بدري نوئيل يوسف ـ السويد
من منزل الجارة (تاء) اتصلت الدكتورة (ميم) مع خالها وأخبرته انها تنتظره في مستشفى الطوارئ ولم تقل له السبب رغم إلحاحه ، بعد غلق هاتف منزل الجارة طلبت (ميم) من جارتهم ( تاء) ايصالهما بسيارتها الى المستشفى لان اختها فقد دما كثيرا .
في الطريق نحو المستشفى حكت لهما الجارة ما جرى ليلا ،أن الجيران خرجوا للشارع بعد طرق الابواب المجاورة لمنزلهما بقوة من قبل والدهما وصراخه طالبا المساعدة والنجدة وعند خروجها مع زوجها وبعض الجيران شاهدوا والدتهما مطروحة ارضا تنزف ورأسها في حضن والدهما وقد فارقت الحياة ووالدهما يبكي ويصرخ بهستريا ، حاول الجيران ابعاده عن الجثة لم يفلحوا وخلال هذه الحالة الهسترية فقد الوعي حاول شباب المحلة اسعافه ونقله بإحدى سيارات الجيران لكنهم تريثوا خوفا من اتهامهم بالجريمة ، وتتوقع الجارة ان والدهما اصابته نوبة قلبية .
حضرت الاسعاف والشرطة بعد نصف ساعة تقريبا من اتصال احد الجيران ، وتم نقلهما الى مستشفى الطوارئ .
عند مدخل المستشفى اوقفت الجارة سيارتها ، ترجلتا الاختان (ميم) و(حاء) ودخلتا الى داخل المستشفى وأثناء دخولهما صادفتهما احدى الممرضات التي تعمل مع الدكتورة (ميم) ، استغربت الممرضة من حاله الدكتورة وأختها نادت على بقية المضمدين ، جلبوا نقالة مرضى حملوا البنت الصغرى ووضعوها فوق النقالة وبطلب من الدكتورة أخذوها نحو صالة العمليات ، والدكتورة (ميم ) تهرول خلفهم سقطت في ممر المستشفى ساعدتها الممرضة ، وتوجهت معهما الى صالة العلميات واستدعيت الطبيبة النسائية المناوبة .
الدكتور (سين) الذي كان خفرا في تلك الليلة ويشرف على علاج والد الدكتورة في غرفة العناية المركزة من ضمن مرضاه في حيرة من امره لان الدكتورة (ميم) خطيبته لم يجدها مع والدها وحاول الاتصال عدة مرات معها لا جواب وليس لديه علم بوفاة والدة الدكتورة لأنها اخذت الى الطب العدلي من قبل المسعفين مباشرة ، اتصلت معه الممرضة وأخبرته ان الدكتورة (ميم) في صالة العمليات ، خرج سين من غرفته تاركا مرضاه و اتجها مسرعة نحو صالة العلميات استقبلته الدكتورة ميم حاول ضمها الى حضنه لكنها ابتعدت عنه ، بحلق بوجهها وتفقد جسمها المصاب بكدمات وآثار الضرب وخدوش على الوجه وهي ناتجة عن مقاومة الدكتورة للجناة ، فهم الدكتور (سين) ما جرى لها ولأختها المستلقية على طاولة العمليات والكادر الطبي يستعد لإجراء العملية والدكتورة النسائية تطلب تجهيز قناني دم . بدأ الارتباك على الجميع في صالة العمليات لعدم توفر فصيلة دم (أي ) وبدأ البحث عن قناني الدم ، واستطاع الدكتور سين ان يحضر ثلاث قناني من اشخاص لقاء مبلغ وتبرع احد العاملين بقنينة اخرى وأجريت عملية للبنت الصغيرة ، ومن جهة اخرى عولجت (ميم) من الجروح والكدمات التي تعرضت لها . اخذها الدكتور (سين) الى العناية المركزة وتفقدت والدها، لكنها لا تستطيع التكلم معه لأنه نائم ويتلقى العلاج ، والدكتورة (ميم) تتمالك اعصابها تتظاهر بالهدوء .
وصل خالهما الى المستشفى ومنع من الدخول وبقى واقف عند الباب الخارجي يتوسل بالحرس لكنهم لم يردوا عليه وأثناء خروج الدكتور (سين) مع الدكتورة (ميم) متجهان نحو الى بناية الطب العدلي لتحقق من جثمان والدتها ، التقت مع خالها ، التحق معهما نحو الطب العدلي وحكت ما جرى لههما بعد خروجهم من منزله مساء الامس . اتجها الثلاثة نحو بناية الطب العدلي وشاهدا جثة الوالده وعلى اثرها سقطت الدكتورة (ميم) على الارض مغشي عليها قدموا لها المساعدة فاقت من الاغماء واتصلوا مع كاهن الكنيسة لتحضير مراسيم الدفن وأعطاهم موعد الساعة الحادية عشر صباحا ، عادوا الى المستشفى لمتابعة الاخت الصغرى .
اتصل الدكتور ( سين ) مع الشرطة وسجل دعوة ضد مجهول واخبرهم بحادثة الدكتورة وأختها ووالديهما وسوء حظها كان المجيب من قبل الشرطة الرائد (طاء) الذي ابلغه انه تفقد مكان الحادثة وهو قادم لاستجواب المجني عليهما ،
رقدت الدكتورة (ميم) في غرفة لكي ترتاح ، وبدأ الدوام ومجيء الموظفين وانتشر خبر الحادثة كالبرق وامتلأت الغرفة من الاطباء والعاملين ليطمئنوا على صحتها وسلامتها ، وإذا الرائد (طاء) قادم يرافقه مفوض وثلاثة افراد من شرطة دخل الغرفة متهما الدكتورة (ميم) بعلاقتها السرية مع الشباب وبعد معرفة والدتها بعلاقتها المشبوه اعتدى الشباب عليها ، وكانت السبب بمقتل والدتها ، ثارت حفيظة الخال والدكتور (سين) والبقية المتواجدين في الغرفة وبدأ نقاش حاد بينهم رغم استغراب الجميع المتواجدين ، طلب الرائد من الشرطة المرافقه معه اخذها الى التوقيف لان معه امر بإلقاء القبض عليها لحين اكمال التحقيق معها وتعرض اوراقها على الحاكم ، طلب الخال تأجيل توقيفها لحين المشاركة بدفن جثمان والدتها لكنه رفض .
اتجها الرائد نحو غرفة الاخت الصغرى التي مازالت تحت المراقبة بعد العملية ويعطى لها الدم ، واستطاع كادر العمليات منعه من التقرب لغرف العناية ولن يسمحوا له بالدخول للغرفة ، وعليه اوقف الرائد (طاء) احد افراد الشرطة امام باب الغرفة للحراسة حتى يعود بعد عدة ساعات والبنت قد فاقت من تأثير المخدر لكي يحقق معها لان البنت الصغرى عليها امر القاء القبض وشريكة اختها بالجريمة .
سحب الشرطيان الاخران المرافقان للرائد الدكتورة (ميم) من غرفتها الى ممرات المستشفى متوجهون نحو الخارج بحضور وتحت انظار عدد كبير من الكادر الطبي بالإضافة لخالها والدكتور (سين) وعدد من المرضى الذين خرجوا من غرفهم لمشاهدة مشهد اعتقال طبيبة وتؤكد انهم كانوا متعمدين بتوجيه الاهانة ولا ينفع معهم التوسل او الحوار مع الرائد من قبل كل المتواجدين . لحق الخال والدكتور (سين) الشرطة وعند باب المستشفى توقف المفوض المرافق وقال للخال يمكنك مراجعة الرائد في مركز الشرطة وقدموا له هدية .
امام انظار الجميع دفعوا الدكتورة داخل سيارة الشرطة كأنها احدى المجرمات وركب الجميع سيارتهم وانطلقوا .
رن تلفون الدكتور (سين) وكان المتصل الكاهن واعلمه ان حضر مراسيم الدفن وطلب من حفار القبور حفر قبر وعليهم ارسال الجثمان قبل العاشرة صباحا . لا يعرفان ماذا يعملان الخال والدكتور (سين) ، الام جثة في الثلاجة والأب في الانعاش والأخت الكبرى في التوقيف والأخت الصغرى مازالت تحت المراقبة وتحتاج الى الدم ،وأخيرا اتفقا الذهاب الى مركز الشرطة ولقاء الرائد(طاء) .
نكمل مَنْ كان يصدق أن يحدث هذا في الجزء الثالث .
4875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع