بقلم :: احمد الملا
عندما قال المرجع العراقي الصرخي في حوار له مع صحيفة الشرق إن الحشد الشعبي ((هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً، إنه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام )) ثارت ثائرة الكثير حتى وصل بهم الأمر أن يسوقوا التهم والإفتراءات على المرجع العراقي الصرخي لأنه صرح بهذه الحقيقة التي أثبتتها الوقائع والأحداث بعد ذلك.
إيران ومنذ سنوات تسعى وبكل طريقة للهيمنة على العراق وثرواته حتى يكون سلتها الغذائية التي تقتات عليها أثناء الحظر الدولي عليها هذا من جهة ومن جهة أخرى تعتبر العراق هو البوابة لها على العالم العربي على وجه التحديد, ومن خلاله تنشر فكرها المسموم وتوسع مشروعها الفارسي التوسعي الذي يهدف إلى إعادة هيمنتها وسطوتها على العالم العربي وتعيد أيام إمبراطوريتها الفارسية التي قضى عليها الإسلام, وكذلك تحاول أن تؤمن وتحافظ على أمنها القومي من خلال توسيع دائرة نفوذها خارج حدودها.
فكان العراق نقطة الإنطلاق حيث هيمنت عليه من خلال الحكومات والكتل والأحزاب وكان المجرم المالكي الذي خدم مشروع إيران خير خدمة حتى وصفه " خامنئي " بالولد المطيع وذلك لأنه عمل على تصفية أهل السنة في العراق كونهم من أشد المعارضين لسياسة إيران في العراق والتي تمثلت بحكم السفاح المالكي, وكذلك ضرب الشيعة العرب " الصرخيين " المناهضين لمشاريع إيران والرافضين لسياستها وعملائها, لكن تطور الأحداث في العراق وخصوصاً الإعتصامات والتظاهرات في المناطق الغربية والشمالية وتزايد الرفض الشعبي لإيران في الوسط والجنوب العراقي دفع بإيران ومن خلال ربيبها الدكتاتور المالكي بأن يفتحوا الحدود العراقية أمام تنظيم داعش الإرهابي وهذا ما أكدته التقارير والتحقيقات, الأمر الذي فتحت المجال أمام إيران لدخول العراق بصورة علنية وصريحة هذا من جهة ومن جهة أخرى إبادة السنة وضرب الشيعة العرب " الصرخيين " تحت ذريعة محاربة داعش, بالإضافة إلى سهولة وصول إيران إلى حدود الدول العربية والخليجية كالأردن والسعودية من أجل ممارسة الضغوط على تلك الدول من خلال التهديدات المباشرة لها, مع جعل العراق طريقاً مفتوحاً يسهل عمليات الإمداد الإيراني لنظام الأسد في سوريا. كل تلك الأمور كان المنفذ لها ما يسمى بـــ " الحشد " الذي تشكل على ضوء فتوى السيستاني المرجع الإيراني المقيم في العراق, فأخذت هذه المليشيا التي تشكلت من أبناء العراق وبقيادة المجرم قاسم سليماني تمارس أبشع وأقذر الجرائم بحق العراقيين, فإرتكبت المجازر وعمليات التصفية والإغتيالات بحق أبناء العراق وعملت على تغيير ديموغرافيا العديد من المحافظات كديالى والبصرة وبغداد وحزامها دون أي رادع من قبل الحكومة أو السيستاني الذي أفتى بتشكيلها, حتى أصبحت هذه المليشيات تملك سلطة أقوى من سلطة الأجهزة الأمنية والتي باتت خاضعة لسلطة " الحشد" وهذا ما دفع بتلك المليشيات بأن تقوم بالدفاع عن ساسة الفساد وتسهر على حمايتهم وما حصل قبل عدة أسابيع خير شاهد, حيث إنتشرت هذه المليشيات في العاصمة بغداد بعدما اقتحم المتظاهرون العراقيون أسوار الخضراء وكان نزول هذه المليشيات هو من أجل ضرب المتظاهرين.
هذه الأمور والتي لم نذكرها جعلت إيران تدعوا لتحويل هذه المليشيات إلى جهة حكومة كي تكون خدماتها أكثر وصلاحياتها أوسع هذا من جهة ومن جهة أخرى تعطيها الصفة الشرعية وتبعدها عن أي محاسبة قانونية محلية أو إقليمية أو دولية وتستخدمها كورقة ضغط على أي حكومة عراقية – حالية أو مستقبلية – وقد جاءت هذه الدعوة على لسان عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني " محمد صالح جوكار " والذي دعا إلى دمج جميع المليشيات في العراق وجعل مليشيا الخراساني نواة لها لتشكيل حرس ثوري عراقي على غرار الحرس الثوري الإيراني!! وقد جاءت دعوة " جوكار " تلك بعدما استعرض نجاح إيران في تحشيد الناس في كل من العراق " الحشد" واليمن " الحوثيين" وسوريا " سرايا الدفاع الوطني " وتكوين مليشيات موالية لها في تلك الدول.
وهو بهذه الدعوة وكما بينا يريد أن يجعل من هذه المليشيات أداة قمع للأمة العراقية الرافضة لإيران ومشاريعها التوسعية, وكذلك يجعل منها أداة ووسيلة ضغط على الحكومات وعلى الدول المجاورة وذلك بعد أن تحصل هذه المليشيات على الصفة القانونية وبذلك تكون قد حصلت على الحصانة القانونية التي تضمن إيران من خلالها قيام هذه المليشيا بأي تحرك تريده سواء كان داخل العراق أو خارجه, فهل فهم العراقيون قبل غيرهم هذه اللعبة القذرة التي تمارسها إيران تحت مسميات الدفاع عن المذهب والمقدسات.
981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع