الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج:بنيحيى علي عزاوي
وقف الممثل في مقدمة الخشبة فانحنى للجمهور بتحية إجلال وتقدير واحترام،... تصفيقات زلزلت مشاعره الجياشة فظهرت على محياه ابتسامة عريضة ثم اندمج في شخصيته الدرامية وقال بصوت مبحوح:
أنا المقلد والمحاكي الحكواتي، جئتكم محملا بأسئلة التساؤل حول واقعنا المحزون والمشحون بما هو ظاهر وآخر باطن ، وآخر مضمر في النفوس الخبيثة ومستور شفاف في القلوب الطيبة،.... أرى عيونكم تترقب أسئلتي وتساؤلات الاستخبار والاستعلام، لأن الإنسان الواعي بحاجة ماسة إلى مطلب استعطاء، وجواب الإجابة الأجوبة ذات إيضاح واتضاح تلبية للعقل وإرادة الإنسان... السؤال الملحاح والمتفرع عنه أسئلة وتساؤلات حول ما يجب أن يكون بواجب أوجب وحق مشروع لترسيخ العدالة الاجتماعية في حق الفرد والجماعة على حد سواء في هذه الحياة الدنيوية الدانية التي خلقها الله بخيراتها اللامتناهية لخلائقه المتنوعة الأشكال والأنواع، فهو "فرض عين" على كاهل الدولة بسلطاتها الثلاث ثم مسؤولية جبارة ومكاهلة في صلب مشاريع اقتصادية على عاتق مدبري شؤون الدولة ودواليبها فهو فرض كفائي وعيني بدون مماحكة سياسية شيطانية تكرس الانتهازية والمحسوبية التي توارث بشكل انسيابي منذ قرون طوتها يد الزمان فتبخرت بولاتها ومعاناة الإنسان الذي هو ضد أخيه الإنسان في زمن الرأسمالية المتوحشة في كل قياس من جغرافية المكان لكل دولة خاصة ممن هي تنتمي وتسمى بالجنوب: إذن ما عليكم اللحظة إلا تسرعوا وتتسارعوا في خلخلة وتفكيك هذا السؤال الجوهري الذي يقال بصولة الحكيم: ما الإنسان العربي والمغربي خاصة ؟ ما المفهوم المنطقي للحرية في عالم ينفلت فيه الأمن والأمان، والحقوق والواجبات التي سنها المشرع في فضاء فكري متخم بالأمية والخلط ما بين القانون الوضعي والسماوي؟ هل نحن نمشي بخطى ثابتة في الطريق المستقيم، أم نحن لازلنا من حروف الجار والمجرور بسند العنعنة والقلقلة وحروف العلة التي ضربت بأطنابها في عسلوج ولب العقل فغاب الوعي في يم غياهب النسيان؟؟
845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع