيال بل حقيقه حكتها لي الدكتورة (ميم) .
يكاد المرء لا يصدق وهو يسمع ما حدث لهاتىن الاختان ، هل ستبقى أحلاماً لهما في القادم من أيامهما ؟ أم ستكونان إنسانا ليس بإنسان ؟ ويدق قلبهما للعيش بدون إحساس ومشاعر ، لا يرى العالم ولا يسمع منها شيء ،
تمضي الأيام ولم تشعرا بمرورها ، تلومان الدنيا للحادثة التي اصابتهما ، وتُؤمن الاخت الكبيرة بقضاء الله وقدره ، وتردد دائما ربي اختر لي ما تراه خيرا لي ، واغفر لهما لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون ، من احب الله رأى كل شيء جميلا. لن يستطيع لسانهما عن الحديث ولا تقدر عيونهما على البكاء ، ولا تستطيعان أن تصلح ما تهدم يوما في حياتهما ، والأخت الكبرى تحكي قصتهما وما جرى لهما قالت : أخذنا من الرّعب ما لا يوصف ، في بلد ضاعت فيه القيم فماذا يتوقع المرء من انتشار الفساد والانحراف والرذيلة والإرهاب .
صباح احد الايام وقع انفجار في احدى مناطق بغداد العتيقة ، أمام مقهى كان مكتظا بالعمال لا يوجد فيه مكان شاغر ، ملئ رجالا جلسوا على مقاعد يحتسون الشاي ينتظرون من يطلبهم ويأخذهم للعمل اليومي ، وبعد دقائق معدودة بدأت سيارة الاسعاف تنقل الجرحى والشهداء من العمال الفقراء المعتمدين على اجرتهم اليومية الى احدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث .
كانت الدكتورة (ميم) في الخامسة والعشرين من العمر فتاة رائعة الحسن بجمالها عيناها زرقاوان وشعرها بني ، تتوقّد في عينيها عزيمة الشّباب وترتسم على وجهها المحبة ، محبوبة لدى كلّ النّاس تتحلّى بأخلاق حميدة ، تعمل ضمن فريق الاطباء الجراحين الذين يعالجون الجرحى بجد ونشاط في صالة العمليات في احدى المستشفيات ، استمر الحال بإجراء العمليات حتى الساعة السابعة مساء ، بعد انتهاء الفريق الجراحي من عمله اعدت الدكتورة (ميم) التقرير وسلمته الى مدير المستشفى ، في الوقت نفسه كان الرائد (طاء) ينتظر التقرير النهائي لعدد الجرحى والشهداء في غرفة مدير المستشفى ليقدمه للصحفيين المتجمعين في اروقة المستشفى ، بحضور الدكتورة (ميم) اعطى المدير نسخة من التقرير الى الرائد (طاء) الذي اعترض على عدد الجرحى والشهداء ودار نقاش بينه وبين الدكتورة (ميم) وأعلمته ان الارقام مطابقة لواقع الحادثة ، وحاول اطالة الحديث معها فقد ابدى اعجابه بجمالها .
في هذا الاثناء رن هاتفها الجوال كان المتصل والدها واعلمها انه مع والدتها وأختها الصغيرة (حاء) البالغة من العمر خمسة عشرة سنة في منزل خالها حيث زوجته تشكو من الم في الكلية ، وعليها قبل رجوعها للمنزل تزور زوجة خالها وتسلم عليهما وتطمئن على صحة المريضة ثم يعودون معها للمنزل .
بعد زيارتها لمنزل خالها اخذت والدها وأمها وأختها (حاء) بسيارتها عائدين الى منزلهم ، وقبل وصولهم بمائة متر تقريبا انفجر اطار السيارة الامامي اوقفت (ميم) سيارتها لتغير الإطار ، كانت انارة الشارع مقطوعة والمنازل مظلمة وبصيص النور بداخلها ربما من شمعة تحترق او لمبة نفطية ، والظلام بدأ يغطي المدينة ، طلب والد الدكتورة (ميم) ان تأخذ امها وأختها (حاء) ويتجهون نحو المنزل لان المسافة قريبة ولا يوجد مبرر وقوفهم في الشارع وتحضر الشاي له ، وسيقوم بتغير اطار السيارة ويلحقهم ، لحظ العائلة المشئوم واقفا واتجهوا الثلاثة نحو المنزل .
قبل وصولها المنزل بعدة خطوات صادفتهم سيارة فيها ثلاث شباب احدهم يقود السيارة بسرعة ورعونة وتهور ، توقفت السيارة بالقرب منهم ونزلوا الشباب الملثمين وحاولوا امساك البنتان لكنهما ركضتا نحو المنزل لفتح الباب وحاولت الام ابعادهم لكنها تلقت ضربة بأخمص المسدس على رأسها من احد الشباب سقطت ارضا وضرب رأسها بدكه الشارع ، رجعت (ميم) لمساعدة امها وقعت بقبضة الشباب مزقوا ثيابها وأشبعوها ضربا ورفسا وحملوها الى داخل سيارتهم وسحبوا البنت الصغيرة من شعرها الى داخل السيارة وانطلقوا بسيارتهم مسرعين يهللون من الفرح على الصيد الثمين . بعد دقائق وصل الوالد الى المنزل بعد تغيره الاطار ولاحظ باب المنزل مغلق وزوجته ملطخة بدمائها مستلقية فوق الرصيف بالقرب من مدخل باب المنزل ، بدء يصرخ على بناته فلا مجيب طرق ابواب الجيران وخرج بعضهم مستغربين من صراخه وتفاجئوا مما اصاب زوجته في هذا الاثناء شعر الوالد بالتعب وسقط على الارض قبل مجيء سيارة الاسعاف التي استغرق وصولها اكثر من نصف ساعة مع الشرطة بعد اتصال جارهم عين بالطوارئ ، نقل الوالد والوالدة الى المستشفى وصل الى موقع الحادثة الرائد (طاء) وبدء يحقق مع الجيران بعد ما عرف ان الحادثة وقعت مع الدكتورة (ميم) التي كانت معه في غرفة مدير المستشفى قبل ساعة تقريبا .
اتجهى الشبان بسيارتهم الى منزل واقع على اطراف المدينة وتناوبوا الثلاثة على اغتصاب البنتان مع الضرب والتعذيب ولا ينفع مع الشبان التوسل والبكاء او دفع مبلغ لقاء عدم التعرض لشرفهما واستمر الحال حتى مطلع الفجر والشباب فرحين يرقصون على انغام الموسيقى متلذذين بعذاب الدكتورة وأختها .
مع شروق الشمس وضع الشباب البنتان في السيارة ونقلوهما الى احد الشوارع عند مدخل المدينة ورموهم من السيارة وتركوهم عراة ملطختان بالدماء وهما بين الحياة والموت ، وبعد فترة زمنية مرت سيارة اجرة توقف السائق وتعجب مما رأى نزل من سيارته ونزع قميصه وستر جسم الدكتورة وكان في سيارته قطعة قماش لفها حول جسم البنت الصغيرة ونقلهم الى منزلهم.
وصلت البنتان الى باب منزلهم ترجلتا وتركهم سائق سيارة الاجرة ومضى في طريقه ، البنتان وجدتا باب المنزل مغلق لا يوجد من يفتح الباب لهما ، حقيبة الدكتورة اليدوية بما فيها من نقود ومفتاح المنزل والهاتف اخذها الشباب ، الساعة تقارب الخامسة صباحا ، اشتدّت الحيرة وعصفت بنفسهما قلق هائل ، أفكار شتّى تنازعهما وتتقاذف ذات اليمين و ذات الشّمال وتتلاعب بأفكارهما كالرّيشة في مهبّ الرّيح ، وتلتقي في خضمّ من التّساؤلات الحائرة أين والدهما وماذا جرى ، انتبهما نوبة من البكاء ، توجهت الدكتورة (ميم ) نحو منزل الجيران وقرعت الباب لحظات وخرجت جارتهم (تاء) وأدخلتهم لمنزلها مرتبكة خائفة البستهم ملابس بناتها وأعطتهم احذية ، فهمت الجارة ما جرى للبنتان أجهشت جارتهم في البكاء في مرارة وحزن ، في الوقت نفسه البنت الصغرى اصبحت شاحبة الوجه في صفرة الأموات غائرة العينين مستلقية في تراخ وذبول وإعياء على الكرسي فهي تشكو من نزف حاد نتيجة الاغتصاب .
نكمل مَنْ كان يصدق أن يحدث هذا في الجزء الثاني.
4012 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع