احمد الملا
ما حدث ويحدث في العراق من صراع سياسي داخل أروقة المنطقة الخضراء, هناك من يقوم برسم معالمه وتحريكه من الخارج,
وهذا الأمر لم يعد خافياً على الجميع, وهذا ما ولد إتجاهين في المشهد السياسي العراقي, إتجاه وإن كان خاضعاً لتوجهات خارجية لكن مع ذلك ينادي بالإصلاح والتغيير وهذا أمر فيه نوع من الإيجابية, إذ سئم الشعب العراق تلك الوجوه الكالحة التي حكمته منذ ثلاثة عشرة سنة, وهناك إتجاه أخر بالضد من الإتجاه الأول معارض للحركة الإصلاحية - مع زيفها – وأخذ يحيك المؤامرات ويدبر الخطط لوأد أي حركة تغيير و إصلاح وإن كانت زائفة, لأن هذا الطرف المعارض على يقين تام بأن هذا التغيير المرتقب سيُطيح بمصالحه في العراق, لذلك عارض هذا الحراك السياسي – الطرف الأول - الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وقد باتت إيران هي الطرف المعارض لهذه الحركة وهذا ما أيقنه الشعب العراقي, فهي من زجت بإئتلاف ربيبها ورأس الفساد الأول المجرم المالكي من أجل عرقلة التغيير الوزاري المرتقب, وهي من دعمت وساندت البرلمان " اللاعراقي " من خلال إرسالها للمليشيات وسط العاصمة العراقية بغداد لضرب المتظاهرين والمعتصمين, حتى إنها أخلت العديد من المواقع القتالية ضد داعش من تلك المليشيات!!! وهذا بحد ذاته يكشف لنا كيف إن إيران تخوض معركة مصالح في العراق وليس معركة مقدسات وحفظ أعراض ومذهب كما تدعي هي ومليشياتها.
كما إن الدافع والحافز الذي دفع بأميركا ومعها دول الخليج وبالتحديد المملكة السعودية بان تستغل موجة التظاهرات المطالبة بالتغيير هو تغول إيران ومليشياتها في العراق وسيطرتها شبه التامة على العملية السياسية, وهذه الدول ومن باب الحفاظ على أمنها القومي ومن أجل وقف التمدد الإيراني الذي بات يهدد تلك الدول دفع بها لإستغلال تلك التظاهرات وتسييرها وفق رؤيتها التي تريد, وهذا ما تسبب بخلق حالة من الفوضى السياسية وشبه فراغ سياسي في العراق, حتى صار عنوان الإصلاح الذي يطلقه الساسة معروفاً عند الجميع بأنه عبارة عن إكذوبة يراد منها التغرير والتخدير والإلتفاف على مطالب الشعب.
لذا نقولها وبالفم الممتلئ وبقناعة تامة إن التغيير والإصلاح الحقيقي والجذري لا يمكن أن يتم في العراق إلا بخروج إيران ومليشياتها وأذنابها من سياسيين وحتى الشخصيات المتسترة بالدين من العراق, والخطوة الأولى لإخراج إيران من العراق ولكي تنتفي ذريعة تواجدها في هذا البلد – حماية أمنها القومي – يجب أن يتم تدويل قضية العراق ويكون تحت رعاية الأمم المتحدة وهذا ما سيجعل دور الدول التي تدخلت بالشأن العراقي بحجة حماية أمنها القومي أن تخرج من العراق أيضاً, ويرافق ذلك حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص تدير شؤون البلاد, وهذا ما سيجعل العراق يتحرر من قبضة الهيمنة الدولية والساسة التابعين لها ومن قبضة الفساد والمفسدين, وهذا لا يتم إلا من خلال تطبيق مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي منذ عدة شهور, حيث جاء فيه ...
{{... 3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .
5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب .
6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها الى وزرائها .
7- ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء .
8- في حال قبول ما ذكرناه أعلاه فأنا على إستعداد لبذل أقصى الجهود لإنجاح المشروع من خلال حث الأبناء والأخوة الأعزّاء من رجال دين وعشائر وشيوخ كرام وعسكريين وخبراء وأكاديميين ومثقفين وكل العراقيين الباحثين عن الخلاص ، نحثّهم للإلتحاق بالمشروع واحتضانه وتقديم كل ما يمكن لإنجاحه .
9- لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها .
10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ....}}.
فعند طرد إيران ومليشياتها ومن ارتبط بها من سياسيين ورجال دين ممن برروا ويبررون تدخلاتها في العراق لايبقى أي عذر لأي دولة أخرى بالتدخل في الشأن العراقي, كما إن تدويل قضية العراق سيجعله يمتلك حصانة دولية من أي تدخل خارجي, وبذلك يكون هو صاحب القرار في اختيار من يمثله ومن يقوده في العملية السياسية بدون أي شخصيات مستوردة دخلت عن طريق الدبابة الأميركية أو العمامة الإيرانية.
1149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع